عرف الناس التداوي بالاعشاب منذ قديم الأزمان، وكانوا يتوجهون للحكماء والمتقدمين في السن لاستشارتهم وليحضّروا لهم خلطة من الاعشاب الطبيعية تشفي مرضهم. وتوارثنا هذه النصائح والوصفات الشعبية جيلا بعد جيل، ورغم مرور مئات السنوات عليها لكن لا زال العديدون يؤمنون بها وبنجاعتها في مداواة ما قد لا يقدر على مداواته الطب الحديث. ويقول المثل الشعبي: "الاعشاب اذا ما نفعت ما تضر؟".. فهل صدق هذا المثل؟ هل يمكن ان نثق به تماما ونعمل بحسبه؟ وهل العلاج بالأعشاب مفيد دائما؟!

الاعشاب اذا ما نفعت ما تضر!

موقع "شايف" قام بالبحث عن الاجابة من اجلكم، وبودنا ان نوضح في البداية أننا لا نرفض هذه العلاجات ولسنا ضد الرجوع الى الطبيعة من اجل العلاج، لكن اردنا ان نلقي الضوء على بعض التأثيرات السلبية التي يمكن ان تنجم بسبب بعض الاعشاب، والتي قد تزيد من سوء حالة المريض او تسبب له اعراض جانبية خطيرة اذا احتوت على مكوّنات لها تأثيرات قد لا يعرفها المستعمل، او تعارضت مع الدواء الذي وصفه الطبيب. فليس من الضروري ان تكون كل الاشياء الطبيعية مفيدة وتعني الأمان.

وقد حصلت حالات عديدة في العالم حصل فيها تسمم او حساسية شديدة كادت تودي بحياة المريض، سببها استعمال اعشاب دون معرفة آثارها الجانبية. وهذا ما يزعج الكثير من الأطباء والخبراء الذين يتوجهوا دائما للوزارات المسؤولية والحكومة من اجل مراقبة الاعشاب التي يتم بيعها على اساس انها علاج سحري.

فالمعروف في ارجاء العالم انه قبل الموافقة على تسويق أي عقار أو دواء، تقوم وزارة الصحة اولا باجراء اختبارات عديده عليه قد تستمر سنوات، من اجل التأكد من صلاحيته وعدم وجود آثار جانبية ضارة له قد تظهر بعد فترة من الاستعمال.. وبعدها فقط تستطيع الشركة التي انتجت العقار طرحه في الاسواق.

اما بالنسبة للاعشاب فلا يوجد عادة اجراءات خاصة لمراقبتها قبل طرحها للبيع. ففي اغلب الحالات يتم بيع واستخدام الاعشاب بدون ابحاث وبدون اجراء مراقبات على اساس انها ان لم تنفع فلن تفيد، وبسبب ازدياد  اهتمام الجميع بالاعشاب الطبيعية فقد ظهرت العديد من الشركات التي تحضّر ادوية الاعشاب، وخلطها مع مواد كيماوية مما أدى لأن يكون لهذه المركبات آثار سلبية، مما أدى الى اصابة العديد من المستعملين، بمشاكل صحية كارتفاع ضغط الدم والحساسية والفشل الكلوي والتهاب وتسمم الكبد. وسوف نتناول في "شايف" قريبا اهم الاعشاب التي لها تأثيرات سامة على جسم الانسان لتحذيركم منها.

واخيرا نذكّر زوار موقع "شايف" الاعزاء أنه رغم وجود اعشاب كثيرة يؤكد بعض العطارين انها تنفع لعلاج كل داء، ورغم وجود فوائد كثيرة لبعض الاعشاب التي يمكن ان يكون لها مفعول السحر في العلاج،  إلا أن هنالك أيضا الكثير من الاعشاب التي تضر الجسم. او قد يتعارض مفعولها مع الادوية التي وصفها الطبيب. لذلك يجدر بنا جميعا أن نستشير الطبيب ونأخذ رأيه  قبل استخدام اي عشبه بغرض العلاج، فالعلاج بالاعشاب آمن لكن بحذر وبشروط.