باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
فريد زريق يتبرع بجسده للأبحاث الطبية والعلمية لطلاّب الطبّ
24/07/2011

بمشاركة جمهور غفير من قرية عيلبون ومن مختلف مناطق البلاد، جرى يوم أمس الجمعة تشييع جثمان المرحوم فريد بطرس زريق 97 عامًا، بمراسم جنائزية تختلف كلّيًا عن التقليد المعروف، حيث أحضرت سيارة إسعاف خاصّة جثمانه إلى ذويه في عيلبون، وبعد إلقاء النظرة الأخيرة من قبل عائلته وأصدقائه تمّ نقله مرّة أخرى إلى مستشفى (هداسا) في القدس بحسب وصيته المكتوبة، التبرّع بجسده للأبحاث الطبية وتمرير الإختبارات التعليمية لطلاّب الطبّ على كامل جسده لمدّة سنة، بعدها ستستقبل عائلته الجثمان لمواراته الثرى في مسقط رأسه في عيلبون.

فريد زريق يتبرع بجسده للأبحاث الطبية والعلمية لطلاّب الطبّ

 أكثر ما تميَّز به المرحوم فريد
 أنه كان إنساناً، صادقًا، أمينًا

عضو الكنيست د. عفو إغبارية قال، إن المرحوم فريد زريق هو أوّل عربي في البلاد وربما الأول أيضًا في العالم العربي الذي يتبرّع بجسده لخدمة الأبحاث والدراسات الطبية. وأشاد د. عفو بِنُبلْ وشهامة وأخلاق المرحوم فريد زريق، لأن خطوته الإنسانية الجريئة هذه تُعبِّر عن شخصيته المميّزة وحسِّه الإنساني وثقافته العالية وحبّه للناس. ولأن إقدامه على هذا القرار سيساهم أيضًا في تشجيع الآخرين للتبرع بأجسادهم من أجل العلم وكذلك للتبرع بأعضائهم من أجل إنقاذ حياة الناس.

شقيق المرحوم، حبيب زريق (أبو زياد) قال، إن أكثر ما تميَّز به شقيقي المرحوم فريد، أنه كان إنساناً، صادقًا، أمينًا، خلوقًا إلى أبعد الحدود، يعشق التطوّع في المؤسسات العامة لخدمة المجتمع، يتّخذ قراراته الصائبة والإيجابية بسرعة ودون تردد.

للمرحوم فريد زريق محطّات هامة في حياته تعكس شخصيته الوطنية والإجتماعية، فكان شاهدًا على مجزرة عيلبون التي استشهد خلالها 18 شهيدًا، ونجا من الموت المؤكّد عدّة مرات، في إحداها، أرغمه الجنود على قيادة سيارة للجيش والسفر في مقدِّمة المهجّرين ليكونوا طعاما للمدافع والرصاص، لتحاشي إطلاق الرصاص على الجنود الاسرائيليين من قبل المسلّحين الفلسطينيين المقاومين. وفي مرّة أخرى نجا المرحوم من الموت لأنه يفهم اللغة العبرية وسمع أحد الجنود الاسرائيليين يأمر بقتله، فتحدث إليهم طالبًا السماح له بمساعدة والدته وإخوته.

خدم المرحوم في سلك الشرطة الإنجليزية في القدس من عام 1937 حتى عام 1943، ثم انتقل للعمل كشرطي إضافي في حيفا حتى عام 1948 ومن ثم استقر في عيلبون. ناضل المرحوم مع رفاقه ضد الحكم العسكري وتعرّض للاعتقالات والملاحقات وبقي في الخندق الوطني حتى آخر يوم في حياته. وكان له نشاطات إجتماعية واسعة، أهمها أنه أقام ناد للمسنّين، الأول في عيلبون والوسط العربي، وشغل منصب مدير للنادي على مدار 30 عامًا، أنشأ فيه مكتبة عامة، ودأب طيلة الوقت لرفع مستوى النادي وتحسن الخدمات فيه أسوة ببيوت المسنين في الوسط اليهودي. ولم يكتف بنشاطه في نادي المسنين، بل ترك بصماته أيضًا من خلال التطوع في نواد أخرى في القرية.

بصفته الأخ الأكبر في البيت كرّس المرحوم كل جهده لتعليم أشقّاءه وتلبية مطالبهم المعيشية. يذكر أن للمرحوم أربعة أشقاء، لهم دورهم الوطني والاجتماعي الطليعي في المجتمع. الشقيق حبيب زريق عضو في الحزب الشيوعي منذ 67 عامًا وكان له الدور الكبير في معركة البقاء والتصدي لمظالم الحكم العسكري، الشقيق لطفي زريق حصل في السنة الماضية على لقب عزيز يافا – تل أبيب تقديرًا لنشاطاته الاجتماعية، الشقيق كرم زريق عمل سنين طويلة في خدمة المؤمّنين في مؤسسة التأمين الوطني في الناصرة وحصل على جوائز تقديرية عديدة.