الإعاقة ممكن أن تكون عائق أمام الإنسان، لكن الشاب المغربي محمد الهنا (28 عاما) نجح في الإنتصار على إعاقته الحركية في ساقه اليمنى، وتمكن من عبور مضيق جبل طارق سباحةً في توقيت زمني قياسي حيث قطع مسافة تقارب 20 كم في ثلاث ساعات ونصف ، وذلك بعد ستة أشهر من التدريب. وبذلك تحدى اعاقته ووصل إلى ما يطمح إليه.
|
|
|
انتصر على اعاقته الحركية في ساقه |
ويؤكد الهنا أن "مسار الرحلة امتد ما بين 18 إلى 20 كيلومترا تبعا للتيارات البحرية التي كانت تتحكم في المسار، غير أن الكيلومترات الأربعة الأخيرة كانت شديدة الصعوبة نظرا لقوة التيار". وعلى مدار الستة أشهر الماضية كانت شواطئ الدار البيضاء المعروفة بقوة مياهها الأطلسية مسرحا لتدريبات الهنا، الذي حرص على أن لا يمر يوم مشمس أو ممطر دون حصتي تدريب، الأولى مع شروق الشمس، والثانية قبيل غروبها.
ويؤكد الهنا أن "عبور مضيق جبل طارق يتطلب الشروع في السباحة في توقيت باكر، لهذا تم التركيز على التدريبات الصباحية". ويعتبر السباح المغربي هذا العبور رسالة لكل المعاقين للثقة في قدراتهم الشخصية، وعدم الاستكانة لأوهام النقص وعدم الاستطاعة، مشيرا إلى أن طموحه بسعة الحلم وقوته على مجابهة البحر كانا خير أنيس له في رحلة المضيق.
ولا تتوقف أحلام الهنا عند عبوره المضيق ومشاركاته المتعددة في مسابقة الثلاثي (السباحة والدراجات والعدو) حيث يأمل في التتويج بلقب أوليمبي. ولبلوغ هذا الهدف وضع لنفسه خطة لمواصلة التدريب خلال السنوات المقبلة، من بينها المشاركة الاستعراضية في الألعاب الأوليمبية الموازية سنة 2012 بلندن، قبل محاولة انتزاع لقب الترياتلون في الألعاب الأوليمبية بريو ديجانيرو 2016.