للبيئة الاجتماعية والتربوية التي نعيش بها تأثير كبير على مستقبلنا عند البلوغ، هذا ما أكدته دراسة استندت على تحليل السلوك الجنسي ومعرفة العوامل التي تؤثر فيه، وذكرت الدراسة إن فرصة تطور ميول شاذة لدى الذكر تتزايد كلما كانت عائلته تضم عدداً أكبر من الشقيقات، وذلك لأسباب غير واضحة بشكل حاسم.
|
|
|
دير بالك من الشذوذ!! |
وأخذ العلماء بعين الاعتبار عزل كل فأرة مع صغارها في قفص مستقل، بحيث يكبر الأشقاء مع شقيقاتهم حتى الوصول إلى سن البلوغ. وبعد مرور ستين يوماً على ولادة تلك الفئران، ومع بدء ظهور علامات البلوغ عليها، جرى جمعها كلها في قفص واحد كبير، ومتابعة سلوكها الجنسي بدقة، وصلت إلى حد مراقبة ما إذا كانت العلاقات الجنسية قد انتهت بالقذف أم لا.
وأظهرت الدراسة أن ذكور الفئران التي تربت وسط مجموعة كبيرة من الشقيقات كانت أقل اهتماماً من سواها بالعلاقات مع الإناث، وأبدت نسبة كبيرة منها انجذاباً نحو الذكور.والأمر الجدير بالملاحظة، بحسب الدراسة، هو معرفة أن للبيئة الاجتماعية تأثير يعادل التأثير الجيني والنفسي في تحديد الهوية الجنسية.
وحول أسباب هذه الظاهرة، قالت سينثيا دي ميديريوس، أستاذة الطب النفسي في جامعة تورنتو، والتي قادت الفريق العامل على البحث، إن هناك مجموعة من الإجابات المحتملة، منها أن اعتياد بعض الذكور على وجود الإناث بكثافة حولهم يجعلهم يفقدون الاهتمام بالجنس الآخر. كما ذكرت دي ميديريوس وجود نظرية أخرى تشير إلى أن وجود الإناث الكثيف خلال مرحلة نضوج الذكر جعله يفقد القدرة على تمييز روائحهن الجنسية، ما أفقده مع الوقت الانجذاب إليهن.