باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
وداعاً للمتاعب النفسية، والضحك هو العلاج ...
29/10/2003

يمكن للفكاهة أن تساعد الانسان على تجاوز اكثر الامراض صعوبة بما في ذلك امراض السرطان، هبوط الضغط والرهاب ومرض السكري والامراض القلبية، اذ ان الضحكة تزيد بصورة طبيعية كمية الخلايا التي تحارب الفيروسات والأورام.



ولذلك اضحى الضحك في يومنا هذا امراً جديا للغاية مما حدا ببعض المستشفيات في الولايات المتحدة الى تخصيص بعض اجنحتها للضحك، وثمة اقسام مستحدثة تقدم خدمات العلاج عن طريق الضحك في العديد من المستشفيات الارجنتينية، فضلاً عن استحداث دورات تعليمية كي يتلقى الاطباء نوعاً من التأهيل يجعل منهم اقرب الى المهرجين في كل من اوروبا والنمسا والارجنتين، كذلك هناك مشاغل للضحك لاشخاص يعانون من انهيارات عصبية وامراض قلبية او ببساطة لاشخاص يشعرون بالحزن ويريدون تحسين حالتهم النفسية في اماكن متعددة من الكرة الارضية.



بإختصار انه توجه جديد في الطب ينتشل الضحكة والفكاهة كوسيلتين علاجيتين لتجاوز مختلف الوعكات الجسدية والنفسية، يطبقان في العاصمة الارجنتينية في مشفيين عامين هما «كلينيكاس» و«يوداوندو».



وفي الواقع، لا تفعل التجربة السريرية شيئاً أخر سوى استعادة، شيء كان ثابتا في الحكمة الشعبية على أسس علمية يقول بان الضحكة هي حل لا يخطيء. اذ يشير كل من روبين لاورو وميرثا مانو، المتخصصين في مجال النطق والسمع ومؤسسي مدرسة التحسين الذاتي «الضحكة والصحة» واسلوب الضحكة المرحة المعروف باسم «آر أتش» إلى «أننا شاهدنا حالات شفاء واضحة في مرضى مصابين بالأورام وبهبوط الضغط والرهاب ومرض السكري والتهاب المفاصل وامراض اخرى منيعة ذاتياً».



واذا اخذنا حالات مرضى السرطان كمثال، نجد ان ممارسة الضحك قد ولدت كمية من الخلايا التي تدمر الشكل الطبيعي للفيروس والأورام.



من جانب آخر، عند استثارة تشنجات وتقلصات وجهية وتنفسية صغيرة ـ يقولون انها تحرك حتى 400 عضلة ـ فإن الضحكة تشجع ايضا النظام التنفسي والدورة الدموية وتنشط افراز مادة الادرينالين وتزيد تدفق الدم بإتجاه المخ.



ويقول الاطباء النفسيون ان الضحك يتفادى التوتر ويولد انفعالات ايجابية، حتى ان الضحكة القسرية قادرة على تحسين صحة الكثير من المرضى وفضلاً عن انها نافعة لمحاربة اوجاع الرأس التي تظهر بسبب تصرف غير واعٍ ولا إرادي يمارسه بعض الاشخاص مع انفسهم، وثبت في الوقت نفسه ان الضحك قادر على العدوى وان الاطباء الذين يضحكون يحققون نتائج مع مرضاهم افضل من نتائج اولئك الاطباء الذين لديهم مزاج سييء. وحسب سيجمون فرويد، فالضحكة هي الشكل السيكولوجي الذي يعبر الجسد من خلاله بشكل عفوي عن نزواته المكبوتة، مطلقاً العنان لتوترات ومشاعر متراكمة.

ويقول الدكتور خوسيه بيوكشي، احد مؤسسي مركز «باباب ميديكوس» ان جعل الانسان يضحك «امر بالغ الاهمية» في سياق التحسن المتواصل للحالة النفسية للمريض الذي يخضع للعلاج.



ويعمل هذا الطبيب النفسي على انتاج الضحك من خلال حضور محفز الكتروني يوضع عند النهايات العصبية لعضلات الوجه حيث يصل تأثير هذا المحفز حتى مركز الغدة النخامية.



ويقول طبيب آخر في البداية نكون جديين ومن ثم نبدأ بالضحك ونعدي بعضنا وفي النهاية نضحك من الضحك نفسه لكن هذا يحتاج ايضا الى النكات والطرائف والقصص الفكاهية التي يرويها المشاركون في المشغل الذي يأتي اليه اشخاص يمرون بلحظة سيئة، نساعدهم على العمل بجزئهم السليم لتجاوز المرض».



من المعروف ان دقيقة واحدة من الضحك تعادل 45 دقيقة من الاسترخاء وثلاث دقائق من الضحك تساوي عشر دقائق من التجديف باليد، بينما يؤكد الطبيب النفسي وليام فراي، استاذ كلية الطب في جامعة «ستانفورد» في الولايات المتحدة وأحد الطليعيين في حقل الفكاهة كعلاج على ان ساعة من الهم تساوي قضاء خمس ساعات متواصلة في عمل جسدي.



وعلى الرغم من ان الابحاث الاولى حول التأثيرات النافعة للضحكة في الصحة قد بدأت في سنوات السبعينيات، الا ان اسلوب العلاج عن طريق الضحك بدأ بالانتشار في أوروبا والولايات المتحدة والارجنتين في سنوات التسعينيات.



وبعد الخطوات الاولى التي قام بها الدكتور هنتر ادامز في الولايات المتحدة، ظهرت في سويسرا «جمعية «يثودورا» ومن ثم انتشرت عشرات المراكز في جميع ارجاء العالم تعتمد هذا الاسلوب المبتكر في العلاج