بمبادرة من جمعيتي "سيكوي" و"أطباء لحقوق الإنسان" عُقد اللقاء الأول لمجموعة العمل للمساواة بالصحة، بمشاركة ممثلين عن عدد من السلطات المحلية العربية وعن وزارة الصحة على المستوى القطري ومستوى الألوية. الجزء الأول من اللقاء، اقتصر على ممثلي السلطات المحلية العربية لوضع القضايا الملحة التي تعاني منها البلدات العربية وتساهم بتوسيع الفجوات بين المواطنين العرب واليهود. وقد شارك به ممثلو السلطات المحلية العربية في أم الفحم، الناصرة، رهط، كفر قاسم وشفاعمرو.
على البلديات ان تأخذ موضوع الصحة |
وأما الشيخ حمدان فقد أكّد أهمية أن تأخذ البلديات موضوع الصحة على محمل الجد وتضعه في رأس سلم الألويات وربطه بشكل وثيق بموضوع البيئة والحفاظ عليها من الآفات الخطرة، واستعرض حمدان الظروف المتقدمة الخاصة التي تعيشها مدينة أم الفحم في هذا المجال كونها البلدية العربية الوحيدة ومن البلدات القليلة في البلاد التي أقامت قسما مستقلا لدعم صحة الجمهور.
ومن ثم، تولى ادارة اللقاء الخبير بمجال الصحة، د. محمد خطيب، الذي أشاد بالتحضير العميق والجدي الذي قامت به طواقم جمعيتي سيكوي وأطباء لحقوق الانسان واجراء اللقاءات مع ممثلي الألوية المختلفة في وزارة الصحة والسلطات المحلية العربية، لرصد المشاكل التي تعاني منها البلدات العربية، وقام باستعراضها، ومنها: انعدام وحدات خاصة لدعم صحة الجمهور في البلديات، النقص بخدمات رعاية الطفل والأم وبالخدمات الصحية عامة، التلوثات البيئية في البلدات العربية، والنقص بالتثقيف الصحي وغيرها من المواضيع.
وفي الجزء الثاني من اللقاء انضم وفد كبير عن وزارة الصحة، يتقدمه بروفيسور إيتمار غروطو، مدير قسم الخدمات الصحية للجمهور في الوزارة. وافتتح اللقاء بكلمات ترحيبية من رون ﭽيرلتس، المدير العام المشارك "لسيكوي" والشيخ فايز أبو صهيبان، رئيس بلدية رهط الذي أشار إلى أن الفجوات أكثر اتساعا وخطورة في النقب وبخاصة في القرى غير المعترف بها والتي يحرم سكانها من تلقي العناية الطبية في أماكن سكناهم.
د. ﭽارسييلا كرمون، عضو ادارة "أطباء لحقوق الانسان" ومديرة مركز لطيف للعنية النفسية فقد قالت: "هنالك عيادتين فقط للعناية النفسية في البلدات العربية، واحدة في أم الفحم والأخرى في المغار والأطفال لا يتمكنون من تلقي العلاج باللغة العبرية بسبب حاجز اللغة." وأشارت بهذا السبب إلى المعاناة الخاصة لأطفال النقب العرب الذين لا يوجد أي إطار لتقديم الخدمات النفسية لهم."
التغيير الايجابي يحدث فقط من خلال |
وكان قد أدار اللقاء المشترك كل من د. محمد خطيب وهداس زيف، وتم انهاء اللقاء بالتشديد على اهمية أن تكون هنالك استمرارية لهذا المشروع وأن تلتقي المجموعة بشكل منهجي ودوري للنظر بمواضيع معينة ومعالجتها إلى العمق تماما. المدير العام المشارك لجمعية سيكوي، رون ﭽيرلتس، توجه إلى السلطات المحلية العربية قائلا أنه يلمس لدى وزارة الصحة رغبة حقيقية بالعمل على تحسين الظروف الصحية للمواطنين العرب في البلاد وسد الفجوات في هذا المجال كما توجه لممثلي وزارة الصحة قائلا أنه يلمس لدى السلطات المحلية الاستعداد لتحمل المسؤولية والعمل بشكل مكثف لمعالجة القضايا الصحية.
وشدد على ان التغييير الإيجابي لا يمكن أن يحدث إلا من خلال العمل المشترك للسلطات المحلية ووزارة الصحة. من جهته، فقد قيّم أمجد شبيطة، المدير المشارك لقسم السياسات المتساوية في "سيكوي" ومركّز المشروع، اللقاء الأول بالناجح قائلا: "تؤكد كل الأبحاث العلمية بأن سد الفجوات بمجال الصحة لا يكون إلا بإشراك الجمهور بشكل ندي وفعال، وخاصة في حال كان الجمهور أقلية قومية مضطهدة ولها خصوصياتها وملامحها التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند وضع أي برنامج عمل، ومن هذا المنطلق فإننا سنعمل على تطوير هذا المشروع وبإشراك المزيد من السلطات المحلية العربية به كما ونأمل أن تشهد اللقاءات القادمة أبحاثا مثمرة وعميقة تؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين مستوى الخدمات في للمجتمع العربي."
وفي إطار تلخيص اللقاء أشار المحامي حيدر، إلى أهمية وضع خطة شاملة تتعاطى مع كافة السلطات المحلية العربية للتغلب على المعيقات في مجال الصحة مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية المجتمع العربي وبمشاركة قيادات ومختصين عرب.