باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
صماء.. لكنها برعت كراقصة على إيقاع نابع من داخلها!
16/10/2010

ولادتها صماء لم تمنعها من الاستمرار بحياتها بشكل طبيعي بل على العكس دفعها ذلك لتتمكن من انجاز ما لا يستطيع شخص طبيعي أن ينجزه، فقد كانت ترقص وتتمايل مع الموسيقى ببراعة، وكأنها جزء من كيانها، وعندما بلغت الصماء نينا فالياس العاشرة من عمرها خضعت لامتحان الدخول إلى مدرسة "الباليه الملكية البريطانية" أدهشت الجنة الحكم ببراعتها في الرقص.. لكن من دون أن تتمكن من تحقيق حلمها!

صماء.. لكنها برعت كراقصة على إيقاع نابع من داخلها!

كل الاحتراااام

عندما كانت تقف على رأس أصابعها، وتتحرك على الإيقاع، وكأنه نابع من داخلها. لم تستطع مديرة المدرسة آنذاك أن تخفي إعجابها: "أمامك مستقبل عظيم"، قالت للطفلة. ونالت الراقصة الصغيرة قبولاً أولياً. ثم حان وقت إجراء الفحوصات الطبية.. عندها فقط، اكتشفت إدارة المدرسة ان نينا صماء.. وهكذا انهار حلم الطفلة.

"دُمرت تماماً. وبدا لي (آنذاك) أن حلمي بأن أصبح راقصة باليه قضي عليه"، قالت نينا، التي أصبحت اليوم في الخامسة والخمسين. وحسب صحيفة "دايلي تلغراف" فانه ورغم البداية غير الواعدة، إلا أن نينا لم تتخلَّ عن حلمها. وهي مصممة اليوم على تشجيع المزيد من الصم لدخول ميدان الرقص.

ابنة الأسرة العاملة في مجال المسرح، ولدت صماء. لكن وسط أسرتها الفني والثقافي، زادها حماساً لدخول عالم الفن. وبالرغم من أنها كانت "محبطة جداً"، لأنها لم تستطع الكلام إلا أن الصوت الذي تصدره رنان وواضح. وبما أنها محترفة في قراءة الشفاه كانت تنتظر أن يقف الشعراء ليلقوا قصيدة، فتقف وترقص على أنغام شفاههم.

وبعدما رفضتها "المدرسة الملكية البريطانية للباليه"، تم قبولها في مدرسة "باليه رامبرت" حيث فازت بالعديد من الجوائز. هذه المدرسة لم تطلب من نينا الخضوع لفحوصات طبية.. ولم يعلم أحد أن الطفلة صماء، وهي نجحت في إخفاء حالتها جيداً، إلى أن فشلت باتباع إرشادات معلمتها في أحد صفوف الباليه، ففُضح أمرها! التقنية التي تعتمد عليها الراقصة الصماء بسيطة.

وكما العديد من الصم، تستطيع نينا أن تسمع بعض الأصوات المنخفضة، وتشعر بقوة بالموجات الموسيقية. فكانت "تطير في الهواء عند ارتفاع الموجات الصوتية للموسيقى، وتدور كالإعصار إذا كانت الموسيقى قوية". وأصغر صوت يمكن أن يدخل في الإيقاع يعد بمثابة "كنز" بالنسبة لها.

وقالت نينا "الموجات هي مشاعر، وهي التي تحركني، فهناك اختلاف بين موجة صادرة عن كمان وموجة صادرة عن طبلة". وفي سن 16، بدأت نينا مهنتها كراقصة، تتجول في العواصم الأوروبية وتتعاون مع فرق الرقص، "رقصت لأنها كانت طريقتي في التخاطب". كبرت الطفلة وباتت راقصة عالمية، وهي اليوم تصمم الرقص وتعلّم تقنيتها للصم، وتعيش في مالفيرن هيلز مع زوجها.

صماء.. لكنها برعت كراقصة على إيقاع نابع من داخلها!