باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
مشاكل صحية خطيرة يُشير إليها الألم المتكرر في مُنتصف أو أعلى البطن
27/09/2021

يمكن أن يكون الألم في الجزء العلوي من البطن علامة على مجموعة واسعة من المشكلات الصحية، ولكثرة الأسباب التي قد تكون متعلقة بهذا الجزء من البطن، يجب مراعاة الأعراض والمحفزات الأخرى للمساعدة في تحديد السبب وما إذا كان يستدعي زيارة طبيب متخصص أم لا. وهناك عدة أعضاء في الجزء العلوي التي قد تسبب ألم البطن، ويمكن أن تساعد معرفة العضو أو الجزء المصاب من الجسم في تحديد سبب ونوع العلاج الذي تحتاجه.

مشاكل الجهاز الهضمي

يبدأ الجهاز الهضمي من الفم وحتى فتحة الشرج، ويضم الأعضاء التي يتكون منها الجهاز الهضمي بالكامل. ويمكن أن تتسبب مشكلات هذا الجزء الممتد من الجسم في حدوث العديد من المشكلات المختلفة التي تسبب ألم البطن من الجزء العلوي والمنتصف.

 

1- الانتفاخ

يحدث الانتفاخ بسبب تواجد الغازات بشكل طبيعي في الأمعاء والجهاز الهضمي. وعندما يتراكم هذا الغاز يمكن أن يسبب ذلك شعوراً بالضغط أو الانتفاخ أو الامتلاء. ويمكن أن تتسبب العدوى أو الفيروسات أو الإسهال أو الإمساك في أن تصبح آلام الغازات شديدة للغاية ومُبرحة، وقد يكون الانتفاخ وراء ألم البطن إذا كان:

- الألم يأتي على شكل موجات متقطعة.
- يسبب تضخم المعدة وامتلاء البطن.
- يبدو الأمر وكأن شيئاً ما يتحرك في المعدة من ناحية لأخرى.
- الرغبة المستمرة في التجشؤ أو إخراج الغازات.
- معاناة الشخص من الإسهال أو الإمساك.

 

لا يُعتبر ألم الغازات خطيراً في العادة، ويمكن أن تساعد الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية في علاجه. ويمكن لأي شخص أيضاً أن يحاول تناول الطعام بشكل أبطأ لتجنب ابتلاع الهواء ومنع الغازات من التفاقم. وممارسة المجهود البدني والتمارين التي تساعد في تشغيل المعدة وتسريع الهضم وعلاج مشاكل الانتفاخ المزمنة، ويلاحظ بعض الناس أن بعض الأطعمة مثل الكرنب والبروكلي قد تسبب لهم الانتفاخ الشديد، لذا قد يكون من الجيد لهم الامتناع عن الإفراط في تناولها. وعادة ما يختفي الانتفاخ دون علاج في غضون ساعات قليلة، لكن إذا حدث ذلك مصحوباً بحمَّى أو قيء غير منضبط أو ألم شديد، فمن الأفضل مراجعة الطبيب.

 

2- عسر الهضم

عسر الهضم هو حالة شائعة تحدث بسبب مشاكل في عملية الهضم، ما يسبب ألم البطن من المنتصف والمنطقة العلوية، ويسبب عسر الهضم أعراضاً جانبية أخرى علاوة على الألم، وهي كما يلي:

- الآلام في المعدة أو الانتفاخ.
- حرقة المعدة.
- إحساس الغثيان.
- التقيؤ.
- الشعور بالامتلاء بعد تناول القليل من الطعام.
- الشعور بالامتلاء المفرط بعد الأكل وألم البطن.
- حرقة في المريء أو المعدة.
- الانتفاخ والغازات المفرطة.

 

وعادة ما يكون سبب عسر الهضم هو الإفراط في تناول الطعام، أو تناول الطعام بسرعة كبيرة، أو تناول الأطعمة الحارة والدهنية والدسمة. كما يمكن أن يحدث عسر الهضم أيضاً إذا استلقيت بوضعية النوم بعد فترة وجيزة من تناول الطعام، لأن هذا قد يجعل عملية الهضم أكثر صعوبة. يتراوح علاج عسر الهضم من تغيير نمط الحياة، مثل تجنب أسباب صعوبة هضم الطعام وتقليل تناول الكافيين أو الكحول، وصولاً إلى تناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية أو الأدوية الموصوفة مثل مضادات الحموضة وأدوية تقليل حموضة المعدة.

 

3- ارتجاع المريء

مرض الجزر المعدي المريئي (GERD) هو ارتداد حمضي يمكن أن يهيج بطانة المريء. يمكن أن يؤدي الارتجاع المعدي المريئي إلى حرقة في المعدة، والتي قد تشعر أنها تتحرك صعوداً من معدتك إلى صدرك ما يسبب ألم البطن من الأعلى والمنتصف. ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى للارتجاع المعدي المريئي ما يلي:

- ألم الصدر.
- مشاكل في البلع.
- ارتجاع الطعام أو السوائل الحامضة.
- شعور بوجود كتلة في الحلق.

ويمكن أن يتسبب الارتجاع الحمضي الليلي أيضاً في:

- السعال المزمن.
- الربو الجديد أو المتفاقم.
- مشاكل النوم.
- التهاب الحنجرة.
- التهابات الفم نتيجة ارتجاع الحمض.

 

التهاب المعدة وقرحة المعدة

قد يحدث ألم البطن في الجزء العلوي من المعدة بسبب التهابات المعدة أو القرحة. وبالنسبة لالتهاب المعدة فهو التهاب يصيب بطانة المعدة نتيجة عدوى بكتيرية متفاقمة. أما قرحة المعدة فهي تسبب الألم في الجزء العلوي من المعدة بسبب تقرحات في بطانة المعدة الوقائية من حموضة المعدة. ويمكن أن تتسبب أشياء مختلفة في حدوث القرحة، وغالباً ما تسبب البكتيريا أو الأدوية المضادة للالتهابات وتناول المسكنات المفرط في تلف بطانة المعدة بمرور الوقت. وتشمل أعراض القرحة الإحساس بالحرقان أو الغثيان أو القيء أو الحرقة إضافة إلى الألم المزمن، خاصة عند تناول الأطعمة الحامضة والحريفة والدهنية والمشروبات الغازية.

 

حصوات المرارة

حصوات المرارة هي عبارة عن رواسب صلبة من المادة الصفراء في الجسم وغيرها من سوائل الجهاز الهضمي التي تتكون في المرارة، وهي عبارة عن عضو على شكل كمثرى يبلغ قطرها 4 بوصات وتقع أسفل الكبد مباشرةً. وتُعد حصوات المرارة أحد أكثر الأسباب شيوعاً لألم البطن في الجانب الأيمن العلوي منها. قد لا تؤدي حصوات المرارة دائماً إلى ظهور أعراض مصاحبة أخرى، ولكن إذا كانت حصوات المرارة تسد القناة تماماً، فقد تسبب لك الشعور بألم في الجزء العلوي من البطن إضافة إلى:

- ألم في الكتف الأيمن.
- الغثيان أو القيء المتكرر.
- آلام الظهر بين لوحي الكتفين.
- ألم مفاجئ وشديد في منتصف البطن، أسفل عظم القص.

 

وقد يستمر الألم الناجم عن حصوات المرارة من عدة دقائق إلى بضع ساعات في النوبة الواحدة. وقد يصف لك طبيبك دواءً لإذابة حصوات المرارة، ولكن قد تستغرق عملية العلاج هذه شهوراً أو سنوات حتى تنجح كلياً. لذا قد يوصي طبيبك أيضاً بإجراء عملية جراحية لإزالة المرارة بالكامل، وهي ليست ضرورية في الجسم ولن تؤثر على قدرتك على هضم الطعام إذا تم إخراجها.

 

التهاب الكبد الوبائي والتهاب البنكرياس

التهاب الكبد هو عدوى تصيب الكبد ويمكن أن تسبب ألم البطن في الجانب الأيمن من الجزء العلوي، وهناك ثلاثة أنواع من التهاب الكبد:

- التهاب الكبد A: وهي إصابة شديدة العدوى يسببها الطعام أو الماء الملوث، أو عن طريق ملامسة شخص أو جسم مصاب بالمرض.
- التهاب الكبد B: عدوى خطيرة في الكبد يمكن أن تصبح مزمنة وقد تؤدي إلى فشل الكبد أو سرطان الكبد أو ندوب الكبد الدائمة (التليف الكبدي).
- التهاب الكبد C: وهو عدوى فيروسية مزمنة تنتشر عن طريق الدم الملوث ويمكن أن تسبب التهاب الكبد أو تليف الكبد الكلي.

 

ويمكن أن تشمل الأعراض الشائعة الأخرى لالتهاب الكبد ما يلي:

- الضعف والتعب العام.
- القيء والغثيان.
- الحمى.
- ضعف وفقدان الشهية.
- التبول داكن اللون.
- ألم المفاصل المزمن.
- اليرقان (اصفرار بياض العين والبشرة).
- حكة الجلد.

 

الإصابة بخراج الكبد، وهذا الخراج هو كيس مملوء بالصديد في الكبد يمكن أن يسبب الألم في الجانب الأيمن من الجزء العلوي من البطن. وقد يكون الخراج ناتجاً عن عدد من البكتيريا الشائعة، ويمكن أن يكون سببها أيضاً حالات أخرى مثل عدوى الدم أو تلف الكبد أو عدوى في البطن مثل التهاب الزائدة الدودية أو ثقب في الأمعاء. ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى لخراج الكبد ما يلي:

- ألم في الجزء السفلي الأيمن من الصدر.
- براز بلون الطين.
- البول داكن اللون.
- فقدان الشهية وشعور الغثيان أو القيء المتكرر.
- فقدان الوزن المفاجئ.
- اليرقان.
- حمى وقشعريرة وتعرُّق ليلي.
- ضعف عام.

 

أما التهاب البنكرياس فهو التهاب يصيب الغدة الكبيرة خلف المعدة (المعروفة باسم البنكرياس). وعادة ما ينتقل السائل الهضمي من البنكرياس إلى الأمعاء الدقيقة وينشط للمساعدة في هضم الطعام، لكن إذا تم تنشيط هذا السائل وهو لا يزال داخل البنكرياس فإنه يسبب تهيجاً والتهاباً له أعراض مقاربة لالتهابات الكبد.

كيفية تحديد العلاج، ومتى يجب أن تتوجه إلى الطبيب؟

يعتمد العلاج الصحيح لمشكلة ألم البطن من المنتصف أو الأعلى، على السبب الأساسي وراء ذلك، مثلاً قد يحتاج الأشخاص المصابون بالتهاب البنكرياس إلى البقاء في المستشفى للحصول على السوائل والمراقبة. بينما تتطلب أمراض الكبد الأدوية ويمكن أن تعالج عملية زرع الكبد أمراض الكبد المتقدمة.

 

وفي حالة مشكلات الجهاز الهضمي فقد يتراوح العلاج ما بين تناول الأدوية، وصولاً إلى إجراء العمليات الجراحية العاجلة وفقاً لدرجة تفاقم وتطور الحالة. وفي معظم الحالات من الآمن الانتظار ومعرفة ما إذا كانت آلام الجزء العلوي من المعدة تزول دون علاج، لكن إذا استمر الألم أو ازداد سوءاً فمن الأفضل مراجعة الطبيب في غضون 24 ساعة في الحالات التالية:

- تواصل القيء لمدة تزيد عن 12 ساعة.- المعاناة من حمى مع الآلام في البطن.
- حدوث ألم البطن بعد إصابة، مثل تلقي ضربة في المعدة.
- إصابة الشخص بألم في البطن بعد تناول دواء جديد.
- حدوث آلام المعدة لدى شخص يعاني من ضعف في جهاز المناعة بسبب فيروس نقص المناعة البشرية، أو العلاج الكيميائي، أو مثبطات المناعة.

 

ويجب التوجه لغرفة الطوارئ أو طلب الرعاية العاجلة إذا:

- كان هناك ألم شديد في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
- آلام المعدة الحادة بشكل لا يُطاق.
- ألم في المعدة مصحوب ببراز أبيض أو شاحب.
- إصابة المرأة الحامل بألم شديد في البطن.
- ظهور علامات الجفاف الشديد على المصاب، مثل عدم التبول، أو تشقق الشفاه، أو الجلد الجاف، أو الارتباك وعدم الاتزان، أو الدوخة، أو العيون المشوشة.
- إذا كان المصاب مولوداً حديثاً أو طفلاً صغيراً.