باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
أمهر عجلاتي يصلح الدراجات الهوائية بدون راحتين!!
07/08/2010

"عبد العال" ولد بأيد دون أصابع، إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة حياته بطريقة طبيعية، وبدأ يذهب إلى الكتاب لحفظ القرآن الكريم مع باقي أطفال القرية في محاولة من أسرته ليكون شيخا حاملا لكتاب الله. ببلوغه السادسة من عمره كان يشاهد الأطفال يهرعون إلى الأزهر الشريف لتلقى العلوم الدينية، خاصة أن التعليم الأزهري هو الأكثر انتشارا بين أبناء الصعيد لنزعتهم الدينية القوية.

عبد العال أصبح أشهر عجلاتي بالمنطقة
لمشوار الكفاح الذي سلكه

التحق الطفل المعاق بالأزهر وبدأ يحرز أماكن متقدمة ويحصل على العديد من الهدايا لتميزه، حتى استطاع أن ينهى المرحلة الابتدائية بنجاح، خاصة بعدما أجاد ببراعة عملية الكتابة فكان يمسك القلم بين كفيه ويكتب بطلاقه.

وبحسب اليوم السابع، "عبد العال" تمسك بالتعليم لآخر لحظة وأصر على الدخول في المرحلة الإعدادية التى اجتازها وانتقل منها إلى الثانوية والتحق بالقسم الأدبي، لأن كليات الطب والصيدلة والهندسة ليس له مكان بها، وما إن حصل على الثانوية الأزهرية حتى التحق بإحدى معاهد القراءات بالصعيد ومازال به حتى الآن.

وفاة والده ووالدته لم تستطع أن تؤثر في شخصية تحدت نفسها وأصرت على مواصلة التقدم وتمسكت بالأمل لآخر لحظة في حياتها، إلا أن الفقر كان بمثابة الصداع الذي يدق في رأس الشاب الذي وجد نفسه بين سبعة من أشقائه ليس لهم أي دخل سوى اثنين منهم موظفين بوظائف لا تدر عليهم إلا جنيهات معدودة، الأمر الذي جعل الشاب المعاق يواصل كفاحه ويعمل "عجلاتي" رغم إعاقته في محاولة منهم للبحث عن لقمة عيش حلال تكفي أشقاءه.

أحد جيرانه محسن أبو الفضل عيسى أكد أن الشاب يتمتع بشهرة طيبة في القرية وأنه أصبح حديث العامة والخاصة بعد مشوار الكفاح الذي سلكه من أجل أشقائه وعزوفه عن الزواج حتى يتم رسالته، الأمر الذي جعل الجميع يقابله بكل احترام.

ويقول المهندس عبد الرحمن أبو رية من أبناء القرية أن "عبد العال" أصبح أشهر" "عجلاتي" بالمنطقة، بالإضافة إلى أنه بدأ يتجه لتصليح بعض الأجهزة الكهربائية مؤخرا، ويضيف "مصطفي محمود عيسى" أن الشاب المعاق لديه إرادة تجعله يستطيع أن يفعل أي شىء فصوته في القرآن عذب وكل يوم يقدم العديد من الابتكارات الجديدة، فيستطيع أن يصلح أجهزة المحمول ويكتشف عيوبها ببراعة.