باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
مأكولات دمشق اللذيذة تفقد نكهتها واصالتها بسبب الحرب السورية
31/05/2014

ربما تكون دمشق قد تمكنت من تجنب الكثير من الويلات والمآسي التي قاستها مدن أخرى في سوريا  ولكن آثار الصراع تظهر في مياه الصنابير وعلى موائد الطعام مما يثير استياء سكان العاصمة.. معاناة من ارتفاع اسعار المأكولات، مياه شرب قذرة، فلافل ممزوج بفتات الخبز، حليب ولبن وجبن مخلوط بالماء. شوارما مصنوعة من لحم غير معروف، دواجن سمينة بشكل يثير التساؤلات حول نوع العلف وغيرها.

في أحد بيوت دمشق هرعت ميادة إلى المطبخ لتملأ قدرا كبيرا بالمياه من الصنبور لأنها كانت تريد أن تخزن أكبر كمية ممكنة منها. وتقول "لابد أن أسرع.. لان المياه تنقطع." وأضافت وهي تشير إلى حبيبات سوداء وبنية اللون في قاع القدر المملوء "انظر إلى كل هذا الرمل.. لم نعد نستطيع شرب المياه دون تنقيتها أولا.. والله وحده يعلم ما الذي يطفو هنا أيضا دون أن استطيع رؤيته."


يقول سكان دمشق إن جودة المواد الغذائية تتدهور أيضا فضلا عن ارتفاع أسعارها

ويقول سكان دمشق إن جودة المواد الغذائية تتدهور أيضا فضلا عن ارتفاع أسعارها ولا سيما الاكلات الشعبية المفضلة مثل الشاورما والفلافل والدجاج المشوي.

ويقول عصام وهو مالك أحد المطاعم في وسط دمشق "تذوق الفلافل وستدرك أنهم يضيفون فتات الخبز ليوفروا من الحمص.. تستطيع أن تلاحظ الفرق بسهولة.. الفلافل المزيفة التي يصنعونها الآن دهنية وداكنة.. الناس يأكلونها لانها رخيصة لكن الجميع يشتكي."

أما بالنسبة للشاورما فتقول لمياء (32 عاما) "الله وحده يعلم نوع اللحم الذي يستخدمونه هذه الايام. هل هو لحم بقر؟ كل ما أعرفه أنها لم يعد لها نفس الطعم." أما بالنسبة للدواجن فانها إما تبدو أقل وزنا من المعتاد أو سمينة اكثر من الطبيعي الأمر الذي أثار تساؤل سكان دمشق بشأن نوعية العلف الذي يطعمه المزارعون لدواجنهم.


فلافل ممزوج بفتات الخبز

ويقول مروان الذي يعتبر نفسه خبير تغذية "هل يستخدمون الهرمونات؟ البروتين الحيواني؟ المخلفات؟ مياه الصرف الصحي؟ لا نعلم.

وفي دمشق يلاحظ الناس التغيرات مثل ارتفاع أسعار السلع الأساسية والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى ثلاثة أو أربعة أمثالها مع تدهور جودتها. ويقول أبو مصطفى وهو مالك متجر لمنتجات الألبان في حي المزرعة الذي تسكنه الطبقة المتوسطة "كل صناع منتجات الألبان تقريبا هذه الأيام يضيفون المياه للحليب والجبن واللبن (الزبادي)." وينفي أن يكون هو نفسه يقوم بذلك.


مأكولات دمشق اللذيذة تفقد نكهتها واصالتها بسبب الحرب السورية

وقبل الحرب كانت السلطات تراقب صانعي منتجات الألبان لمنع الغش وكانت تفرض تسعيرة ثابتة بحيث تجبر صانعي منتجات الألبان على التنافس فيما بينهم بحسب الجودة والمذاق فقط.

لكن لم يعد هناك إشراف يذكر. وكان الجبن الأبيض الذي لا غنى عنه في أي منزل سوري يباع بمئتين وخمسين ليرة (1.60 دولار) للكيلو. أما الآن فان سعره يتراوح بين 400 و 1300 ليرة (8.70 دولار). والسعر الأخير هو الأقرب للأسعار التي يعرضها أبو مصطفى.


"الله وحده يعلم نوع اللحم الذي يستخدمونه هذه الايام. هل هو لحم بقر؟"

ويتردد مروان باستمرار على متجر أبو مصطفى رغم أنه يشتكي في أحاديثه الخاصة من الأسعار. ويقول "لا أعرف السبب لكن كل شيء أصبح مذاقه بشع. الالبان والخبز وحتى اللحم الذي نشتريه هذه الأيام. أنا اشتري نفس القطع التي كنت أِشتريها ومن الجزار ذاته لكن طعمها الآن يبدو كالمطاط)".

حقوق النشر للمواد الحصرية الخاصة محفوظة لموقع "شايف" ولا يجوز اعادة نشر او تعديل او نقل مواضيع أو افكار "شايف" الحصرية الخاصة حفظا لمجهود كتّابنا ومراسلينا.