رزقت الفلسطينية نجوى حرز الله المقيمة في قرية يعبد شمال الضفة الغربية بخمسة أطفال مصابون بالشلل الدماغي، ورغم ذلك فإنها تعيش صابرة على هذا البلاء، آملة أن يكونوا شفعاء لها يوم القيامة.
![]() |
|
علامات المرض تظهر عند أولادي |
الابن الأكبر يوسف (21 عاما) واصل تعليمه حتى الصف الثاني الابتدائي، ولكن ما أن ظهرت عليه علامات الإعاقة حتى رفضته المدرسة، الأمر الذي دفع نجوى إلى إرساله لمركز يعتني بالمعاقين، وبقي هناك عدة سنوات، إلا أن حالته تطورت حيث أصيب مؤخرا بالعشا الليلي، الأمر الذي أقعده نهائيا عن الحركة.
أما أنوار (17 عاما)، فعلى ذات الخط سارت، فما إن وصلت للصف الثاني الابتدائي حتى ظهرت عليها ذات العلامات، ودخلت رغم عنها قفص الإعاقة.
مفاجأة وبعد إنجاب الطفلين يوسف وأنوار، قررت نجوى وزوجها جمال عدم الإنجاب قبل إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، ومعرفة السبب وراء ما حدث لطفليهما.
وبالفعل أجريا فحوصات شاملة بحثا عن العلة التي أصابت الطفلين، وكانت المفاجأة أن التحاليل أثبتت أنهما لا يعانيان من أي مشكلة صحية أو وراثية تؤدي إلى الإصابة بهذه الأمراض، وحينها نصحهما الأطباء بالإنجاب من جديد.
![]() |
|
لم تسمع من كافة أبنائها كلمة "ماما" |
ولأن الأم جربت كل الطرق مع أبنائها سابقا ولم تفلح، فقد نصحها البعض بعدم إرضاع المولودة الجديدة "عل السبب يكون في حليبها"، فاستجابت لنصيحتهم.
وما أن بلغت الرضيعة تسعة أشهر إلا وأودعتها في حضانة مختصة بالأطفال حتى لا تكتسب من أشقائها أي تصرفات، حتى وصل بها الأمر إلى العمل في ذات الحضانة حتى تكون قريبة من "أملها الوحيد" كما وصفته.
بدأت ميمي تكبر شيئا فشيئا، وتظهر عليها علامات الذكاء، وتميزت بين أقرانها، وباتت تشارك في الحفلات المدرسية وتحفظ كافة الأناشيد عن ظهر قلب، وتمسك بالمايكروفون بكل ثقة، وتقف على خشبة المسرح تشدو بصوتها الرقيق.. لم تصدق الأم والأب ما يشاهدانه، واستقبلوا التهاني من البعيد قبل القريب.
لكن الأسوأ قد حدث، فما أن وصلت "ميمي" سن السابعة حتى تغير كل شيء، وظهرت عليها ذات العلامات الفارقة. بطء في الحديث، وكثرة في الحركة، وعدوانية شديدة حتى إن المدرسة رفضتها.. ومنذ ذلك الوقت وهي في البيت برفقة أنوار ويوسف.
معاناة نجوى لم تقف عند هذا الحد، فقد أنجبت خمسة أبناء، لكن اثنتين توفيتا، الأولى عام 2000، والثانية قبل عدة أشهر. ولعل أشد ما يؤلم نجوى أنها لم تسمع من كافة أبنائها كلمة "ماما" ولو مرة واحدة، مؤكدة أن "هذا الأمر يسبب لي ألما كبيرا لا يفوقه شيء".