ولادتها صماء لم تمنعها من الاستمرار بحياتها بشكل طبيعي بل على العكس دفعها ذلك لتتمكن من انجاز ما لا يستطيع شخص طبيعي أن ينجزه، فقد كانت ترقص وتتمايل مع الموسيقى ببراعة، وكأنها جزء من كيانها، وعندما بلغت الصماء نينا فالياس العاشرة من عمرها خضعت لامتحان الدخول إلى مدرسة "الباليه الملكية البريطانية" أدهشت الجنة الحكم ببراعتها في الرقص.. لكن من دون أن تتمكن من تحقيق حلمها!
كل الاحتراااام |
"دُمرت تماماً. وبدا لي (آنذاك) أن حلمي بأن أصبح راقصة باليه قضي عليه"، قالت نينا، التي أصبحت اليوم في الخامسة والخمسين. وحسب صحيفة "دايلي تلغراف" فانه ورغم البداية غير الواعدة، إلا أن نينا لم تتخلَّ عن حلمها. وهي مصممة اليوم على تشجيع المزيد من الصم لدخول ميدان الرقص.
ابنة الأسرة العاملة في مجال المسرح، ولدت صماء. لكن وسط أسرتها الفني والثقافي، زادها حماساً لدخول عالم الفن. وبالرغم من أنها كانت "محبطة جداً"، لأنها لم تستطع الكلام إلا أن الصوت الذي تصدره رنان وواضح. وبما أنها محترفة في قراءة الشفاه كانت تنتظر أن يقف الشعراء ليلقوا قصيدة، فتقف وترقص على أنغام شفاههم.
وبعدما رفضتها "المدرسة الملكية البريطانية للباليه"، تم قبولها في مدرسة "باليه رامبرت" حيث فازت بالعديد من الجوائز. هذه المدرسة لم تطلب من نينا الخضوع لفحوصات طبية.. ولم يعلم أحد أن الطفلة صماء، وهي نجحت في إخفاء حالتها جيداً، إلى أن فشلت باتباع إرشادات معلمتها في أحد صفوف الباليه، ففُضح أمرها! التقنية التي تعتمد عليها الراقصة الصماء بسيطة.
وكما العديد من الصم، تستطيع نينا أن تسمع بعض الأصوات المنخفضة، وتشعر بقوة بالموجات الموسيقية. فكانت "تطير في الهواء عند ارتفاع الموجات الصوتية للموسيقى، وتدور كالإعصار إذا كانت الموسيقى قوية". وأصغر صوت يمكن أن يدخل في الإيقاع يعد بمثابة "كنز" بالنسبة لها.
وقالت نينا "الموجات هي مشاعر، وهي التي تحركني، فهناك اختلاف بين موجة صادرة عن كمان وموجة صادرة عن طبلة". وفي سن 16، بدأت نينا مهنتها كراقصة، تتجول في العواصم الأوروبية وتتعاون مع فرق الرقص، "رقصت لأنها كانت طريقتي في التخاطب". كبرت الطفلة وباتت راقصة عالمية، وهي اليوم تصمم الرقص وتعلّم تقنيتها للصم، وتعيش في مالفيرن هيلز مع زوجها.