كل شتاء نسمع نفس القصة.. وهي أن فيتامين "سي" C يقي من أخطار نزلات البرد، لكن هل هذا الأمر حقيقي ومساعد فعلا، أم إنه تضخيم للواقع؟ يقول الدكتور "بروس بيستريان" رئيس قسم التغذية الإكلينيكية في مركز بيت إسرائيل ديكانويس الطبي، البروفسور في الطب بجامعة هارفارد، إن "نتائج عدد كبير من الدراسات حول هذا الموضوع لا تزال متفاوتة".
فيتامين "سي" لا يقلل |
ولأن جسم الإنسان لا ينتج فيتامين "سي" فإن علينا أن نحصل عليه من مصدر خارجي. وتبلغ الجرعة التي يوصى بها من الفيتامين للرجال 90 مليغراما (ملغم) من الفيتامين يوميا، وللنساء 75 ملغم. وعندما تزداد جرعة الفيتامين عن 400 ملغم فإن الجسم سيتخلص من كل مقدار الفيتامين تقريبا عن طريق البول. كما أن هناك مخاوف محدودة عندما تظهر آثار سيئة لدى تناول جرعة منه تصل إلى 2000 ملغم. وعندما تكون جرعته أعلى من 2000 ملغم فقد يصاب الإنسان بالغثيان، الإسهال، ووجع البطن. وقد تتداخل هذه الجرعات العالية مع نتائج القياسات الخاصة ببعض الفحوص لمستوى السكر (الغلوكوز) في الدم أو البول، ووجود الدم في البراز. إلا أن غالبية اختبارات سكر الدم الحديثة لا تتأثر بذلك.
"محارب" البرد
ولأن فيتامين "سي" يساعد على دعم جهاز المناعة فقد أنفق الباحثون عقودا من السنين للتعرف على دوره في محاربة نزلات البرد الشائعة. وماذا كانت النتيجة؟ إن فيتامين "سي" لا يساعد في محاربة نزلات البرد إن تم تناوله بعد ظهور أعراضها، كما أنه لا يقلل من عدد حدوث النزلات إن تم تناوله بهدف الوقاية منها. ومع هذا فإن فيتامين "سي" الذي يتم تناوله بهدف الوقاية قد يساعد على تقليص طول فترة النزلة. ويقول الدكتور بستريان: "سجل تناقصا بنسبة 8 في المائة من طول فترة الإصابة بنزلات البرد لدى أشخاص بالغين، عند إجراء 30 مقارنة بين نحو 10 آلاف مشهد من حالات الإصابات التنفسية، وسجل تناقصا آخر بنسبة 13 في المائة بين الأطفال لدى تناولهم جرعة تزيد على 200 ملغم يوميا لأغراض الوقاية".
إلا أن الدكتور بستريان يضيف أن تناول فيتامين "سي" بشكل منتظم قد يقلل من احتمالات ظهور نزلة البرد لدى أناس معينين، إذ سجل تناقصا في الإصابات بها بنسبة 50 في المائة لدى الأشخاص الخاضعين إما إلى إجهاد بدني فائق (مثل المشاركة في سباق الماراثون)، أو إلى إجهاد بدني بالتزامن مع إجهاد بسبب البرد (مثل المتزلقين على الجليد أو الجنود العاملين في مواقع شديدة البرودة).
ملاحظة: الصور للتوضيح فقط!