أدت ناطحة سحاب غامضة بمدينة نيويورك إلى انتشار شائعات حول الغرض الحقيقي من استخدام هذا المبنى الضخم، حيث أطلق عليها البعض اسم "مخبأ مصاصي الدماء"، ومقر "الرجال ذوو الرداء الأسود". ناطحة السحاب الغامضة مصنوعة من الخرسانة وليس لها نوافذ، مما يجعلها تبرز في مدينة نيويورك الصاخبة. وربما لهذا السبب انتشرت حولها شائعات -مازالت مستمرة حتى يومنا هذا- بأنها مقر "مصاصي الدماء"، حيث لا تدخلها الشمس.
حتى الممثل العالمي توم هانكس، عندما شاهدها في عام 2017، توجه إلى موقع X، المعروف سابقًا باسم تويتر، ليقول: "هذا هو المبنى الأكثر رعبًا الذي رأيته على الإطلاق!". لكن الحقيقة وراء ناطحة السحاب المخيفة أبسط من ذلك بكثير، حيث تم بناء البرج، الذي كان يُعرف سابقًا باسم "مبنى الخطوط الطويلة"، بين عامي 1969 و1974 لصالح شركة الهاتف والتلجراف الأمريكية، إحدى أهم مراكز الاتصالات في الولايات المتحدة.

وكانت المعدات تحتاج إلى مساحة فريدة وموقع آمن، بحيث تكون طوابق المبنى أعلى من المعتاد، حيث يتكون في الواقع من 29 طابقًا فقط، وليس 40 كما أشيع عنه. يقال أيضًا أنه قادر على تحمل انفجار نووي ويحمل ما يكفي من الطعام لإبقاء 1500 شخص على قيد الحياة لمدة أسبوعين. تم استخدام المبنى من قبل شركة الهاتف والتلجراف الأمريكية حتى عام 1999، ثم انتقلت الشركة إلى مكان آخر.
حقيقة المبنى الغامض
واليوم، يعد استخدام المبنى غير واضح، حيث يُقال أحيانا إنه مركز بيانات عالي الأمان، أو قاعدة سرية لوكالة الأمن القومي (NSA)، وغيرها من نظريات المؤامرة المنتشرة والتي جعلته مريبا للبعض. في عام 2016، كشف تحقيق أجرته The Intercep أن هناك ما هو أكثر مما تراه العين في المبنى، إذ كشفت وثائق مسربة من قبل المخبر إدوارد سنودن، أن هناك "أدلة دامغة" على أن ناطحة السحاب تحمل الاسم الرمزي TITANPOINTE من قبل وكالة الأمن القومي. وإذا كان هذا صحيحًا، فقد يكون المبنى أهم موقع مراقبة تابع لوكالة الأمن القومي في الولايات المتحدة.

كذلك، زعمت وثائق "سنودن" المسربة أن البرج استخدم للتجسس على المكالمات الهاتفية ورسائل الفاكس وبيانات الإنترنت تحت اسم المشروع العاشر. ورفضت وكالة الأمن القومي التعليق على أي من الاكتشافات وتركت الأمر لغزا. كما تركت وسائل التواصل الاجتماعي منقسمة حول ما يجري خلف الجدران الخرسانية.
قال أحد مستخدمي موقع Redditor: "إنه مكتب مركزي للاتصالات وليس لغزًا كبيرًا على الإطلاق، فمعظم المدن الكبرى بها العديد من المكاتب". في هذه الأثناء، كان لدى مستخدمي "X" نظريات أكثر جموحًا: "هل هذا هو المكان الذي يعيش فيه جميع مصاصي الدماء الآن؟". وقد أثبتت نظرية مصاص الدماء أنها الأكثر شعبية حتى الآن، مع عدم وجود نوافذ تمنع دخول ضوء الشمس.

يذكر أن المباني المخيفة موجودة في جميع أنحاء العالم، مثل ناطحة سحاب مكونة من 49 طابقًا في بانكوك، حيث يطلق على هذا المبنى المهجور اسم "برج الأشباح"، ولم يتم الانتهاء منه مطلقًا، وهو الآن مجرد نقطة مراقبة للطيور والخفافيش في تايلاند. وفي الوقت نفسه، ظل أحد الفنادق في منتجع العطلات الإسباني "تينيريفي" فارغا لمدة نصف قرن. كما ظل برج مكون من 25 طابقا في مكسيكو سيتي مهجورا طوال الأربعين عاما الماضية، ونجا من 6 زلازل خلال تلك الفترة.



