اشارت دراسة حديثة الى ان ترك الطفل يلهو بالطعام  ويرميه على الأرض ويسبب حالة من الفوضى , هو امر جيد بالنسبة للطفل وتساهم في بلورة حس التنظيم والترتيب والتعلم لديه وتطوير قدراته العقلية. وقد يكون هذا الامر لسوء حظ الوالدين اللذين عليهما تحمل فوضى الطفل ليساعداه على التعلم..

وافضل وسيلة لتحقيق ذلك الهدف هو اجلاس الطفل في كرسي الاطفال المرتفع ، والذي يعتبره الطفل فرصته لاحداث فوضى بحرية. وقالت الطبيبة النفسية "لاريسا سامويلسون" ، وهي خبيرة في دراسة "تعليم الاطفال" من جامعة "ايوا": قد يبدو لكم كآباء وامهات ان الطفل يلعب وهو جالس في مقعده ويرمي الأشياء على الأرض ، ووقد يكون فعلا يفعل ذلك ليلعب، لكنه يحصل على المعلومات والتجربة من خلال ذلك اللهو. وتبيّن بشكل قاطع انه سيمكنه استخدام تلك المعلومات في وقت لاحق .

وقد أظهرت أبحاث سابقة أن الأطفال الصغار يعرفون ويكتشفون معلومات عن  الأجسام الصلبة بشكل اسرع من غيرها نظرا لحجمها وشكلها الذي لا يتغير . ولكن أسلوب الفوضى واللعب بالمواد غير الصلبة سحقها باليد وتفتيتها ورميها  يساعد الطفل على التعرف على اشكال جديدة. وقد اختبر فريق الدكتورة سامويلسون هذه الفكرة من خلال اعطاء الأطفال البالغين من العمر 16 شهرا  اشياء غير صلبة، ومعظمهما من العناصر الغذائية مثل صلصة التفاح, البودينج، عصير وصلصة الطماطم ، الحساء وغيرها. وسموا كل مادة باسم سهل وبسيط جدا ليحفظه الطفل بسهولة ثم وتركوا الاطفال يختبرونها ويلهون بها كما يشاؤون. وبعد فترة طلبوا من الأطفال التعرف على نفس المواد مع انها قدمت اليهم هذه المرو باشكال واحجام مختلفة. .

وتبين أن الأطفال الصغار الذين تذوقوا الماكولات بايديهم ولهوا بها ورموها وفتتوها تمكنوا بشكل افضل من التعرف عليها من جديد حين قدمت لهم بشكل آخر وسموها بالاسم الصحيح الذي تعلموه سابقا. وكلما تفاعل الطفل مع المنتوج اكثر ولعب به ومسحه على وجهه كان انجح في التعرف عليه في المرة الثانية.

ووجد الباحثون ان اجلاس الأطفال في مقعد مرتفع كان أكثر نجاحا من اجلاسهم في أماكن أخرى، مثل أن يجلس على طاولة. وتبين أن جلوس الطفل على كرسي عال يسهّل عليه عمل الفوضى ، وذلك لأن الأطفال يعرفون أنه بامكانهم احداث فوضى بحرية بينما هم جالسين في كرسيهم المرتفع.  وقد شارك في الدراسة 72 طفلا وطفلة وكوفئ كل منهم بعد انتهاء البحث باهدائه لعبة.لعبة على المشاركة.