رغم غياب الأدلة العلمية، تزداد الشائعات حول الربط بين اكتمال القمر وارتفاع عدد المصابين بالمشاكل النفسية الذين يتم إحضارهم إلى الطوارئ بالمستشفى في تلك الليلة. وتحدث الدكتور جون بيشر، من كلية فيلادلفيا للطب التقويمي، عن فرضية التأثيرات النفسية لـ"القمر المكتمل".

وذكر أنه صُدم بالذعر الذي يصيب العاملين في المستشفيات قبل يومين من اكتمال القمر، وأكد أنه سمعهم يدعون بعضهم البعض إلى الاستعداد نفسياً لعمل مضاعف في تلك الليلة. وفي تصريح  أشار إلى أنه خلال السنوات العديدة من عمله في أقسام الطوارئ بالعديد من المستشفيات، لاحظ ازدياد  أعداد المرضى في الطوارئ.  واعتبر أن الكثير من الحالات تكون سليمة لكن العنصر العاطفي والنفسي أثّر على الأشخاص، وحرّك أمراض الوهم.

حكايات عجائز.. ولكن!
وبحسب الصحيفة، هناك بعض البيانات الرسمية التي تدعم التكهنات الشائعة، حيث وثق قسم الشرطة في مدينة برايتون الإنجليزية عام 2007، إحضار ضبّاط إضافيين إلى المركز عشية اكتمال القمر بسبب زيادة السلوك العدواني للناس. كما وجدت ورقة بحثية يعود تاريخها إلى العام 2011، أنّ 40% من العاملين في مجال الصحة يؤمنون بتأثيرات مراحل القمر، ولاسيما ليلة البدر، على السلوك البشري باتجاه العنف العدوانية. أما العام خلال شهر فبراير (شباط) 2023، أشارت سلسلة أبحاث حديثة إلى أن العاملين في المستشفيات يستخدمون في ليالي اكتمال القمر عقاقير تساعدهم على البقاء في وضع هادئ، أقل 10 مرات من الأيام العادية.

هستيريا اكتمال القمر
بدوره، تحدث الدكتور فريدريك كيب فينغر، الرئيس السابق لقسم الطوارئ في جامعة تينيسي الأمريكية عن "هستيريا ليالي اكتمال القمر". وصرّح للصحيفة بأنّه عايش بعض الحوادث الغريبة تزامناً مع اكتمال القمر، ومنها اعتداء أحد المرضى على طبيب والحلول مكانه، وآخر ضرب الطبيب بقدمه بقوة أفقدته الوعي. ورغم كل هذه الحوادث، رفض الطبيب فينغر التذرّع بليلة اكتمال القمر لتبرير سلوك المرضى غير المعتاد والعدواني، مشيراً إلى أنه يشعر "بالأسف" بسبب تصديق هذه الخرافات بين الكثير من الناس.