ما من كبير ولا من صغير الا ويعرف مدى اهمية مستشفى "رمبام" لمنطقة الشمال، ولحالات الاصابة والأمراض الخطرة التي تعجز مستشفيات الشمال عن علاجها، فكما هو مستشفى هداسا بالنسبة لمنطقة المركز، وكما هو مستشفى سوروكا في منطقة الجنوب كذلك هو "رمبام" في حيفا، وربما يتقدم عليهما في بعض التخصصات. ومن هنا فقد ارتأى موقع "شايف" من واجبه تقديم صورة حية وواضحة أمام قرائه عن هذا المستشفى الضخم والصرح الهائل الذي يشهد في هذه الايام نهضة عمرانية غير مسبوقة، من خلال هذه المقابلة الخاصة مع بروفيسور رفائيل بيار، مدير المركز الطبي "رمبام".
شايف: المركز الطبي "رمبام" هو اكبر مركز طبي في الشمال، ويتوجب عليه ان يقدم اجابة لكل حالة او اصابة مهما من الخطورة والتعقيد فانه يتم تحويل هذه الحالات من كل مستشفى في الشمال الى "رمبام".. هل يعود الفضل في ذلك الى الطواقم الطبية ام الى الاجهزة؟ ما الذي يميز هذا المركز الطبي؟
 |
|
مدير المركز الطبي "رمبام" |
شايف: اية مجالات طبية اخرى يعتبر "رمبام" المستشفى الرائد فيها بمنطقة الشمال؟
د. بيار: وحدة الصدمة (استقبال حالات الاصابة) هذه الوحيدة في الشمال، وبشكل دائم تستقبل هذه الوحدة حالات الاصابة الخطرة والمعقدة من كل مستشفيات الشمال من صفد والناصرة ونهريا وغيرها، ولا ابالغ في القول ان لدينا وحدة الصدمة الرائدة في البلاد والعالم، وفي مجالات اخرى كما ذكرت القلب مثلا فان مستشفى "رمبام" رائد في علاج ا مراض القلب، والقسطرة وعمليات القلب، ومؤخرا ادخلنا "الروبوت" الى العمليات الجراحية لتكون اكثر دقة وهي الواجهة للطب في العالم اليوم، وقد ادخلنا "الربوت" الى عمليات البروستاتا والحوض، وسيتم ادخاله في عمليات جراحية اخرى قريبا، وكما ذكرت سابقا نحن رواد في علاج السرطان، في التجميل، في امراض الجلد المعقدة، طب الاعصاب وغيرها، ونحاول ان نكون الافضل في كل المجالات الطبية الاخرى في البلاد كافة، ونحن مستشفى جامعي ( اكاديمي) يعمل على تأهيل طلاب الطب.
شايف: هل لديك معطيات حول عدد العمليات الجراحية الت يتجرى في "رمبام" سنويا، عدد الولادات، الطواقم الطبية من العرب واليهود؟
د. بيار: من حيث الارقام ليس لدينا تقسيم حسب فئات او قطاعات مجتمعية ولكن العرب يشكلون حوالي الثلث في كل المجالات والممرضات، ولو نظرنا الى المواقع المركزية والهامة نجد ان العرب يرأسون عددا لا بأس به من الاقسام وفي مقدمتهم الدكتورة سهير اسدي مديرة وحدة الدياليزا بروفيسور شحادة مدير قسم الاطفال، ولدينا ابرز ثلاثة اطباء جراحين د. بشارة ود. محاجنة ود. عسلية هؤلاء الاطباء هم الابرز في العالم في مجالاتهم الطبية والعمليات الجراحية، ولا انسى بروفيسور طوني حايك ومنذر بولص وغيرهم اما من حيث المعطيات فاننا نستقبل 120 الف حالة مرضة او اصابة في غرفة الطوارىء سنويا، 80 الف مريض يرقدون في المستشفى سنويا، 610 الاف يتلقون العلاج في المستشفى سنويا، 51 الف عملية جراحية تجرى في المستشفى 5500 ولادة سنويا، ولدينا 4500 عامل في المستشفى، بينهم 1000 طبيب، حوالي 250 منهم عربا، وكما ترون فان المستشفى يشهد نهضة عمرانية.
شايف: بالنسبة لاصابات الاولاد والاطفال فاننا نعلم ان معظم حالات اصابات الاطفال تصل اليكم من المدن والقرى العربية؟ هل هذا صحيح؟
 |
|
"اصابات الرأس للاطفال شائعة |
شايف: لقد ذكرت لنا ان المستشفى يشهد نهضة عمرانية ونعلم ان جزء كبير من المستشفى سيكون الاكثر امنا وامانا، ما هي الوحدات التي يتم انشاؤها؟
د.بيار: اولا موقف سيارات ضخم امل ان يتم افتتاحه هذا العام، كذلك مستشفى للاطفال، ومستشفى حديث لامراض السرطان ومستشفى خاص لامراض القلب ومبنى للتجارب والابحاث الطبية.
شايف: سبق وتحدثت عن صائقة في عدد الاسرة واكتظاظ في اعداد المرضى على الرغم من ان المستشفى يتسع لـ 1000 سرير، هل تعتقد ان المستشفى جاهز لاستقبال اعداد كبيرة من الاصابات دفعة واحدة حال حدوث كارثة طبيعية او حالة حرب وسقوط صواريخ على الجبهة الداخلية؟
د. بيار: المستشفى يستطيع ان يستوعب عشرات وربما مئات الحالات في يوم واحد، ولكن الامر يتعلق بوتيرة وصولهم الى المستشفى، وانا اذكر على سبيل التجربة في العام 2006 حين سقط صاروخ (كاتيوشا) على حي وادي النسناس وصل الى على اثره حوالي 300-400 شخص دفعة واحدة، بينهم 20-30 مصاب والغالبية الساحقة وصلوا بحالة صدمة ورعب من هول الانفجارات، لذلك اقول ان لدينا طاقم جيد وجهوزية جيدة، ونقوم حاليا بتأسيس جهاز طوارىء تحت الارض ونستطيع ان نعمل تحت القصف، ولكن امل ان لا نحتاج الى هذا الجهاز الامن الذي سيكون جاهزا في نهاية العام الجاري حسب تقديري.
شايف: في الاسبوع الماضي طالعتنا وسائل الاعلام الإسرائيلية على ظاهرة مثيرة للجدل تتعلق بالفصل بين النساء الوالدات العربيات واليهوديات، هل هنالك هل تواجهون طلبات للفصل بين الامهات الوالدات العربيات واليهوديات في "رمبام"؟
د. بيار: لا.. لا يوجد لدينا فصل بين الوالدات، لا اعرف عن غرف مخصصة للوالدات اليهوديات وأخرى للعربيات، جميعهن في غرف مشتركة، نحاول الحفاظ على الخصوصية الفردية للنساء قدر الامكان، وانت تعلم ان مستشفى "رمبام" ربما الوحيد الذي يخصص قاعة للصلاة للمسلمين افتتحه الوزير غالب مجادلة في حينه، ولا ادري اذا كانت هنالك مشكلة فردية هنا او هناك ولكن بلا شك لا توجد اية تعليمات بالفصل اليهوديات والعربيات في غرف الولادة، نحاول دائما ان نخلق هذا التلاؤم في الاسرة المجاورة، ولكننا في صدد انشاء غرف فردية واخرى زوجية لراحة ورفاهية المرضى.
شايف: هنالك ما يعرف بالميكروبات والجراثيم الخطيرة والقاتلة التي تستوطن في اجهزة التنفس وتصيب الاشخاص الذين يرتبطون بجهاز التنفس لفترات طويلة، ويقال انها موجودة في "رمبام" بنسب ومعدلات اعلى من المعتاد، هل هذا صحيح؟
 |
|
بيار: نحاول ايجاد حلول لمنع |
شايف: هل هنالك نسب معينة لاحتمال الاصابة بالجرثومة القاتلة، وهي تتفاوت كما نعلم بين مستشفى وآخر؟
د. بيار: كلما زادت مدة الارتباط بجهاز التنفس ازدادت نسبة الإصابة بالجراثيم الفتاكة التي قد تسبب التهاب الرئتين، ولكن من الصعب الحديث عن نسب، سواء كانت موضعية أو عامة، وهنالك علاج لهذه الجراثيم بواسطة المضادات الحيوية، ولكن بعضها يكون فتاكا وقاتلا بسبب ضعف المناعة العامة للجسم المصاب او المريض فان الجراثيم تكون اكثر فتكا من المضادات الحيوية، وكثيرا ما نشهد حالات تلوث بعد العمليات الجراحية، ونحن نحرص على عدم حدوث هذه التلوثات ولكنها في نهاية الامر تتعلق بزمن العملية الجراحية، وهذه التلوثات تستدعي بقاء المريض في المستشفى لفترة اطول ويترتب عليها تعقيدات معينة نحاول جاهدين منعها او الحد منها قدر الامكان، رغم ما في الامر من صعوبات.
شايف: نعلم ان لديكم مختبر لعلاج وتشخيص حالات اضطرابات النوم، من يلجأ إلى هذا المختبر وما نسبتهم في المجتمع؟
د. بيار: يصل إلى المختبر عادة كل من يعاني من اضطرابات النوم، وأسباب اضطرابات النوم عديدة، وهنالك ظاهرة أكثر خطورة وهي التوقف عن التنفس أثناء النوم الأمر الذي يقض مضاجعهم ويعرض حياتهم للخطر، في كل مرة يتوقفون فيها عن التنفس، ولكينا في هذا المختبر طاقم مختص في اضطرابات النوم، هذا المختبر يخدم معهد التخنيون في حيفا، وهذا المجال آخذ في التطور على مستوى العالم.
شايف: هل هنالك اسباب واضحة لاضطرابات النوم؟
د. بيار: هنالك عدة أسباب لاضطرابات النوم، أنا لست خبيرا في هذا المجال ولكنني اعلم انه هذه الظاهرة تتفاقم وتزداد مع التقدم في العمر، ونحن نحاول ايجاد حلول ومواجهة هذه الاضطرابات وأسبابها، لان النوم غير المريح في الليل يتعب الإنسان طوال ساعات النهار.
شايف: نعود الى موضوع قسم الأطفال وإصابات الأطفال عند العرب، هل لديكم معطيات حول هذه الإصابات؟
 |
|
"لا نألو جهدا في تقديم |
شايف: هل تعتقد ان هنالك ارتفاع في تشخيص حالات الاصابة بأمراض لدى اولاد في سن صغيرة نسبيا؟
د. بيار: نعم يتم تشخيص حالات اصابة بأمراض تبدأ بين الأولاد في سن صغيرة منها السكري وارتفاع ضغط الدم، اولا بسبب تطور امكانية التشخيص ووسائل التشخيص، وثانيا بسبب انماط تغذية غير صحية والتي تسبب السمنة وايضا التدخين في جيل صغير وهذه المظاهر شائعة بكثرة في الوسط العربي. وأخيرا يشرفني ان استغل فرصة اجراء هذه المقابلة لكي أتوجه إلى المستثمرين ورجال الأعمال العرب من أصدقاء مستشفى "رمبام" بأن يساهموا في التبرع للاقسام الجديدة التي يجري العمل بشكل مكثف على انشائها، ولدى المستشفى العديد من المتبرعين العرب الذين يدعمونه، حبذا لو انضم آخرون لدعم المستشفى واقسامه.
شايف: سؤال أخير لا بد منه.. هل وصل الى مستشفى "رمبام" اشخاص او شخصيات مهمة تشغل مواقع حساسة في العالم والعالم العربي لتلقي العلاج سرا؟
د. بيار: يدنا ممدودة لكل من يريد المساعدة، لا ادري اذا كان هنالك مشاهير تلقوا العلاج في مستشفى "رمبام" لكننا لا نألو جهدا في تقديم العلاج والمساعدة للجميع.
