لم يعد من الصعب أن ترتدي فتاة عادية الفستان نفسه الذي ارتدته نجمة سينمائية في افتتاح مهرجان دولي كبير، خصوصاً مع انتشار ظاهرة "سرقة الأفكار" بين المصممين، إذ يتم تقليد الموديل ولكن بخامات أخرى أقل جودة وسعراً.
![]() |
|
نوال الزغبي ترتدي تصميم |
نفى هاني البحيري صحة هذا الخبر في تصريح لـ"الجريدة". لكن يبقى السؤال: هل الموضة في مصر إبداع وإبهار أم نهب وتقليد لأفكار بيوت الأزياء العالمية؟
صحافي مأجور
يقول هاني البحيري: "نشر صحافي مأجور هذا الخبر بهدف إحداث اهتزاز في مكانتي في الوسط الفني، لكن هذا الأمر لن ينجح بعدما حققت هويتي وخطي المميز على مدى21 عاماً من الخبرة والتميز".
يضيف البحيري: "اتصل بي الصحافي وقدم اعتذاره وطرح عليَّ فكرة الرّد في الصحيفة. لو أن هذا الخبر صحيح لكانت نقابة مصممي الأزياء في بيروت اتصلت بي وتحدثت معي في هذا الأمر، لكن ذلك لم يحدث".
يفسِّر البحيري تكرار توجيه هذا الاتهام إليه بين الحين والآخر بأنه مستهدف مِمَن أسماهم "أعداء النجاح"، خصوصاً أن النجمات ارتدين في غالبيتهن فساتين من تصاميمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأخيرة من بينهن يسرا، ليلى علوي، بوسي، داليا البحيري وغادة عادل... "ما أثار غيرة عدد كبير من المصممين"، على حد قوله.
يؤكد البحيري أن علاقته جيدة بإيلي صعب والمصممين اللبنانيين عموماً، "لذا لم يصدر عن إيلي أي رد فعل حول الخبر المفبرك الذي نشرته الصحيفة المصرية"، على حدّ قوله يشير البحيري إلى أنه شارك في عروض في بيروت مع زهير مراد وداني أطرش وجورج حبيقة وغيرهم على مدى خمس سنوات متتالية.
![]() |
|
سياسة "تبادل السرقات"! |
تبادل السرقات
يؤكد مصممون كُثر في مصر "تبادل السرقات" بشكل كبير بين بيوت الأزياء المصرية، وأن بعضهم يعاني من هذه الظاهرة ويتكبد خسائر فادحة، بعد تقليد التصميم بآخر أقل في الجودة وفي سعر الخامات الزهيد.
تصرّح المصممة المعروفة سهير مسعود: "في مصر لا يوجد مصممون متميزون ومبدعون، يسرقون في غالبيتهم موديلات غيرهم أو يقلدونها. قد تطلب مني إمرأة، أحياناً، أن أنفذ لها فستاناً أعجبها لمصمم معين، فأنصاع إلى رغبتها لكن لا أضع إسمي عليه".
تضيف مسعود: "بعدما عرضت مجموعتي الأخيرة لفساتين الزفاف وصوّرها المصوّر الفوتوغرافي المعروف جورج فخري، فوجئت بأحد ستديوهات التصوير الشهيرة في وسط العاصمة يضع صورة إحدى عارضاتي وعليها توقيعه باعتبار أنها من تصويره وليس من تصوير فخري. كذلك وضع خبير ماكياج آخر على واجهة محله صورة من أعمالي باعتبار أنه هو من نفذ الماكياج للعارضة بينما الماكياج من تنفيذ جيهان السرجاني".
تعزو مسعود السبب الرئيس وراء انتشار ظاهرة التقليد وسرقة الموديلات إلى ارتفاع أسعار المصممين الكبار، لذا تلجأ الفتيات إلى مصممين مجهولين ينفذون لهن الموديلات نفسها بأسعار أقل ولكنها بالطبع تخرج مشوهة ورديئة.
![]() |
|
معدل السرقات ارتفع في |
من جانبها ترى المصممة مها إدوارد أن معدل السرقات ارتفع في السنوات الأخيرة، خصوصاً مع انتشار الكتالوغات والمجلات المتخصصة في الموضة. توضح: "تأخذ الفتاة صورة الموديل، وليس شرطاً أن تبحث عن صاحب التصميم، بل تقصد مصمماً عادياً لينفذ لها الفستان. حدث ذلك معي كثيراً، لكن لا يُسرق الموديل كاملاً بل جزء منه خصوصاً إذا كانت الفكرة جديدة ومبتكرة".
محمد فاشون
الغريب والطريف أن أحد المصممين الشباب يضع صوراً من تصاميمه في مواقع الإنترنت ويسمي نفسه "محمد فاشون"، بحجة بحثه عن فرصة عمل، وحينما أرسلنا إليه بريداً إلكترونياً للتعرف عليه اتصل هاتفياً بنا، وكانت المفاجأة زعمه بأنه يعمل ضمن فريق عمل المصمم هاني البحيري، لكنه يبحث عن فرصة خاصة تجمعه مع مبدعين شباب. في حين اندهش البحيري من هذا الأمر نفى علمه بهذا الشخص وطلب من "الجريدة" تزويده بنماذج من صور الموديلات التي أرسلها إليها "محمد فاشون".
تبدو فكرة العمل الجماعي مقبولة إلى حد كبير، خصوصاً بعد تردد إشاعات كثيرة حول استفادة المصممين الكبار من أفكار المواهب الشابة في محترفاتهم من دون الإشارة إلى ذلك. تحدث محمد فاشون عن هذه الفكرة التي يحلم بتنفيذها في رسالة إلكترونية جاء فيها:
![]() |
|
إيلي صعب وإليسا! |
يتابع فاشون: "أبحث عن شباب وشابات يمكن أن أشكل معهم فريق عمل يؤسس داراً للأزياء تنافس بيوت الأزياء العالمية، سواء من ناحية التصميم أو من نواحي القصات والخياطة والتطريز وتقفيل الموديل. أتمنى أن أجد ممولا له الهدف نفسه أي الخروج إلى العالمية".
يضيف فاشون: "سبقنا اللبنانيون إلى العالمية وأصبحوا من أشهر المصممين العرب في فرنسا وإيطاليا وترتدي تصاميمهم نجمات السينما الأميركية والعالمية وكذلك نجمات الغناء والمشاهير. أين نحن من كل ذلك وإلى متى سنظل على الهامش؟ من يجد في نفسه المقدرة ليراسلني. أرجو أن تكون العروض جديّة.