باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
فيروسات فتاكة وقاتلة تستوطن في أجهزة التنفس في المستشفيات
25/10/2011

يحذر الأطباء والمختصون من أي إهمال صادر عن الذين يزورون المرضى داخل المراكز الصحية لأنهم معرضون لالتقاط فيروسات متعددة إذا لم يستخدموا المطهرات اللازمة والفعالة ويقول عدد من الأطباء إن ألد أعداء المرضى ما يحملونه أنفسهم وما يصدر عنهم خصوصا أنهم يكونوا عرضة لالتقاط أي فيروس بسبب الضعف وقلة المناعة.

وفي هذا السياق لابد من الإشارة إلى أن كثير من المرضي  تسوء حالتهم خلال فترة علاجهم ويتعرضون إلى مضاعفات خطيرة دون معرفة الأسباب وكيفية التقاط هذه الفيروسات الخطيرة والشرسة التي تم الكشف عنها في دول عدة متطورة طبيا وتملك احدث الأجهزة والإمكانات الطبية.

تكمن خطورة الفيروسات التي تتطور في مراكز الاستشفاء، وغرف العناية المكثفة، والعيادات الطبية، في كونها تتوالد وتتكاثر بسرعة مخيفة إلى جانب قدرتها على الاختفاء ومقاومة المضادات الحيوية المألوفة والمستخدمة حاليا كما أنها معدية ويمكن أن تؤدي في كثير من الحالات إلى الموت، وليسوا قلائل هم الذين تلقوا عدوى بفيروسات وبكتيريا وفطريات خلال تلقيهم العلاج في المستشفيات، وأودت في نهاية المطاف بحياة الكثيرين ممن انتقلت إليهم العدوى عن طريق أجهزة التنفس أو عن طريق الأطباء الذين نقلوا العدوى من مريض لآخر أو عن طريق الزائرين للمستشفى.  

فيروسات فتاكة وقاتلة تستوطن في أجهزة التنفس في المستشفيات

الطبيب محمد يونس

تؤكد الأبحاث ما تحاول أن تخفيه المراكز الصحية والمستشفيات، ويعلمه جميع الأطباء أن أجهزة التنفس هي واحدة من أهم المستودعات التي تستوطن فيها أنواع من الفيروسات والميكروبات والفطريات الخطيرة والقاتلة، وأن كل ارتباط بأجهزة التنفس تحمل معها مخاطر الاصابة بفيروس قاتل، وكلما زادت فترة ارتباط المريض بجهاز التنفس، زادت معه احتمالات الاصابة، وتصل نسبة هذه الاحتمالات الى 40 – 50% في بعض الاحيان، مهما بلغت مستويات تعقيم الأجهزة فإن هذه الميكروبات والفطريات قد تعيش في أجزاء داخل جهاز التنفس يتعذر القضاء عليها في أية وسيلة تعقيم، وتصل نسبة الاصابة والموت بمثل هذه الفيروسات والبكتيريا والفطريات الى نحو 8 لكل ألف سرير.. ونعرف أنه في بعض المستشفيات الرائدة في البلاد تصل هذه النسبة أحيانا الى 12 لكل ألف سرير، وهي نسبة تعتبر عالية قياسا مع مستوى الطب الذي يعتبر عاليا مقارنة حتى مع مستوى الطب في الدول الاوروبية والولايات المتحدة.

لهذا السبب ولكون هذه المعطيات حقيقية ومعروفة كان من الصعب علينا الحصول على تصريح أو تأشيرة دخول الى أي من المستشفيات للتصوير ولاجراء مقابلات مع أطباء حول الموضوع، لما فيه من حساسية وخطورة، وقد توجهنا الى عدد من المستشفيات بطلب زيارتها لاجراء التقرير، لكنهم لم يتحمسوا للفكرة وفضلوا عدم التعاون لابعاد الشكوك والشبهات عن مراكزهم الطبية ومستشفياتهم. وفي نهاية المطاف تطوع الطبيب المختص محمد يونس، من عارة أخصائي الأمراض الباطنية وامراض الرئتين، في مستشفى هعيمك في العفولة للحديث عن الموضوع من مختلف جوانبه واستعراضه بشكل دقيق وعلمي، وذلك في عيادته الخاصة في بلدته عرعرة.

فيروسات فتاكة وقاتلة تستوطن في أجهزة التنفس في المستشفيات

المحامي محمد نعامنة

ان تعرض أي مريض الى عدوى داخل المستشفى أو العيادة أو المركز الصحي، لا بد أن له ابعاد قانونية وقضائية، فعلى الرغم من أن جميع الإجراءات الطبية تحمل مخاطر وعادة ما يتم ابلاغ المريض عنها، لكنها بالمقابل قد تكون هذه المخاطر أو الإصابة ناتجة عن إهمال طبي، وفي مثل هذه الحالات قد تتعرض المستشفيات للمساءلة وللمحاسبة ولدعاوى قضائية، وقد تكون مكلفة جدا في حال إثبات وجود عنصر الإهمال الطبي.

وعن البعد القضائي للموضوع تحدث إلينا المحامي محمد نعامنة من مدينة الناصرة الذي استعرض البعد القانوني والقضائي في تقديم دعاوى متعلقة بالاهمال الطبي وكيفية معالجتها واثباتها بالأدلة والبراهين، على الرغم من حقيقة أن كل الاجراءات الطبية تحمل مخاطر مهما بلغت من البساطة فلا بد أنك سمعتم عن اشخاص توفوا في عيادة طبيب الأسنان، أو خلال عملية اقتلاع إظفر من اصابع الأرجل.

وتحاول المراكز الاستشفائية والطبية أن تغطي نفسها قانونيا عن طريق استدعاء المريض الذي يحتاج إلى عملية، أو عائلة المصاب في المستشفى إلى جلسة تقييم وضع المريض والمخاطر التي تحملها مسيرة العلاج. وليس من السهل الخوض في قضايا الاهمال الطبي التي تحتاج عادة الى متخصصين في هذه القضايا وعلى دراية وفهم كامل لكل ما يتعلق بالاجراءات الوقائية، بالاضافة الى ضرورة تدخل مختصين من الأطباء المحايدين في هذه القضايا للحصول على وجهة نظرهم في احتمال الاصابة نتيجة الاهمال الطبي.