يرغب المكفوفون في العيش كالمبصرين، اذ انهم يثابرون من اجل اثبات انفسهم بالرغم من جهلهم لجميع الاشياء التي لا يرونها، والمواطن الهندي الكفيف ألال أشيش غويال لطالما رغب في العمل بسوق المال، وبارادته وعزمه، اصبح أحد موظفي بنك جيه بي مورغان تشيز في لندن، اذ يساعد في إدارة مليارات الدولارات من خلال دوره في مهمة الكشف عن المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المصرف مثل تقلبات البورصات الأجنبية.
كل الاحترااااااااام |
وعن قصة التحاقه بهذا العمل أشار غويال إلى أنه لطالما رغب في العمل بالأسواق المالية، لكن على الرغم من أن سيرته الذاتية تتضمن الإشارة إلى حصوله على درجة علمية رفيعة في إدارة الأعمال من جامعة بالهند وأخرى من كلية وارتون التابعة لجامعة بنسلفانيا الأمريكية بجانب عمله لمدة ثلاث سنوات في فرع هندي لمصرف آي إن جي، فإنه شعر بأن الأشخاص الذين أقدموا على تعيينه خالجهم عدم ارتياح حيال الأمر.
وبعد حصوله على أول درجة علمية له في إدارة الأعمال قال غويال: "إنه انضم لقائمة أكثر المرشحين لنيل وظائف بكثير من المؤسسات، لكنهم كانوا يرفضونه بمجرد إدراكهم أنه كفيف وعندما تقدم للعمل لدى آي إن جي كان الإحباط قد تملك منه لدرجة أنه أخبر مسؤولي المصرف أنا كفيف، هل ما زلتم تريدون الحديث معي". وقال غويال: "سألوني حول قدرتي على القيام بمهام الوظيفة المعلن عنها، وأجبتهم بأنني أعتقد أن بإمكاني ذلك. وعليه، تم تعييني".
وبعد سنوات عندما تقدم لوارتون بغية التأهل لوظيفة في الأسواق المالية نيويورك أو لندن قال غويال: "إن مدير شؤون القبول بالجامعة وقع على طلب التحاقه بالعبارات التالية لم أعاين قط مضارباً كفيفاً في وول ستريت لا يمكنني أن أضمن لك الحصول على وظيفة لكنك قطعاً ستكون أفضل حالاً لدى حصولك على درجة علمية من وارتون". وحتى بعد تخرجه في وارتون رفضته الكثير من شركات وول ستريت، وكان جيه بي مورغان المصرف الوحيد الذي عرض عليه التدريب في الصيف، ثم عرض عليه التعيين الكامل.
يؤكد غويال عدم حاجته لمعاونة |
وعن طفولته قال غويال: "إنه تمتع بطفولة طبيعية سعيدة في مدينة مومباي الهندية لكن ببلوغه التاسعة بدأ يلاحظ عجزه عن التعرف على بعض الأشخاص فور مشاهدتهم ولم يعد قادراً على رؤية الخطوط في كراسات الدراسة". وفي إحدى الليالي سقط بقناة مائية وفي مرة أخرى سقط أثناء قيادته دراجته وتسبب في تحطيمها وبعد ذلك بدأ يعجز عن رؤية الكرة خلال تدريباته على التنس.
وشخّص أطباء حالة غويال بأنها التهاب الشبكية الصباغي وهي حالة جينية تتسبب في تدمير الشبكية وتتسبب تدريجياً في فقدان البصر وببلوغ غويال 22 عاماً كان قد فقد بصره تماماً. وتسبب فقدان البصر في إصابة غويال بـالخوف والحيرة، وتضاؤل عدد أصدقائه، وعن هذه المرحلة قال غويال: "كنت مستعداً لإعلان استسلامي والامتناع عن خوض الامتحان النهائي والاكتفاء بالعمل مع والدي الذي يعمل بمجال التنمية العقارية".
لكن والدته أجبرته على تأدية الامتحان واندهش غويال عندما وجد نفسه لم يجتز الامتحان فحسب وإنما أيضاً بدرجات مرتفعة. واليوم يؤكد غويال أنه يشعر بالفخر لعدم حاجته لمعاونة الآخرين له بصورة يومية، فضلاً عن عودته إلى ارتياد النوادي ولنشاطه بمجال الرياضة، حيث فاز فريقه العام الماضي، في بطولة كريكيت للمكفوفين.