في حادثة تقشعر لها الابدان، استخدمت عائلة فلسطينية الجنازير لتقييد فتاتين من الأسرة من ذوي الاحتياجات الخاصة، لا لشيء إلا خوفا عليهما وحفاظا على حياتهما في ظل عدم قدرة الأسرة على توفير مبالغ مادية تمكنهم من وضعهما في مركز مختص لمتابعة وعلاج مثل هذه الحالات، فهذه الحادثة يست الأولى وربما لن تكون الأخيرة في مجتمع محافظ فلسطيني أو عربي فالقصة هي أن الفتاتين نداء 21 عاما ومهدية 26 عاما خلقتا مع إعاقة عقلية وأمضتا هذا العمر في عذاب وألم وضمن معاناة حقيقية لأسرتهما التي عانت ومازالت سعيا لتوفير سبل أفضل لهما.
تواجهان العذاب |
المعاناة لم تتوقف عند صعوبات تواجهها العائلة فحسب انما الأصعب ما تواجهه نداء ومهدية من صنوف العذاب حين يتم وضعهما بغرف دون السماح لهما بالخروج خشية قيامهما بالتعرض لأطفال الحي أو القيام بتصرفات سلبية او تعرضهما لتحرش جنسي إلا أن هذا الأمر لم يكن مجديا معهما فحاولتا القفز والهرب في عدة مرات بحسب شقيقتهما انتصار.
وقالت انتصار دوابشة 29 عاما وهي شقيقة مهدية ونداء، والمشرفة على رعايتهما في لقاء خاص مع "إيلاف": "إن مهدية ونداء في عذاب مستمر ومعاناة حقيقية منذ سنوات طوال، لافتة إلى أن الحبس في الغرف لم يجد نفعا معهما والسبب أنهما حاولتا الهروب والخروج من البيت عدة مرات".
وعن الأسباب التي دفعت العائلة لاستخدام أسلوب الاحتجاز مع الفتاتين أكدت دوابشة لوكالة معا، أن العائلة محافظة وتخشى على الفتاتين اللتين تقومان بتصرفات بعيدة كل البعد عن الوعي والإدراك. وقالت: "في بعض الأحيان كانتا تخرجان من المنزل وتلاحقان الأطفال وتسببان ذعرا بين صفوفهم، كما أننا نخشى أن تتعرضا لأذى أو تحرش جنسي خاصة في ظل عدم وعيهما وإدراكهما".