معظم الشباب بعد سنوات الدراسة يبحثون عن فرص عمل يثبتون من خلالها أنفسهم، بهدف الاستقرار في حياتهم الخاصة، ونظرا لارتفاع نسبة البطالة بين الشباب المصريين، تأتي الملتقيات الوظيفية أحد الحلول التي انتشر تنظيمها في مصر من جانب الوزارات أو الجامعات أو الجمعيات الأهلية، تجتمع فيها الشركات التي تتوفر بها وظائف، وتستقبل عدد كبير من الشباب الباحث عن فرصة عمل إلا أنها في النهاية لا تأخذ إلا عددا محددا.

الاستعداد للمقابلة الشخصية من أهم الخطوات اللازمة لكل شاب

وينظم بعد غد المجلس القومي للشباب ملتقي توظيفي يوفر حوالي 1500 فرصة عمل بمركز التعليم المدني، ستجتمع فيه شركات القطاع الخاص، وستستقبل حملة المؤهلات العليا والمتوسطة، سيتضمن لقاءات مباشرة بين الشباب وأصحاب العمل.

ونظرا لوجود عدد كبير من الشباب الذي يبحث عن وظيفة، تصبح مهمة كتابة السيرة الذاتية والاستعداد للمقابلة الشخصية من أهم الخطوات اللازمة لكل شاب للتعبير عن نفسه بطريقة تجذب انتباه صاحب العمل وتدفعه إلى اختياره في الوظيفة المتاحة.

لذا تقدم "اليوم السابع" لك بعض النصائح لكتابة السيرة الذاتية بطريقة احترافية تساعدك على تعريف نفسك بطريقة جيدة، والتي يعتبرها محمد شاكر – مدرب التنمية البشرية – أنها صورة الشخص أمام الشركة، ويقول " يجب أن يحاول الشاب من خلالها الظهور بأفضل صورة لأن الطبيعي أن صاحب العمل ميعرفنيش، ووسيلة تعرفه علي من خلال ورق السيرة الذاتية، لذا يجب أن أتحرى الدقة والصدق في كل كلمة مكتوبة فيه، والأفضل أن أكتبه بنفسي لأني أكثر من يعرف نقاط قوتي وضعفي، فلا أحبذ أن يكتب صديقي مثلا سيرتي الذاتية لمجرد أنه كتب سيرته قبل ذلك، فالأحسن أن أتعلم منه وأكتبه بنفسي".

قسم محمد السيرة الذاتية إلى 8 أجزاء يختلف ترتيبها من شخص لآخر حسب خبراته او الوظيفة نفسها، لكن كلها تشترك من البداية في "بيانات الاتصال" وهي الاسم والعنوان والإيميل وأرقام التليفونات الموبايل والأرضي والتي يتواجد فيها باستمرار، ويتم كتابتها بخط بارز قليلا عن باقي بيانات السيرة.

أنتقل شاكر بعد ذلك إلى ثاني أهم جزء في السيرة الذاتية، وهي الهدف من التقدم للوظيفة والتي قال عنها "لا يجب أن يتناقل الشباب الهدف فيما بينهم، لأن الطبيعي أن لكل منهم هدفه الخاص ولكل وظيفة شخصيتها المختلفة، المهم أنت عايز منها إيه في أقل عدد من الكلمات".

في النهاية صاحب العمل يحتاج إليك كما تحتاج إليه

وإذا كان المتقدم للوظيفة حديث التخرج وليس لديه خبرات وظيفية سابقة، يكتب بعد الهدف جانب "التعليم" وفيه اسم الكلية والجامعة والسنة والتقدير واسم مشروع التخرج في حالة وجوده، أما لو خاض الفرد تجربة عمل من قبل، فيكتب خبراته أولا، لكن يتحرى فيها الدقة، ويجب أن يدرك أن صاحب العمل من الممكن أن يسأله في المقابلة عنها أو يتصل برئيسه مثلا ليسأل عنه، وهناك طريقتان لترتيب الخبرات حسب الزمن أو الأهمية، ويفضل الترتيب الثاني، لأنه يثبت لصاحب العمل سبب جدارته للوظيفة.

تأتي بعد ذلك خانة الدورات التدريبية التي حصل عليها الشاب مؤرخة وبجهتها الرسمية، ثم المهارات والتي تنقسم إلى اللغات والكمبيوتر والمهارات الشخصية، تليها الأنشطة الاجتماعية وهو ما ركز عليها محمد شاكر قائلا: "كثير من الشباب يهمل الاشتراك بالعمل التطوعي أو ذكرها بالرغم من أهميتها البالغة لدى أصحاب العمل حاليا، لأنها تدل على خبرته في التعامل مع مؤسسات وأشخاص والعمل في جماعة ونشاطه بدون مقابل، وفي النهاية صاحب العمل يحتاج إليك كما تحتاج إليه".

وتكتب في نهاية السيرة الهوايات والتي قد تبين لصاحب العمل بعض المهارات المهمة للوظيفة مثل الثقافة من خلال هواية القراءة أو العمل الجامعي من خلال هواية كرة القدم، ثم البيانات الشخصية مثل تاريخ الميلاد والجنسية والنوع والموقف من التجنيد والحالة الاجتماعية.

يوضح شاكر أن شروط السيرة الذاتية ألا تتعدى الورقة لحديث التخرج وورقتين لصاحب الخبرة، أن يتم كتابتها بخط متوسط الحجم وباللون الأسود، ليس من المحبذ استخدام الألوان أو الأشكال الملونة، وأن يحاط بإطار بسيط رسمي، ويوضع في ملف مفتوح خفيف فليس العبرة هنا بسعره وإنما بسهولة فتحه وأن يكون مطبوعا على ورق كمبيوتر وليس مصورا.

في النهاية تحدث شاكر عن طلب بعض الشركات إرفاق صورة الشخص في السيرة الذاتية، قائلا: "يجب أن تكون بالملابس الرسمية لا يوجد فيها ألوان كثيرة، تدرج جانب الاسم أعلى الورقة الأولى".