مازال قسم من الجمهور يعتقد أن منتجات الألبان تزيد من إنتاج المخاط من الجهاز التنفسي وبالتالي انسداد مجرى التنفس وأعراض التهابات الجهاز التنفسي والربو. هذه النظرة من دون أساس أو منطق علمي. لقد فشلت العديد من الدراسات العلمية في  إيجاد علاقة لهذا الاعتقاد الذي يجعل العديد من الناس  يمتنعون عن منتجات الألبان المستهلكة بدون اي مبرر او حتى يمنعون اطفالهم عنها.

يعتبر الكلس الركيزة الأساسية والهامة من اجل بناء العظام

فقد قامت دراسات عديدة بفحص العلاقة بين استهلاك الحليب ومنتجات الالبان على تفاقم الاعراض لدى المصابين بالربو او على تدهور وظيفة الجهاز التنفسي عند البالغين والأطفال الذين يعانون من الحساسية  للألبان. وقد اظهرت هذه الدراسات انه لا علاقة بين استهلاك  الحليب والأعراض التي ذكرت.

كشفت دراسة مثيرة أنه قد يكون منشأ هذا الاعتقاد من معتقدات الناس. أجرى الباحثون مقابلات مع 169 شخصا، 70 منهم اعتقدوا ان الحليب يسبب المخاط، وتلقى المشاركون حليبا او مشروب الصويا بتركيبة  مماثلة، وفحص الباحثون بعد تناول مشروب حليب / فول الصويا شعورهم، فقد وجد أن من بين الأشخاص الذين يعتقدون أن الألبان تسبب المخاط، ابلغوا عن شعور أعلى بوجود المخاط (على الرغم من انه لا يوجد دليل فعلي)، واشتكى أكثر عن صعوبات في التنفس.  ابحاث أخرى لم تجد أي دليل لزيادة المخاط وضيق مجرى الهواء بعد شرب حليب البقر لدى الأشخاص الأصحاء، والناس الذين يعانون من الربو.

على الرغم من وفرة المعلومات الطبية والدراسات التي تتعارض مع وجهة النظر هذه،  كثير من الآباء ما زالوا يعتقدون أن الحليب ومشتقاته يسبب المخاط. في مسح أجرى لدى آباء كانوا ينتظرون في عيادة الرئة للأولاد ، وجد أن 58٪ يعتقدون أن شرب الحليب يسبب المخاط، فيما أفاد 30٪ منهم أن مصدر معلوماتهم هو العائلة و 28٪ قالوا أن هذه التعليمات التي تلقوها من قبل الطبيب.
 
نافذة فرص ضيقة
ان فترة الطفولة ومرحلة النضوج  تعتبران فرصة لا تُعِّوض من اجل ايصال العظام الى ذروتها من حيث بناء عظام سليمة وقوية أكثر. في مرحلة الطفولة تبنى العظام التي ستبقى مع الجسم طيلة الحياة. العظام التي تبنى على اساس خال من الكالسيوم ستكون ضعيفة وقابلة للكسر ولن تقدر على شفاء نفسها بالكامل في السنوات القادمة.

يعتبر الكلس الركيزة الأساسية والهامة من اجل بناء العظام وهو الذي يقرر مدى قوتها. جسم الانسان غير قادر على انتاج الكلس ولذل فان تزويد الكلس بشكل منتظم من خلال الغذاء امر هام جدا. دمج منتجات الألبان في لائحة الطعام المتوازنة بشكل يومي يساعد على بناء عظام وأسنان أقوى ولجسم صحي. من الصعب جدا الوصول إلى مستوى كمية الكالسيوم اليومية الموصى بها من دون شمل منتجات الحليب في لائحة الطعام.

 بالإمكان وجود الكالسيوم في الأغذية النباتية مثل الخضار الورقية الخضراء، والسمسم والمكسرات، والسردين، ولكن منتجات الألبان تزود كمية الكالسيوم الأعلى توافرا بيولوجيا.
عدة حقائق عن امتصاص الكالسيوم
 • سكر الحليب (اللاكتوز)، وفيتامين (د) يزيد من امتصاص الكالسيوم من الحليب.
 • هنالك أحماض تعيق امتصاص الكالسيوم.
 • امتصاص الكالسيوم من الحليب فعال أكثر بنسبة 25٪ من امتصاص الكالسيوم من مشروب الصويا.

المعلومات اعلاه مقدمة من ساريت عطية شموئيلي، اختصاصية تغذية علاجية في مجلس الحليب