شللها لم يمنعها من الاستمرار في ممارسة هوايتها، واثبات موهبتها في الرسم. اذ تكاد المقولة الشهيرة "رُب ضارة نافعة"، ان تنطبق على حالة الفتاة الروسية "تايزيا سيدوروفا"، التي تعرضت لحادث سيارة أصيبت على إثره بالشلل نتيجة تدمير نصف مخها، لكنها نجحت في التغلب على هذا المرض بممارسة هواية الرسم.
من اليمين: والدة تايزيا وابنتها!! |
وأجرى الأطباء لها عملية جراحة لإزالة الجزء الأيسر من المخ المسؤول عن المنطق والتحليل، ووضع طبقة واقية داخل المخ، لكنهم لم يضعوا أملاً كبيرًا في شفائها، وأبلغوا والدتها أنها ربما تبقى مصابة بإعاقة حركية طول عمرها. ورغم ذلك لم تستسلم الأسرة لتوقعات الأطباء، وبدأت في تقديم الدعم النفسي للفتاة التي نجحت تدريجيًّا في استعادة قدرتها على الكلام.
وفي محاولة لقضاء الوقت وللتغلب على الملل واستعادة المهارات الحركية، بدأت الفتاة في ممارسة الرسم، والانضمام إلى دروس متخصصة في هذا الفن.
وعن هذا تقول إيرينا والدة تازيا: "بدأت الرسم رغم أنها لم تهتم به من قبل. وكانت جيدة جدًّا بالفعل. لقد اشترينا لها ألوانًا. وهي الآن الأكثر إبداعًا في الفصل الدراسي". وتضيف والدتها: "لم يتوقع الأطباء أن تتعافى. لم يكن لديَّ رغبة في أن أتقبل وضعها، وظللت إلى جوارها أتحدث معها وأدلك جسدها وأصلي من أجلها".
من جانبه، يقول مدرس الرسم لودميلا أوستروسكي: "لم أعلم قدراتها الفنية من قبل، لكن هي شخص جديد الآن، لديها موهبة طبيعية في الرسم.. هذا لا يُصدق". بدوره، يقول الطبيب المعالج لتايزيا: "المخ البشري شيء رائع.. في حالتها الجزء المتبقي يبدو أنه أخذ في النمو ليعوض الجزء المفقود. وفي الوقت نفسه أعطاها الفرصة لتكتشف موهبة الرسم التي لم تكتشفها من قبل".