مسجد عمرو بن العاص أول جامعة إسلامية في مصر، ويُعد أول مسجد بناه المسلمون في قارة إفريقيا بشكل عام، حيث كان يتم فيه تدريس علوم اللغة العربية وتعاليم الإسلام، ومن أشهر الخطباء به الإمام الشافعي. ويعتبر مسجد عمرو بن العاص أول مسجد بني في عاصمة مصر القديمة بوسط القاهرة عام 21 هجرية، ليكون أحد أقدم الآثار الإسلامية في مصر. وعند إنشائه، كان الجامع بمثابة مركزاً للحكم، ونواة للدعوة للدين الإسلامي، ومن ثم بنيت حوله مدينة الفسطاط، وهي أولى عواصم مصر الإسلامية، وكان الموقع الذي اختاره عمرو بن العاص لبناء هذا الجامع يطل على النيل في ذلك الوقت، كما كان يشرف على حصن بابليون الذي يقع بجواره.

مدينة الفسطاط
وبعد إنشاء عاصمة جديدة لمصر على يد عمرو بن العاص، وهي مدينة الفسطاط، قرر عمرو أن يكون هناك مسجد ليؤدي فيه المسلمون صلاة الجمعة والصلوات الخمس. في البداية تكوّن مسجد عمرو بن العاص من مساحة مستطيلة، بلغ طوله 45 متراً، وعرضه 27 متراً، واستخدم الطوب لبناء جدران المسجد، ولم تُدهن جدرانه، كما تم استخدام جذوع النخيل للأعمدة، والسعف للأسقف، وكان للمسجد عدة أبواب.

وكان المسجد النبوي في المدينة المنورة هو النموذج الذي بُني على نمطه مسجد عمرو بن العاص، قبل التعديلات المتعاقبة التي أُجريت عليه، حيث تعرض المسجد لأضرار كبيرة أثناء الحملات الصليبية على بلاد المسلمين، تسببت في احتراق مدينة الفسطاط.

وبعد ضم صلاح الدين الأيوبي مصر إلى حكمه، أمر بترميم المسجد عام 568 هـ، من خلال إعادة بناء المحراب الكبير، والنقوش التي تقع على جدران المسجد. وحمل مسجد عمرو بن العاص أسماء عديدة، من بينها "المسجد العتيق" و "مسجد الفتح" و "تاج الجوامع"، و"مسجد أهل الراية".