منظر بوقف القلب

مشاكل الازدحام المروري كثيرة ، ولكن أضيف لها مؤخرا مشكلة اخرى خطيرة، هي تحريض النوبة القلبية لدى السائقين .

وذلك حسب ما قال بيتر ستون، الباحث في جامعة هارفارد، ورئيس وحدة أمراض القلب في بريغهام، ومستشفى النساء في بوسطن " إن السبب ليس هذا الإزدحام والتوتر النفسي الناجم عنه، إنما هو التلوث البيئي المحيط بتلك السيارات."

وجاء ذلك في دراسة نشرتها مجلة The new England Journal Of Medicine ، في عدد شهر تشرين الثاني الماضي. وبنيت الدراسة عن طريق إستطلاع للرأي شمل 700 شخص، ممن نجوا من أزمات قلبية، إذ تبين أنه خلال الساعة السابقة لحدوث الازمة القلبية، كانوا متواجدين وسط زحام مروري، وأن 12% من النوبات القلبية، حدثت خلال تلك الساعة .

كما أظهر تحليل للمعلومات أن 8% من الأزمات القلبية، كانت مرتبطة بشكل مباشر بذلك الزحام . وتبين أن معظم هؤلاء المرضى، كانوا معرضين للتوتر النفسي نفسه، الذي يتعرض له السائق لمجرد تواجدهم وسط الزحام، في تاكسي أو في باص. كما تبين أن الرجال المنطلقين إلى أعمالهم في الصباح، يتعرضون للأزمات القلبية بصورة أقل، من النساء، العاطلين عن العمل، والمتقاعدين .

إحدى الآليات التي يؤثر التلوث البيئي من خلالها على الازمات القلبية، هو تحريض الدفاعات الالتهابية في الجسم حيث تقوم الجزيئات الدقيقة، والغازات المستنشقة بتنبيه الجسم، مما يولد كمية كبيرة من المواد الكيماوية المنبهة للجهاز المناعي، الأمر الذي يحرض على بناء الصفيحات اللزجة، التي تلتصق بجدران الأوعية الدموية .

شو هل منظر هذا!!

وبالإضافة إلى خطر الاصابات القلبية، يمكن للتلوث البيئي أن يؤدي لتمزق الأوعية التي سبق وتراكمت فيها الصفيحات مع مرور الوقت، ويمكن لتلك الجزيئات المنطلقة من التمزق، ان تسد أحد الشرايين الصغيرة، مسببة ازمة قلبية.

الدكتورة "انيت بيترز"، من مركز البحوث الوطني للبيئة والصحة في المانياقالت إنه "ليس بإمكان الأفراد تغيير الواقع المرير للتلوث البيئي.. ولكن إن كنت تعرف انك مصاب بمرض قلبي، فإنه ينصح باتباع أفضل العلاجات المتوفرة للحماية."

وتضيف بيترز قائلة: "إن الآليات الباثولوجية التي يمكن أن تحرض الأزمات القلبية، يمكن السيطرة عليها من خلال العلاج الجيد، إذا يمكن للاشخاص ان يحصلوا على الحماية عن طريق تناول الأدوية المناسية."

وفي حال كانت تلك الدراسة صحيحة، فلربما كان ذلك بسبب عدم ايلاء التلوث البيئي الاهتمام المطلوب، وهي ليست المرة الاولى التي يربط فيها الباحثون بين التلوث البيئي، وزيادة فرص حدوث الازمات القلبية.