باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
د. رفعت الصفدي: قليل من الخمر قد يؤثر كثيرا على الكبد!
03/03/2011

أعلنت إدارة مستشفى هداسا عين كارم، في القدس، هذا الاسبوع عن تعيين الطبيب العربي بروفيسور رفعت خالد الصفدي، مديرا لوحدة الكبد في المستشفى، نظرا لانجازاته وكفاءاته في مجال الطب الباطني، وتخصصه في أمراض الكبد. وقد أجرى مراسل موقع "شايف" مقابلة خاصة مع بروفيسور رفعت الصفدي بعد قرار الإدارة العامة لمستشفى "هداسا" تعيينه مديرا لقسم أمراض الكبد، وسيدخل هذا التعيين حيز التنفيذ في بداية أيلول المقبل أي بعد ستة أشهر.

شايف: كيف تم اختيارك مديرا لوحدة الكبد وعلى أية أسس؟

د. رفعت الصفدي قليل من الخمر قد تؤثر كثيرا على الكبد!

د. صفدي باحث في امراض الكبد!!

د. الصفدي:
لقد تخرجت من كلية الطب في هداسا عام 1989 وفي شهر كانون الأول من عام 1991 أنهيت مرحلة التدريب، ومنذ تلك الفترة بدأت تخصصاتي في الأمراض الباطنية، ثم في الجهاز الهضمي والكبد، وبعد أن أنهيت كل تخصصاتي عملت في مستشفى هداسا، كطبيب للجهاز الهضمي والكبد، مع توجه مقنع أكثر في مجال الكبد، وفي العام 1993 أصبحت طبيبا كبيرا في قسم الكبد، ومنذ ذلك الحين وأنا أعمل كطبيب مهني وكمدرب في الطب، وباحث في أمراض الكبد.

شايف: نعلم أنك شاركت في أبحاث على مستوى العالم في مجال طب الكبد، ما أهمها؟
د. الصفدي:
أنا باحث في أمراض الكبد وتتركز أبحاثي في مجالين مختلفين، أولهما أبحاث مخبرية حول كيفية تكوّن ألياف الكبد وكيفية علاجها عن طريق جهاز المناعة، وثانيا لدي أبحاث عالمية على أنواع من الأدوية لعلاج الأمراض الكبدية، وقد نشرت نتائج هذه الأبحاث على نطاق واسع، وقد تم العمل على فيها وتطبيقها، وتستخدم اليوم العديد من الأدوية التي دخلت في سلة وزارة الصحة، نتيجة لهذه الأبحاث التي شاركت فيها مراكز عالمية من مختلف الدول.

شايف: ما هي أكثر أمراض الكبد شيوعا، وهل هنالك أمراض شائعة في المجتمع العربي تحديدا؟
د. الصفدي:
بشكل عام أكثر الأمراض الكبدية شيوعا اليوم، هو الدهنيات على الكبد، والذي يحدث عادة نتيجة التغذية غير السليمة، وغير المراقبة، وقلة ممارسة الرياضة لحرق هذه الدهنيات التي تترسب وتتجمع في الكبد، وعلى المدى البعيد قد تسبب أمراضا مختلفة، ووجود الدهنيات على الكبد قد تكون عاملا مسببا لأمراض السكري بسبب إعاقة عمل الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس، كما أن هذه الدهنيات، قد تسبب التهابات مزمنة في الكبد وقد تنتهي بتشمع الكبد، وفي مراحل متقدمة أكثر قد تسبب سرطان الكبد. هذه هي أكثر الأمراض شيوعا في الكبد والتي تستغرق ربما عشرات السنين حتى تظهر أعراضها، ولكن يمكن تفاديها عن طريق وسائل الوقاية، وهي مراقبة الطعام الذي نتناوله وممارسة الرياضة بشكل منتظم.

أما بالنسبة لخصوصية المجتمع العربي ومجتمعات أخرى، فإننا ندخل في مجال فيروسات الكبد والتي يمكننا إدراجها على قائمة الأنواع الخمسة المعروفة بفيروسات "A. B. C. D. E" ولكننا نستطيع اليوم أن نستثني منها فيروسات E. A على أنها عابرة ولا تخلف أي أثر، كما أننا وجدنا تطعيمات لهذه الفيروسات بحيث أصبحت نادرة الوجود اليوم. أما فيروسات B. C.  فإنها لا تزال فعالة وتسبب أمراضا مزمنة في الكبد أحيانا وفيروس E أيضا قد ينتهي بتشمع الكبد أو سرطان الكبد.

د. رفعت الصفدي قليل من الخمر قد تؤثر كثيرا على الكبد!

تطوير تطعيم ضد الفيروسات المعدية!

فيروس B شائع جدا في مجتمعنا العربي بينما فيروس C شائع أكثر بين اليهود، خاصة الذين جاؤوا من شرقي أوروبا وروسيا، وشائع أيضا في مصر وفي غزة، لكنه أقل شيوعا في مجتمعنا العربي الفلسطيني. أما فيروس B فيعود انتشاره بكثرة في المجتمع العربي الفلسطيني بسبب توفر الظروف لانتقال عدواه من شخص لآخر، فهو ينتقل من دم إلى دم، إما في العلاقات الجنسية، أو من الأم لأطفالها بعد ولادتهم، ثم ينتقل باستعمال أدوات حادة مشتركة مثل شفرة الحلاقة، أو فرشاة الأسنان أو حلق الأذن إذا تنقل بين فتاة وأخرى، أو عن طريق الإبرة (الحقنة) بين المدمنين على المخدرات وهي نسبة قليلة بين العرب، بينما في المرتبة الأولى عدوى لأطفالها.

ومنذ العام 1992 قمنا بتطوير تطعيم ضد هذه الفيروسات المعدية، وأصبح كل طفل يحصل على هذا التطعيم لحظة ولادته، وهذا التطعيم خفض بنسبة كبيرة جدا احتمالات عدوى الأم لأطفالها، وقد أجرينا دراسة في شرقي القدس ولاحظنا أن نسب العدوى من جراء هذه الفيروسات انخفضت بنسبة كبيرة ولكنها لا تزال شائعة بنسبة 8% فقط.


شايف: هل ينتقل في النارجيلة التي يشترك عليها عدة أشخاص ممن يدخنون على مبدأ "عز الكيف مناقلة"؟
د. الصفدي:
فيروس B لا ينتقل عن طريق النارجيلة لأنه ينتقل من دم إلى دم كما ذكرنا، ولكن هنالك أمراض معدية أخرى تنتقل عن طريق النارجيلة، ومنها الفيروس الكبدي من نوع A الذي وجد له تطعيم من عام 1997 ولم يعد شائعا اليوم.


شايف: ذكرت أن فيروس الكبد من نوع C شائع في مصر وغزة وشرق أوروبا، ما السبب؟
د. الصفدي:
لا نعرف أية خصوصية لهذه المناطق، وليس لدي تفسير منطقي وإنما لدينا تخمينات تتعلق بجهاز المناعة لدى العرب في فلسطين، والذي يستطيع مهاجمة فيروس C ولكنه يضعف أمام فيروس B. من ناحية أخرى فإن مصر تعتبر بيئة العيش لفيروس C. ونحن نذكر في نهاية الخمسينيات والستينيات حين أعلن عن برنامج للتطعيم ضد مرض البلهارسيا في مصر، وقد تم توزيع عبوات تطعيم على القرى الموجودة في حوض النيل، في حين حظيت كل قرية بحقنة واحدة يحقن فيها كل مواطني القرية دون اتخاذ تدابير خاصة بالتعقيم، لذلك فقد تفشى الفيروس الكبدي C الذي انتقلت عدواه عن طريق الحقنة ذاتها وقد أصيب ملايين المصريين بهذا الفيروس والذين قدرت نسبتهم بنحو 20 % من سكان حوض النيل نتيجة التطعيم ضد البلهارسيا التي توفي نتيجتها المطرب العربي المعروف عبد الحليم حافظ، الذي أصيب في البلهارسيا ومن ثم بالفيروس الكبدي.
وبما أن مدينة غزة متصلة بشكل كبير مع مصر وكانت جزء منها، فإن الفيروس شائع هناك أيضا، أضف إلى ذلك أنه حتى العام 1991 لم تكن وجبات الدم التي تؤخذ من شخص وتعطى لآخر، خاضعة لقانون فحص وجبة الدم قبل إعطائها للمريض فقد شكلت سببا إضافيا لانتقال عدوى فيروسات الكبد.


شايف: ما هو مدى تأثير الكحول على الكبد؟ 

د. رفعت الصفدي قليل من الخمر قد تؤثر كثيرا على الكبد!

د. صفدي: نسبة متعاطي
 الكحول في ازدياد

د. الصفدي:
للأسف.. فإن نسبة متعاطي الكحول في ازدياد مستمر، وأصبحت شائعة ومنتشرة بين جيل أبناء الشبيبة والأحداث العرب واليهود على حد سواء، والكحول ضارة، ولا شك أنها تؤثر على الكبد، وليس هنالك مقياس لمقدار الكمية المسموح بها، فهنالك أشخاص يتأثرون من كميات قليلة من الكحول، وهنالك من يتناولون الكحول بكميات كبيرة جدا ولا تظهر عليهم أعراض إصابة الكبد إلا بعد فترة طويلة من الاستمرار على هذه العادة.. ولا أنصحك بأن تجري على نفسك تجارب لتتأكد من أضرار الكحول!! فأنا عندما أتحدث عن نسب الكحول أو تناول كميات من الكحول لا أقصد تناول كأس أو اثنتين في الأسبوع، وإنما أقصد الإفراط في تناولها، لذلك لا أستطيع أن أجزم بأن كمية قليلة من الكحول تكون ضارة للشخص المعافى لكنها بالتأكيد ضارة لمن يعاني من مرض مزمن في الكبد فإن الكحول على قلتها تزيد الطين بلة. زد على ذلك فإن المشروبات الغازية التي تحتوي على كميات من السكر ومشروبات الطاقة تؤذي الكبد إذا ما أكثر الشخص من تناولها بشكل يتجاوز حد المعقول.


شايف: بالنسبة لموضوع زراعة الكبد، والفارق بين الحاجة للزرع وتوفر المتبرعين.. هل هنالك أعداد كبيرة من المرضى على قائمة الانتظار؟
د. الصفدي:
أنت تطرح قضية هامة جدا حسب رأيي، لأن الحاجة اليوم أعلى بكثير مما هو متوفر، وحسب المعطيات تنشأ في كل عام 100 حالة جديدة لأشخاص بحاجة لزراعة كبد، في حين تجرى في ثلاث مراكز متخصصة بزراعة الكبد 50 عملية زرع سنويا، بمعنى أن عدد المحتاجين لزراعة الكبد يزداد في كل عام بمعدل 150 حالة إضافية، وهنالك معطى مؤلم جدا هو أن 40% من المحتاجين لزراعة الكبد يموتون وهم في الانتظار.
والمؤلم أكثر هو أن نسبة التبرع منخفضة جدا حتى في الحالات التي تكون فيها الأعضاء صالحة للزراعة فإن الأهل غالبا ما يرفضون فكرة التبرع بالأعضاء على أهميتها. وهذا الأمر ينطبق على العرب واليهود على حد سواء وبنفس النسبة تقريبا، على الرغم من أن نسبة العرب المدرجة أسمائهم على قائمة المحتاجين لزراعة الكبد هي أعلى من نسبتهم السكانية.

د. رفعت الصفدي قليل من الخمر قد تؤثر كثيرا على الكبد!

د. رفعت الصفدي قليل من الخمر قد تؤثر كثيرا على الكبد!

د. رفعت الصفدي قليل من الخمر قد تؤثر كثيرا على الكبد!

د. رفعت الصفدي قليل من الخمر قد تؤثر كثيرا على الكبد!

د. رفعت الصفدي قليل من الخمر قد تؤثر كثيرا على الكبد!