اليانسون.. علاج كل داء

على مدى قرون استخدم اليانسون، وهو عشب بني جاف له شكل نجمة، في اضفاء مذاق على الحساء واليخني ورائحة ذكية على الكولا ومعاجين الاسنان والعطور.

لكنه اكتسب شعبية اضافية ويجري تصديره لسبب اخر فهو مصدر لمكون أساسي في عقار تاميفلو الذي قد يعد الخط الفاصل بين الحياة والموت بالنسبة للمصابين بمرض انفلونزا الطيور.

وفيما ينتشر مرض انفلونزا الطيور من اسيا الى أوروبا مثيرا مخاوف من احتمال ظهور وباء عالمي فإن العالم الخارجي لم يشهد من قبل اهتماما مماثلا بهذا العشب.

وقتلت سلالة (اتش.5.ان.1) من الفيروس قرابة 70 شخصا في اسيا. وحتى الان حدثت مخالطة مباشرة بين جميع المصابين وطيور مصابة لكن الخبراء يخشون أن يتحور الفيروس ليتخذ شكلا يسهل انتقاله بين البشر مما قد يؤدي الى ظهور وباء عالمي يقتل الملايين.

وتسارع الحكومات في جميع أنحاء العالم الى جمع مخزون من تاميفلو الذي تصنعه شركة روش السويسرية وعقار اخر يحمل اسم "ريلينزا" تصنعه شركة جلاكسو سميث كلاين للحيلولة دون تفشي المرض.

ولا يساعد تاميفلو في الشفاء من انفلونزا الطيور ولكن الخبراء يأملون في أن يساعد في التخفيف من حدته اذا جرى تناوله في مرحلة مبكرة. وفي ظل هذه الاحداث سلطت الاضواء على اليانسون.

فبعد أيام من صدور تقارير بأن اليانسون هو المصدر الاساسي لحمض الشيكيميك المستخدم في تصنيع تاميفلو ارتفع سعر الكيلو الى 14 يوانا (1.73 دولار) أي أكثر من الضعف.

وارتفع سعر علبة تاميفلو في هونج كونج على بعد 350 كيلومترا جنوب شرقي جولونج من 25 دولار الى قرابة 130 دولارا في غضون أسابيع. ونفد مخزون العديد من الاطباء والصيدليات.

وسارعت ست شركات للادوية في الصين الى جمع مئات الاطنان من اليانسون على أمل انتاج تاميفلو في مصانعها أو تطوير عقار اخر لعلاج أنفلونزا الطيور.

وقدم الاهتمام المفاجيء دفعة قوية لصناعة اليانسون المتمركزة في جوانج شي. ويحصد مزارعوه ما بين 30 و50 ألف طن سنويا أو نحو 70 في المئة من انتاج العالم.