قد لا يقدِّر الناس خطورة الإحساس بالغضب، ولا يدركون أنَّه قد يسبب لهم أمراضاً تؤثِّر عليهم وعلى علاقاتهم بالآخرين، فحينما يغضب الإنسان، وإن لم يتماد في غضبه، فإنَّ المخ يدرك ذلك، ثمَّ يفتح ملفاً عقلياً يحمل نفس العنوان الذي أوحيت إليه به:" أنا غاضب"، وكلَّما غضب يدرج نفس الأحاسيس والأفكار في ذلك الملف، وبالتَّالي تتراكم الأحاسيس، وتتزايد حدَّة مشاعر الغضب، ومع تقدُّمه في السِّن، وتراكم الأحاسيس، يصل الإنسان حين يثار بأتفه الأمور إلى ذروة الغضب بسرعة، ثمَّ نجد أشخاصاً قد يكونون بارعين وماهرين في مجال عملهم، لكنَّهم حين يغضبون يفقدون توازنهم وقدرتهم على التحدُّث والتفاهم، وقد يتسبب ذلك في خسارتهم لأموالهم، أو تسريحهم من عملهم، أو قطع علاقاتهم المهنيَّة والاجتماعيَّة.
ووفقاً للأبحاث التي أجرتها الجامعة العالميَّة أثبتت أنَّ غليان الدم وارتفاع ضغطه المفاجئ قد يؤدِّي لحدوث جلطات أو سكتات قلبيَّة، لأنَّ الدم يضخ بقوة إلى القلب، فيرتفع معدَّل ضربات القلب، في حين أنَّ الفرد يبدأ حينها في التقاط أنفاسه بسرعة، ما يمنع الرئتين من الامتلاء بالهواء، وبالتَّالي يؤثِّر على الجسم كله.

وقد يصل الأمر إلى حدِّ الإصابة بالسرطان، لأنَّ الخلايا السرطانيَّة موجودة في الجسم أصلاً، وجهاز المناعة يقوم بالسيطرة عليها، ولكن الإنسان حين يغضب يشتعل كل عضو وكل جهاز من جسمه ليصبح في حالة تأهُّب وانشغال للدفاع ضد عرض ليس موجوداً، وبالتَّالي تسنح الفرصة للخلايا السرطانيَّة بأن تهاجم الجسم. كما تؤدِّي تلك التغيُّرات الفسيولوجيَّة الحادَّة التي تصاحب ثورات الغضب إلى الصداع النصفيّ نتيجة ارتفاع ضغط الدم في المخ، وقلَّة كميَّة الأكسجين الواصلة إليه.
ملاحظة: الصور للتوضيح فقط.