باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
الأحلام ونظريات علم النفس
26/05/2005

لقد جذبت، ظاهرة الأحلام اهتمام الحالمين والمفسرين على حد سواء عبر عصور التاريخ كلها، وقد نجم عن هذا الاهتمام ظهور الكثير من النظريات التى تفسر ظاهرة الأحلام، كما نشأ الكثير من الاجتهادات التفسيرية لمحتوى الأحلام، وعلى الرغم من تباين الآراء حول هذه التفاسير والاجتهادات، إلا أن الأحلام ظلت ظاهرة معقدة وعصية على الفهم والتأويل.

نظرية التحليل النفسى:

الأشكال المستديرة فى الحلم رمزاً لقبل المرأة

يرى فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسى أن الأحلام لا تتنبأ بالمستقبل، بل إنها ظاهرة تكشف عن صراعات جنسية أو وجدانية يعانيها الحالم فى الوقت الحاضر، أو أنها تعبر عن رغبات مكبوتة منذ الطفولة المبكرة، كما أن الحلم له وظيفته "حراسة النوم" بمعنى.. معاونة النائم على الاستمرار فى نومه فيجنبه ما يحتمل أن يزعجه من منبهات خارجية، فكأن الحلم هو محاولة لاستبعاد ما يؤدى إلى اضطراب النوم، ووسيلته فى ذلك هو تحقيق رغبة لدى النائم أو إرضاء دوافعه، إرضاء وهمياً خيالياً يعفى النائم من الاستيقاظ.

ولا شك فى أن كثيراً من أحلام الناس هى تنفيس عن أشياء مكبوتة، أو تعبير عن رغبة مشتهاة كما يفسرها فرويد.. ولكن تبقى بعد ذلك أحلام كثيرة لا يمكن أن تفسر على هذا الأساس، لا سيما تلك التى تتنبأ بالمستقبل، والتى لا يمكن أن تفسر إلا على أساس الإيمان بعالم الغيب.. الأمر الذى ينسف الفكر المادي نسفاً.



وأتباع هذه المدرسة يظنون أن الرموز تظل حتماً ثابتة دائماً.. بمعنى أن الشئ يمثله رمز واحد دائماً فى الأحلام. كما أنهم حمَلوا هذه الرموز تفسيرات جنسية مبالغاً فيها فيتصورون كل ما هو مستدير فى الحلم رمزاً لقبل المرأة (مثل الكهف والدائرة والعلبة والفم والخاتم..) وكذلك كل ما هو مستطيل رمزاً لقبل الرجل (مثل العصا والقلم والسيف..) وكل حركة فى الحلم هى رمز للعملية الجنسية، كالجري والتسلق والسباحة.. وما إلى ذلك مما أثار العاصفة من نقد علماء النفس أنفسهم، حتى أكثر المقربين من رفاق فرويد.

نظرية التنبيهات الخارجية:

الأحلام قد تنشأ عن تنبيهات حسية خارجية

يرى البعض أن الأحلام قد تنشأ عن تنبيهات حسية خارجية، ويتوقف مضمون الحلم على طبيعة هذه المنبهات، لتوضيح ذلك يسوقون الواقعة التالية: كان على الأم أن تستيقظ فى الصباح عند سماع صوت جرس الساعة أو (المنبه) وتوقظ أطفالها ليستعدوا للذهاب إلى المدرسة، وتعد لهم طعام الإفطار، ولما كانت الأم تود الاستمرار فى النوم سعياً للراحة، فقد حدث أن دق الجرس، وحلمت الأم أنها سمعت صوت الجرس وأنها قامت فى الحال كالمعتاد وأعدت الإفطار، وأيقظت أطفالها الذين وضعوا ملابسهم وتناولوا إفطارهم وودعتهم ثم أكملت نومها حتى أخذت قسطها من الراحة. وحينما استيقظت الأم وجدت أن الأطفال ما زالوا نائمين وأن كل ما فعلته كان حلماً فحسب.

نظريات فسيولوجية:

وهى ترى أن الأحلام تنشأ عن اضطرابات فسيولوجية مثل سوء الهضم أو أوجاع جسمية أو نتيجة تهيج خلايا معينة فى المخ، كما يحدث فى هلوسات الحمى، بما يؤدى إلى ظهور الذكريات المخزونة فى هذه الخلايا فى بؤرة الشعور.. ولكن إذا كان بعض الأحلام من قبيل الذكريات فإن كثيراً من الأحلام ليست من هذا القبيل. والحق أن هناك تخبطاً فى الآراء التى قدمها علم النفس.. بل وحيرة.. وجاءت تفسيراته قاصرة، بل وبعضها غير مقبولة عقلياً أو واقعياً.. ولا يخفى أن كثيراً من معارف علم النفس إن هى إلا مجموعة أفكار ظنية!