باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
هل يمكن أن تتبرع بكليتك لانقاذ حياة شخص لم ولن تعرفه أبداَ؟
23/06/2013

ذهبت سو جيبسون، 51 عاماً، وهي أم لأربعة أطفال للمشفى من أجل اجراء عملية جراحية للتبرع باحدى كليتيها لشخص غريب لم تلتق به أبداً دون أن تخبر شريك حياتها. ووصفها شريكها، الذي أدركها في المستشفى، بالمجنونة لأنها لم تدرك المخاطر التي قد تهدد حياتها عند اجراء مثل تلك الجراحة، لكنها أكدت بأنها كانت ستشعر براحة أكبر لقيامها بانقاذ حياة شخص ما.

سو جيبسون

يذكر أن عدد الأشخاص الذين يقومون بالتبرع مجاناً مثل سو قد ارتفع ليتضاعف الشهر الماضي ثلاث مرات عما كان قبل عام، وقد سمح القانون البريطاني بالتبرع لأشخاص غريبين فقط في عام 2006، فيما كان من المسموح فقط قبلها هو التبرع للأقارب والأصدقاء.

وقد وافقت هيئة الأنسجة البشرية على 104 عمليات تبرع عام 2012، فيما كانت قد وافقت على 38 عام 2011. وقد كانت 103 من عمليات التبرع عام 2012 عمليات تبرع بالكلية وكانت عملية تبرع واحدة بجزء من الكبد. وينتظر حوالي 6500 شخص دورهم في الحصول على كلية وتتم زراعة 2500 كلية سنوياً فقط ما يعني أن 300 شخص على الأقل سيموتون قبل الحصول على كلية لزراعتها.

وعلى الرغم من الجهود الهائلة التي تبذل في سبيل اقناع الناس بالتبرع بأعضائهم من أجل انقاذ حياة شخص ما من الموت ، تعتبر الكلى أكثر الأعضاء المطلوبة لأنها يجب أن تأتي من شخص حي وبصحة جيدة كما يتم اخراجها بعملية منظمة ودقيقة لتعزيز فرص بقاء الشخص المتلقي على قيد الحياة ويلاحظ بأن الناس يفضلون التبرع بأعضائهم لأشخاص يعرفونهم ولا يحبون اعطاء مثل هذه الهدية الغالية لشخص لم يقابلوه أبداً ودونما مقابل.

وكانت سو التي تعمل بوظيفة مندوب مبيعات بأنها كانت تقتصر في التبرعات على المشاركة في سباق أو التبرع بالدم، لكن ضميرها تحرك بفعل تقرير تلفزيوني وثائقي شاهدته عام 2009، لذا قررت التبرع باحدى كليتيها لشخص غريب أملاً في انقاذ حياته، ثم قامت بعمليات بحث على الانترنت وموقع "يوتيوب" فاتخذت خطوتها حيث قامت بالاتصال بمستشفى جامعة سانت جيمس وحصلت على موعد لمقابلة أحد المستشارين ثم زارت أحد المتبرعين السابقين بكليتهم.

دي فرانك - 60 عاماً

وكانت تلك اللحظة الأولى التي خاطبت شريكها حول الموضوع الذي أخبرها بأنها تخاطر بحياتها من أجل شخص لا تعلم شيئاً عنه، ولعلمه بأنها اتخذت قراراً فانه لم يحاول التحدث معها حول الموضوع مرة أخرى بل رافقها لكافة مواعيدها بالمستشفى. كما اعتقدت أخت سو بأن سو أنانية لأنها تضع عائلتها في مثل هذا القلق، لكن أبناءها الأربعة دعموا قرارها بالاضافة لشريكها جلين.

وخضعت سو لستة أشهر من الفحوص والجلوس مع طبيب نفسي لضمان وعيها التام بالمخاطر التي قد يجلبها التبرع لها والتأكد من عدم عرض حوافز مالية غير مشروعة عليها للتبرع. وأكدت سو علمها بالمخاطر الصحية التي قد تجلبها لنفسها مثل الجلطات الدموية والسكتة القلبية أو اصابات الامعاء أو تعرضها للوفاة خلال العملية. بالاضافة للمرحلة العلاجية بعد العملية والتماثل للشفاء.

وقررت سو الاستمرار والقيام بعملية التبرع حيث تم العثور على شخص تتوافق كلية سو معه وتم اجراء الجراحة في أكتوبر/ تشرين اول 2010، وتنص القوانين بمنع معرفة المتبرع والمتلقي لبعضهما البعض خوفاً من وقوع عمليات استغلال.

وقد تعافت سو بسرعة بعد العملية وتمكنت من العيش بشكل طبيعي وتقوم بعمل اختبارات دورية للتأكد من أن كليتها المتبقية تعمل بشكل صحيح وسليم، فيما لم تنسى البطاقة التي وصلتها لتشكرها على تبرعها بالكلية لانقاذ طفل العائلة وتهنئها بأعياد الميلاد، فيما علمت بأن كليتها ذهبت لطفل بعمر 4 سنوات واصبح يعيش بسلام.

وفي سياق متصل قالت دي فرانك، 60 عاماً، وهي أم مطلقة بانها بعد أن خسرت وظيفتها وموت كلبها كما أصيبت بضعف النظر فقد قررت تغيير حياة شخص ما من خلال التبرع باحدى كليتيها معتبرة بانه أفضل شيء فعلته في حياتها.

كما أن الأمر كان مختلفاً لنتاليا، 36 عاماً، والتي قررت التبرع بكليتها احياءاً لذكرى والدتها التي قتلها والد نتاليا قبل 16 عاماً حيث كان يعاني من انفصام الشخصية.

حقوق النشر للمواد الحصرية الخاصة محفوظة لموقع "شايف" ولا يجوز اعادة نشر او تعديل او نقل مواضيع أو افكار "شايف" الحصرية الخاصة حفظا لمجهود كتّابنا ومراسلين.