لقد خلق الله عز وجل الإنسان بأجمل صورة، ووضع به أعلى المعاير التي تميزه عن غيره. فلكل إنسان شخصية مميزة وطبع خاص يتحلى به لنستطيع تفريقه عن غيره! لكن الله تعالى مع ذلك منح الجميع اسس متساوية متماثلة ومنها الحواس الخمسة، السمع، الشم، التذوق، اللمس وأخيرا النظر، مع العلم أن جميع هذه الحواس تساعدنا في حياتنا اليومية بشكل واضح وأكيد.
طب العيون هو من أهم فروع الطب
وما من شك ان حاسة النظر مهمة جدا ولهذا يعتبر البعض أن طب العيون هو من أهم فروع الطب، لأنه يختص بالعيون وما يحيط بها. ويهتم بمتابعة ابحاث ونتائج الامراض والعلاجات المقترحة وبضمنها الجراحة الشاملة للعينين والدماغ، المسالك البصرية، وايضا المناطق المحيطة بالعين، مثل الجفنين والجهاز الدمعي. وضمن هذا التخصّص الطبي تتم العناية بمعالجة العينَينِ من الامراض على انواعها مثل الرمد والالتهابات، والاصابات المختلفة والأخطاءٍ االنكسارية والمعالجات الفيزيائية (أي الجراحية) من أجل تصحيح النظر وأيضا زراعة العدسات ومعالجة المياه السوداء، الزّرق والمياه البيضاء، السّاد والأمراض الأخرى.

واليوم بودنا أن نلفت انتباه قراء موقع "شايف" الاعزاء، لحقيقة كون العرب قاموا بخطوات قيّمة جدا لتطوير طب العيون، وكانوا يسمونه "علم الكحالة"، واطلقوا لقب "الكحّال" على من كان يمارسه. ويبدو ان اصل الاسم جاء من كلمة الكحل والذي كان يعتبر دواء يشفي العين. والجميل في نظرتهم لعلاج العينين انهم اعتبروا أن الطبيب هو انسان اختصه الله وكرّمه واختاره ليخدم الانسانية، لكن الشافي الحقيقي ليس الطبيب وانما الله تعالى. أي ان الطبيب يقتصر عمله على ان يساعد الطبيعه للقضاءعلى المرض، أما الشفاء فهو مِنة من رب العالمين.
وقد ساهم العرب والمسلمون باثراء المعارف الطبية بملاحظاتهم السريرية الهامة والجراحات التي قاموا بوصفها لأول مرّة، وكانت لديهم العديد من الاكتشافات الهامة في مجال وظائف وعلاج العينين (الفيزيولوجيا) منها:
1- اكتشف الرازي ان حدقة العين تتحرك بحيث تضيق عند التعرض للنور وتتسع في الظلام.
2- اكتشف الحسن بن هيثم ان عملية رؤية الاشياء تتم بانطباع خيال اهذه الاشياء بداخل العين.
3- ابتكر ابن النفيس والزهراوي وخليفة ابن ابي المحاسن العديد من الادوات والآلات الجراحية.
4- وصف يوحنا بن ماسويه بعض الأمراض للمرة الاولى بالتاريخ، مثل التهاب السبل القرني.
5- المساهمة في تطوير طب عيون الاطفال وتمييز الفرق بين الحول الذي يصيب الاطفال والحول الذي يصيب الكبار وأسبابه.
6- تركيب عدد من الادوية الطبية لعلاج امراض ومشاكل مختلفة.
7- اللجوء للتنويم بالادوية وللتخدير اثناء اجراء عمليات جراحية.
وتعامل الكحالون العرب بأمانه واصالة وأخلاق، فاحترموا اساتذتهم واعترفوا بفضلهم، وتعاملوا مع زملائهم بآداب وأخلاق، وكان شعارهم الجرأة والشجاعة وعدم التخوف من اجراء عمليات جراحية خطيرة في حال كانت ستفيد المريض وتعالج مشكلته وتخفف آلامه. وأيضا اهتموا بالمتابعة مع المريض بلطف والاجابة على اسئلته بتفهم مؤمنين ان هذا سيعجّل الشفاء.
ملاحظة: الصور للتوضيح فقط!