قرر طفل سعودي معاق ويدعى عبد الرحمن حسن الحمدان (13 عامًا) أن يتحدى إعاقته ويكمل مسيرته في السباحة حتى يحقق حلمه، فقد وصل إلى العالمية بصبر وإصرار، وحصد 6 ميداليات دولية في السباحة حتى اطلق عليه لقب بطل العالم في السباحة لذوي الاحتياجات الخاصة، ورغم هذه البطولات إلا أن حلمه لم يتوقف هنا، فهو يحلم بعبور بحر المانش وبتجسيد شخصية كرتونية تكون رمزًا لأطفال العرب المعاقين لمساعدتهم على تخطي الصعاب والتعايش مع المجتمع.
السباحة تعوضني عن إعاقتي |
وعن بداية مسيرته الرياضية يقول: "وأنا عمري 10 سنوات ذهبت يومًا مع أخي الأصغر إلى مدرسةٍ لتعليم السباحة لأشاهد فقط كيف يتعلمون السباحة، ثم بدأت بلمس الماء وأنا على الكرسي المتحرك لأبلل ملابسي، فكنت أتمنى أن ألعب مثلهم، ثم طلبت من والدي أن يجلسني مع أخي في حوض السباحة، فأنزلني بعد أن استأذن المدرب، وكانت تلك أول مرة أنزل فيها حوض السباحة، وكان من أحواض الجاكوزي، وهو ضحل جدًا لا يتجاوز عمقه 3 أمتار، بعدها صرت أتردد على المسبح لكي تعلم السباحة، وبدأت مشوار الألف ميل".
ويستطرد الطفل السعودي قائلاً: "كنت أتعلم بصعوبة، فوالدي كان يجلسني على حافة المسبح، ويعلمني خطوة خطوة، وبعد مرور عام كامل أصبحت أتقن السباحة الأمامية ولمسافة قصيرة، وفي العام الثاني زادت قوتي وزاد حماسي وتعلمت سباحة الصدر الحرة، والحمد لله أنا الآن سباح 3000 متر في المياه المفتوحة (البحار) وهذا من كرم الله عليّ".
وعن إنجازاته الرياضية يقول: "بفضل الله أحرزت أكثر من 19 ميدالية محلية و6 ميداليات دولية، وحصلت على لقب بطل العالم في السباحة لذوي الاحتياجات الخاصة في البطولة التي أقيمت بشنغهاي عام 2009، والحمد لله كُرمت من عدة جهات بالمملكة".
وردًا على سؤالٍ عن أسباب اختياره لهذه الرياضة رغم كونها محفوفة بالمخاطر يجيب: "السباحة تعوضني عن إعاقتي، فمعها أشعر بأنني حر كالعصفور.. أذهب أينما أريد، وأحلق أينما أريد".
أحلم بأن أقطع بحر المانش وأن أصبح |
أما العقبات الخاصة بالسباحة فكانت عدم وجود مدرب متخصص في هذا المجال، وبسبب ذلك تعلم والده تدريب المعاقين حتى حصل على الرخصة الدولية في سباحة المعاقين من الاتحاد البريطاني لمعلمي السباحة، ليحل بذلك مشكلة التدريب.
وفي ختام حديثه يعرب الطفل السعودي عن طموحاته قائلاً: "أحلم بأن أقطع بحر المانش، وأن أصبح مدربًا عالميًا أعلم الأطفال المعاقين فنون السباحة، كما أحلم بأن أزور محبوبتي قناة "MBC3" للأطفال، وأن أقدم شخصيه كرتونية عربية تحفِّز المعاقين من الأطفال على الاندماج في المجتمع، وتساعدهم على تخطي الصعاب والتعايش مع البعض ومساعده الأسرة والمجتمع لهذه المجموعة من المعاقين".