باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
عراقي يتحدى إعاقته ومجتمعه.. ويصبح حلاقا ماهرا
28/02/2011

في قصة مؤثرة، يتحدى عراقي مصاعب الحياة ويتغلب عليها، فلا يستسلم لاعاقته، ولا يرضى أن يُكبّله شلل أطرافه السفلى الذي ولد معه. اذ انتفض عمار راضي على شلله منذ صار إدراكه العقلي يميّز "بين قدَر لا يمكن تغييره وهو الشلل، وقدر يمكن تغييره وهو الجهد الشخصي"، كما يقول.

عراقي يتحدى إعاقته ومجتمعه.. ويصبح حلاقا ماهرا

صار ينافس أقرانه الاصحاء
في كسب الزبائن!

تحدّى راضي الشاب العشريني المجتمع بمساعدة والدته، واختار أن يكون حلاقاً، أي صاحب مهنة حرّة لا يتحكّم فيه أحد. لا يحتاج الشاب الأسمر لممارسة مهنته سوى أدوات الحلاقة العادية، المقص والشفرة والموسى. فبعد اكتسابه فن الحلاقة لا سيما العرسان، صار ينافس أقرانه من الأصحاء في كسب الزبائن، لا بل يتفوق عليهم في ابتكار قصات حديثة للشعر.

بدأ راضي عمله للمرة الأولى في دكان صغير أمام منزله في مدينة الكوت جنوب شرقي بغداد، لكنه ما لبث أن أصبح حلاقاً ماهراً فاشترى كرسياً كلفه نحو 20 دولاراً بمساعدة والدته التي تسعى جاهدة الى إخراجه من وضعه النفسي المتأزم الذي لازمه سنين طويلة منذ أن ولد مصاباً بشلل الأطراف السفلى.

"الشلل لم يمنعني من ممارسة حياتي في شكل طبيعي، بل حرصت على تعلم فن الخياطة في البداية الى جانب فن الحلاقة الذي أجدت فيه كثيراً وصار لي زبائن كثيرون"، قال راضي لـ "الحياة".

شـــلل الأطراف السفلى لا يمنع راضي من التحرك بخفة على كرسيه الذي يمثل نصف دائرة، ليتمكن من الجلوس علــيه بعدما يكون زبونه قد جلس على كرسي آخر. هذا الكرسي يمر عليه عشرات الزبائن يومياً بعد شهرة اكتسبها الحلاق بين سكان الحي والمنطقة حيث يحقق رغبات الشباب في اختيار القصات التي يريدونها.

عراقي مشلول.. حلاق مبتكر!عراقي يتحدى اعاقته في قصة مؤثرة

يستعمل راضي كرسي خاص في الحلاقة على
شكل نصف دائرة

الحلاقة ليست المهنة الأولى التي مارسها راضي، يقول: "بدأت العمل منذ كنت في العاشرة عندما تعلمت الخياطة باستخدام ماكينة والدتي فساعدتها واستطعنا أن نكسب زبائن كثيرين، قبل أن أتجه الى الحلاقة التي تعلمتها صدفة. لكنني وجدت نفسي في هذه المهنة التي تسليني وتشعرني بالحيوية".

راضي الذي فضل مهنة الحلاقة، أثارت مهاراته فيها إعجاب زملائه فقرروا أن يفسحوا له المجال في محالهم الشهيرة، فعمل أولاً في صالون "القيثارة". ويروي أن "أول زبون أردت أن أحلق له شعره، استغرب الأمر ولم يصدق إلاّ بعد نزوله من كرسي الحلاقة الذي صنعته بطريقة تسمح لي بالحركة السريعة والمريحة معاً... لكن بعدما أنهيت مهمتي على أكمل وجه، بقي الزبون مواظباً على الحلاقة عندي وترك حلاقه".

ملاحظة: الصورة نقلا عن "الحياة"