باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
تتحدى إعاقتها وتعمل بالتطريز لتوفر لأشقائها قوت يومهم!
10/10/2010

تحدت الفتاة السورية المقعدة أسما زهرة إعاقتها من خلال العمل بمهنة التطريز التي تحترفها حتى توفر لأشقائها قوت يومهم، فهي تتجول على كرسيها الكهربائي، وأحيانا بعكازتين في جنبات السوق لتبيع ثمرة يديها من مهنة التطريز، فقد توفي والداها تاركان لها سبعة إخوة، بينهم أربعة مصابون بمرض "البلور"، الذي يتسبب في كسر أعضاء المريض.

تتحدى إعاقتها وتعمل بالتطريز لتوفر لأشقائها قوت يومهم!

على المعوق بذل جهد لإظهار مهاراته
 وقدراته لتغيير النظرة السلبية تجاهه

وتروي أسما قصة كفاحها بالقول: "عانى أبي وأمي، وعملا كثيرا من أجلنا، وكنا نتلقى منهم العناية الخاصة، فقد تقبلوا إعاقتنا، وحاولوا بشتى الوسائل الوصول إلى دواء أو علاج داخل سورية وخارجها لكن دون فائدة".

وبعد وفاة الوالدين قبل عشرين عاما وجدت أسما نفسها مسؤولة عن عائلة مكونة من سبعة إخوة، 4 منهم معوقون، فحولت هوايتها في التطريز إلى حرفة تعود على أسرتها بالدخل. وأخذت تبيع أغطية الطاولات ومفارش الأسرة، مستعينة بكرسيها المتحرك عند تسوق المواد الأولية اللازمة لعملها، تجنبا للازدحام كي لا يتعرض جسدها الضعيف للكسر.

ووفقاً لوكالة سانا السورية فإن عمل أسما لا يقتصر على طلبيات زبائن محددين، وحاجة السوق المحلية، بل تشارك في المعارض التي تقام في المحافظات وفي المدن العربية، وفي كل عام يكون لها حضور بجناح خاص.

ومن الفعاليات التي تشارك فيها أسما، معارض الاتحاد النسائي، واتحاد الحرفيين، والجمعيات الأهلية بحمص، ومعارض في دولة الإمارات والسعودية، حيث تقدم فيها أعمالا جديدة ومتميزة في عالم الألبسة والمفارش والأغطية.

وتقول أسما: إن على المعوق بذل جهد أكبر لإظهار مهاراته وقدراته لتغيير النظرة السلبية تجاهه، وإقناع الآخرين بأنه كغيره قادر على المساهمة في بناء المجتمع.

وإلى جانب عملها المتقن تقوم أسما وأختها المعوقة بتدبير كافة شؤون المنزل من إعداد مختلف أنواع الطعام وغسيل الملابس وغيرها من الأنشطة، إضافة إلى ممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة في المنزل. وتأمل أسما في أن يكون هناك تصنيف للإعاقات، وتأمين فرص العمل للمعاقين القادرين على العمل والإنتاج، وتخصيص راتب شهري لغير القادرين منهم على العمل، لافتة إلى المرسوم الهام الذي أصدرته الدولة لإعفاء المعوقين من الرسوم الجمركية على السيارات الخاصة بهم.

من جانبه، يؤكد جمال عبد البر، مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بحمص: إن المديرية تتابع عمل الجمعيات والخدمات الإنسانية التي تقدمها للمعوقين، وتعمل على تطوير أساليب التعامل معهم، بالإضافة إلى توفير فرص العمل للقادرين منهم ليكونوا عناصر فاعلين ومنتجين في المجتمع.