كثيرا ما نرى اشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، ورغم ذلك، فانهم يثبتون جدارتهم، ويبرهنوا للعالم ان لا شيء يقف امام العزيمة والإرادة والتصميم، حتى الإعاقات الجسدية. فقبل 30 عاماً بدأت معاناته في حادث مروري خرج منه مشلولاً نصفياً وفاقداً ساقيه، وقتها كان عمره عامين وحين راح جسده الضعيف ينمو كان الكرسي المتحرك هو الوسيلة المتاحة لتحركاته. وعلى مدار السنوات الطويلة كانت العراقيل تعترض طريقه، غير أنه تغلب عليها، ونجح في كسب رزقه من عرق جبينه باحترافه مهنة سائق "تاكسي".

ويتابع قائلا: "أصبتُ بشلل نصفي وبُترتْ ساقاي، وعلى إثر ذلك أصبح الكرسي المتحرك هو وسيلتي في التنقل لم أستطع إكمال دراستي بعد إنهائي المرحلة المتوسطة، وكان السبب في ذلك هو العمليات الجراحية التجميلية التي كنت أجريها من أجل ترميم بعض أجزاء من جسدي، حيث تم تنويمي في المستشفى على مدى خمس سنوات أجريت على إثره العشرات من العمليات الجراحية، ولكن تعرضت في الوقت نفسه لأخطاء طبية متكررة وهي ما جعل معاناتي وآلامي تزيد".

ويستطرد قائلاً: "استطعت تجميع مبلغ تمكنت به من شراء كرسي متحرك، حيث إنني مع تقدمي في العمر تتغير لدي حاجاتي في نوعية الكرسي المتحرك". وقد تعلم عبد العزيز قيادة السيارة في مركز خاص بذوي الاحتياجات الخاصة وأصبح يعمل ساعات متواصلة، فكان يخرج من الثامنة صباحا ويعود في الثانية ليلاً، متعرضاً للكثير من المواقف الإيجابية والسلبية. ويتحدث عن تجربته مع الزبائن بقوله: "الكثير منهم يجدونني نموذجاً للإنسان المكافح"، مشيراً إلى دهشة رجل أمريكي ركب معه، وذكر له أنه لا يوجد في أمريكا شخص معاق يقود سيارة تاكسي، وهو ما جعل عبد العزيز يشعر بالامتنان والسعادة على الرغم من حزنه لما يعانيه في هذه الحياة.

وإضافة لما مضى يقول محمد، إنه يملك مهارة في صنع أدوات يستطيع استخدامها ذوو الاحتياجات الخاصة في السيارة، وهو ما فعله بنفسه، حيث صنع أداة تمكنّه من قيادة سيارته على الرغم من أنه لا يملك ساقين يسير بهما.