لا بد أننا جميعنا نعمل جاهدين لنلبي احتياجاتنا النفسية، المعنوية والمادية، ولكن يجب علينا أن ننتبه إلى صحتنا وإلى الضغط الذي يمكن أن يولده عملنا، إذ تُعد تصفية الذهن من ضغوط العمل بعد انتهاء الدوام اليومي من الأمور المهمة للحيلولة دون وقوع المرء فريسة للاحتراق النفسي، غير أن القول بضرورة الاسترخاء بعد انتهاء يوم العمل يبدو أسهل مما هو عليه في الواقع، وأوضحت نيكول تروكنبروت، التي تعمل مستشارة للشركات ومدربة بمدينة ريديراو جنوب ألمانيا، قائلة: "يجد الكثيرون صعوبة في تصفية ذهنهم من ضغوط العمل بعد انتهاء الدوام اليومي".
|
|
|
عدم اصطحاب مشاكل العمل الى المنزل!! |
ومن ضمن القواعد الأخرى لتحقيق هذا الغرض عدم اصطحاب العمل إلى المنزل. وعن خطورة اصطحاب العمل إلى المنزل بشكل متكرر تقول تروكنبروت: "سيترتب على ذلك عواقب وخيمة في وقت من الأوقات"، معللة ذلك بأن الموظف الذي يُثقل كاهله بالكثير من الأعباء سينهار في وقت ما تحت وطأة هذا الحمل. وتحذر نيكول تروكنبروت من أنه لا يجوز للموظفين القيام بالكثير من الأشياء بعد انتهاء يوم العمل، وتقول: "وإلا سيقع المرء تحت ضغط وإجهاد عصبي مضاعف".
ومن هنا لا يجوز أن تتبع قاعدة صارمة تقضي بأن تنصرف من المكتب في تمام الساعة 18:00 لتذهب بعد ذلك إلى صالة التمارين البدنية.كما أنه من الأفضل للموظفين القيام بخطوات صغيرة، عندما يرغبون في إتاحة المزيد من الحرية لأنفسهم كوسيلة للتخلص من ضغوط العمل، ومن التصرفات الخاطئة أيضاً تخطيط مواعيد كل مساء بعد انتهاء العمل، وهنا أضافت الخبيرة الألمانية: "أود أن أنصح الموظف بتخطيط موعد مع نفسه مرة واحدة في الأسبوع على الأقل؛ حيث ينبغي عليه الاستمتاع بهذه الليلة بعد انتهاء العمل على الوجه الأمثل".
|
|
|
بأوقات فراغك.. تفرغ للرياضة!! |
وهذا هو نفس النموذج الذي يؤدي إلى الاحتراق النفسي في العمل. ولا ينتج عن مثل هذه الرغبات الكمالية إلا زيادة خطر وقوع الموظف فريسة للاحتراق النفسي، وعندئذ يتعذر عليه القيام بأي عمل. وبدلاً من ذلك فإنه يتعين على الموظف إيقاف صراع الحياة اليومي. وأفضل طريقة تمكنه من تحقيق ذلك هي أن يعطي الموظف لنفسه الفرصة للاستمتاع بأوقات الفراغ.
وأوضحت نيكول تروكنبروت: "ينبغي عليّ أن أقوم بكل ما يمنحني المرح والسعادة من القلب". فبدلاً من ترتيب موعد كل أسبوع للركض السريع، فيمكن للموظف أن يقرر بشكل تلقائي ما إذا كان يرغب على سبيل المثال في مقابلة بعض الأصدقاء أو مشاهدة فيلم في السينما.