تشهد مدينة لندن مزاداً علنياً لبيع واحدة من بين أقدم المخطوطات في العالم، والتي تعود إلى فترة المسيحية في مصر، هذا المزاد الذي يعتبره محبو الكتب القديمة والآثارات فرصة لاستعادة التاريخ؛ إذ الكلمات المكتوبة تحمل في طياتها عبق الزمان وحضارات قديمة.. فما هي هذه المخطوطة؟ وإلى أي عهد يعود؟

مخطوطة كروسبي شوين تحفة تاريخية في لندن
حسب موقع اخباري فإن مخطوطة كروسبي شوين، المكتوبة باللغة القبطية القديمة على ورق البردي، هي شاهد على تطور الكتابة والمعتقدات المسيحية في أحد أقدم الأديرة المسيحية في العالم. يعود تاريخها إلى ما بين العامين 250 و350 ميلادية، ما يجعلها ليست فقط تحفة تاريخية، بل وثيقة حية تنقل لنا جزءاً من تاريخ الفكر والروحانية الإنسانية. بحسب دار كريستي، المنظمة للمزاد، يُتوقع أن تجلب هذه المخطوطة مبلغاً يتراوح بين 2.6 و3.8 مليون دولار، ما يؤكد قيمتها المادية والمعنوية العالية في عالم جمع التحف والكتب النادرة.

تمت كتابة هذا الكتاب، الذي يضم 104 صفحات على 52 ورقة بردي، بيد كاتب واحد على مدار 40 عاماً في أحد الأديرة بصعيد مصر. وتحتوي المخطوطة على رسالة بطرس الأولى وسفر يونان، ما يجعلها من أهم النصوص في التراث المسيحي. أكد يوجينيو دونادوني، كبير المختصين في دار كريستي، على أهمية المناخ الجاف في مصر كعامل رئيسي في الحفاظ على هذه المخطوطة عبر القرون، مشيراً إلى أنه لم يتبق اليوم إلا القليل من الكتب التي تنتمي لهذه الفترة التاريخية.

رحلة المخطوطة نحو العلن
بعد اكتشافها في مصر في خمسينيات القرن الماضي، أصبحت مخطوطة كروسبي شوين جزءاً من مجموعة جامعة مسيسيبي حتى عام 1981. ثم انتقلت إلى يد الجامع النرويجي مارتن شوين عام 1988، لتصبح جزءاً من واحدة من أكبر مجموعات المخطوطات الخاصة في العالم.

واليوم، تستعد هذه المخطوطة لفتح صفحة جديدة في تاريخها، حيث ستُعرض في صالة كريستي نيويورك قبل أن تجد طريقها إلى مزاد علني في لندن يوم 11 يونيو، في حدث يترقبه جمع الكتب والمهتمين بالتاريخ على حد سواء. يُعد بيع مخطوطة كروسبي شوين ليس فقط مزاداً لكتاب ثمين، بل هو تذكير بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والروحي للبشرية، واستكشاف الروابط التي تجمعنا بماضينا العريق.