كشفت الصحافية الأردنية الشابة حنان خندقجي عن انتهاكات خطيرة بحق المعوقين في عمان من خلال عملها سرا على مراقبة بعض مراكز رعاية الأطفال المعوقين. ويذكر أن الصحافية حصلت على دعم محطة "بي بي سي" لعمليتها الاستقصائية الخاصة فانتحلت شخصية متطوعة واخترقت بعض مراكز رعاية الأطفال المعوقين في بلادها لصالح برنامج في غاية الإثارة. هذا ودعا العاهل الأردني لتشكيل لجنة تحقيق حول عمل دور رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بعد نشر التحقيق.
احدى المشرفات |
التوثيق لما يجري خلف أسوار مركزين للرعاية على الأقل يحصل كل منهما على نحو ألف دولار شهريا في الحد الأدنى مقابل كل طفل جرى في ساعات الليل والصباح وبطريقة التصوير السري.
والبث الرسمي يكشف عمليا عن وقائع وفظائع (مفزعة) عما يجري للأطفال المعنيين لا أحد يتصور بأن المجتمع الأردني يقبلها أو حتى يتخيلها خصوصا وأن المسألة تتعلق بدور رعاية خاصة هذه المرة مدفوعة الأجر وليس بدور رعاية حكومية أو رسمية بعدما تم التصوير والتوثيق في مركزين مع المتابعة الصحافية في خمسة مراكز أخرى من أصل 54 مركزا متخصصا حصل على ترخيص مزاولة المهنة.
طفل معاق مقيّد في الكرسي! |
المشهد الأول الذي تلتقطه الكاميرا: فوضى وعنف في المكان وفتاة صغيرة تساق ممسوكة من شعرها وطفل منزعج يجر قسرا إلى داخل الفصل الدراسي الذي تخلط فيه الحالات المختلفة للإعاقة خلافا للمنطق العلمي والمهني والمدرسي بالنسبة لأطفال يعتمدون على المشرفين في كل احتياجاتهم المعيشية والتعليمية والعاطفية. ووفقا لخندقجي التي تشرح بأنها زارت المركز العام الماضي ورأت أطفالا يتركون وحدهم لساعات طويلة في غرف خاوية ويطلقون الاستغاثات ويبدو عليهم الذهول.
ونفس المشاهد تكررت امام خندقجي فبعض الأطفال مقيدين بالكراسي وإحدى المشرفات تنصح بعدم إظهار التعاطف وتحرض زميلة لها على تعلم العنف وأخرى تضرب احد الأطفال بكتاب وثالثة تجر طفلا من ملابسه على الأرض، ومشرفات يحاولن إرغام أحد الأطفال بالقوة على إرتداء الحذاء رغم الجروح التي يعانيها في قدمه. النزلاء يتعرضون لأنماط متنوعة من الأذى الجسدي والنفسي وفقا لخندقجي التي تحدثت عن طفل أصيبت قدمه بالالتهاب وعندما استفسرت عن إسعافه طبيا سخر منها بقية المشرفين وتبين عدم وجود حتى الإسعافات الأولية رغم ان القانون يجبر الدور على تقديم الخدمات الصحية مما إضطر خندقجي لإستعمال ورق المرحاض بدلا من الضمادات الطبية. نظام الرعاية في الأردن برمته يحتاج لمراجعة.. كذلك ثقافة المجتمع في التعامل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.