عندما تقع مسؤولية تربية وإعالة الاولاد على الاهل فإنهم يفعلون المستحيل لتحمل مسؤولياتهم، مهما كانت ظروفهم صعبة. نموذج مصري فريد لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة تحدى إعاقته بتنمية بسيطة لأفكاره المهارية والحرفية، عم محمد احمد إبراهيم المهدي يبلغ من العمر 50 عاما يقطن بمنطقة الحريري التابعة لمركز الزقازيق محافظة الشرقية، لدية أربعة من الذرية ولدان وبنتان (رضا وبسمة من البنات)، ( محمد وأحمد في 20 و 21 ) يعملون في تجارة الشنطة. رغم محدودية رزقه ودخله استطاع محمد إكمال جواز البنات.

لم يقبل الاعتماد على غيره أو التسوّل!

عم محمد معاق بشلل نصفي نتيجة إصابته بارتفاع درجة حرارة جسمه منذ الخامسة من عمره. ولقلة دخل والده أصيب بحمى تيفودية أدت إلى إصابته بشلل نصفي في القدمين. لم يترك نفسه للفشل أو الاعتماد على الغير أو التسول كما يحدث الآن. لكنه قرر تحدي إعاقته وحول كرسيه المتحرك إلى متجر صغير متحرك أشبه بالسوبر ماركت يبيع فيه كل أنواع المناديل والسجائر و الحلويات.

محمد حصل على شهادة تدريب مهني بحرفة فني صياغة الذهب مع بلوغ السابعة عشرة ولم يعمل بها نظرا لحالته الصحية. توظف بشركة الأخشاب التجارية بوظيفة فني تنجيد لمدة عام ثم سافر لمدينة بورسعيد واحترف مهنة تجارة الشنطة لمدة 15 عاما ولكن مع بلوغ العمر اتجه إلى عمل جديد لكي يستمر في مسيرة العطاء الأبوي لبيته ولأولاده حتى استطاع جواز البنات.