حذر أطباء مختصون من تداعيات الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية من قبل المرضى دون استشارة الطبيب، لان الكثير منها له آثار جانبية تتطلب حرصا شديدا في تداولها وتناولها. وأوضحوا هؤلاء أن استخدام الدواء يتطلب وعيا به وبمكوناته، مشددين على ضرورة الالتزام بالجرعة المحددة لتحقيق الشفاء وإلا تمكنت والفيروسات والجراثيم من مقاومة تأثير الدواء وإحباط قدرته على الدفاع عن الجسم البشري.
تخفيف الاستخدام المفرط للمضادات |
وتناول الدكتور خالد النجار أخصائي طب الأطفال ورئيس قسم الأطفال بمستشفى شهداء الأقصى سابقا في ورقته أهمية المضادات الحيوية ودواعي استخدامها، موضحا أن تزايد استعمالها بشكل سيء ودون استشارة الطبيب أدى إلى قلة فاعليتها مع الوقت بسبب ظهور سلالات من الميكروبات مقاومة لتلك المضادات مما ينذر بانتشار العدوى وحدوث أوبئة بميكروبات يصعب علاجها.
وأوضح الدكتور نائل سكيك رئيس قسم الصيدلية الخارجية والأورام بمستشفى الشفاء، أن هناك اعتقاد شائع بأن المضادات الحيوية يمكنها شفاء أي التهاب، لذا تجد كثيرا من المرضى يلحون على الطبيب أو الصيدلي في صرف مضاد حيوي لعلاج المرض ومن ثم يوصف المضاد الحيوي إرضاء لهم بدلا من نصحهم وتوعيتهم بالأخطار التي قد تنجم عن تعاطيه، أو عدم جدواه كأن تكون معاناتهم من التهاب فيروسي، لا تؤثر فيه المضادات كالرشح والأنفلونزا. وبين سكيك أن اختيار المضاد الحيوي المناسب للمريض يجب أن يعتمد على عدة عوامل، أولها التشخيص ألسريري والمختبري، وذلك لمعرفة نوع البكتيريا ومعرفة المضاد الحيوي المناسب، وثانيها صفات المضاد الحيوي من حيث تركيزه في الجسم وطريقة طرحه من الجسم وسمية الدواء وآثاره الجانبية، مؤكدا على ضرورة الموازنة بين أضرار الدواء ومنفعته للمريض.
الأبخرة المتصاعدة من الثوم المقشر أو |
وبين الشيخ على أن كل بيت يحتوي على مضادات حيوية طبيعية أكثر نجاعة وغير مكلفة وليس لها اي أضرار جانبية، وأهمها الثوم، مؤكدا أن الأبخرة المتصاعدة من الثوم المقشر أو المقطع تكفي لقتل كثير من الجراثيم دون حاجة إلى أن يلمسها الثوم، موضحا أن جراثيم الدسنتاريا والدفتريا والسل تموت بعد تعريضها لبخار الثوم أو البصل لمدة خمس دقائق. كما أن مضغ الثوم مدة ثلاث دقائق يقتل جراثيم الدفتريا المتجمعة في اللوزتين كما يعتبر الثوم من المضادات الحيوية الذي فعلاً يستطيع قتل الميكروبات المعدية وفي نفس الوقت يعمل على حماية الجسم من السموم التي تحدثها العدوى.
ويذكر أن منظمة الصحة العالمية حذرت في بيان نشرته على موقعها الالكتروني من أن انتشار مضادات الميكروبات على الصعيد العالمي من الأمور التي تهدد استمرار نجاعة الكثير من الأدوية المستخدمة حاليا لعلاج المرضى كما بإمكانها في الوقت ذاته أن تهدد الإنجازات الهامة التي تتحقّق في مكافحة الأمراض المعدية الرئيسية. وقالت إننا أصبحنا نعيش في عصر الإنجازات الطبية ونستفيد من أدوية سحرية متاحة لعلاج أمراض كانت قبل بضعة أعوام فقط تودي بحياة المصابين بها مشيرة إلى انه بمناسبة يوم الصحة العالمي 2011 ستطلق منظمة الصحة العالمية حملة في جميع أنحاء العالم من أجل حفظ تلك الأدوية لأجيال المستقبل. وذكرت انه بالرغم من أن مقاومة مضادات الميكروبات ليست مشكلة جديدة لكن يتعين بذل جهود عاجلة ومتسقة لتجنب العودة إلى عهد ما قبل المضادات الحيوية.