باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
الحوادث غير المتعمدة.. كيف نتفاداها؟
09/08/2004

جمعية "بتيريم" (بالعربية: قبلما) هي جمعية اسرائيلية بدون اهداف ربح، تهدف الى منع الحوادث غير المتعمدة. تم تأسيس الجمعية عام 1995 على يد د. ميخال خيمو التي تشغل منصب المدير العام، والبريفسور يهودا دانون رئيس الجمعية.





الجمعية تعمل في الوسطين اليهودي والعربي. المسؤول عن الوسط العربي هو السيد نسيم عاصي من قرية كفرياسيف، الذي يعمل في الجمعية منذ عام 2001. السيد عاصي حاصل على لقب اول في التمريض-تخصص العلاج المكثف لدى الاطفال، ولقب ثاني في ادارة المستشفيات. وعمله في الجمعية هو تركيز العمل، بناء آليات عمل في بلدان عربية، والتخطيط لبرامج عمل خاصة لكل قرية/مدينة والتخطيط لبرامج عامة للوسط العربي.

يباشر السيد عاصي بالقول بان 35% من الاطفال المتواجدين في غرف الطوارىء هم هناك بسبب تعرضهم الى حوادث غير متعمدة. والاحصائيات تظهر أن هنالك 187 الف الى 200 الف ولد يتوجهون كل سنة الى غرف الطوارىء، من بينهم 25 الف يرقدون في المستشفى بمعدل 3.5 يوم لكل ولد، ومن بينهم يتوفى 200 ولد.

ولكن يجب الاشارة الى انه ليس كل ولد او طفل يتعرض لحوادث غير متعمدة يتجه الى العلاج، فمقابل كل طفل يتجه للعلاج هنالك 5 اطفال لا يتجهون للعلاج.

ماذا بالنسبة للاطفال في المجتمع العربي؟ 28% من مجموع الاطفال في البلاد هم من العرب. ونسبة تعرضهم للحوادث غير المتعمدة هي أعلى بكثير من باقي الاوساط. فمقابل كل طفل يهودي يتجه للطوارىء هنالك 5 اطفال عرب يتجهون.





نسبة الاطفال العرب من جيل الولادة الى جيل 4 سنوات الذين يتوفون نتيجة اصابتهم بحوادث غير متعمدة هي خمسة اضعاف الاطفال الذين يتوفون في المجتمع اليهودي.

نسبة الاطفال العرب من جيل الولادة الى جيل 17 عاماً الذين يتوفون نتيجة اصابتهم بحوادث غير متعمدة هي ثلاثة ونصف اضعاف الاطفال الذين يتوفون في المجتمع اليهودي.

ما هي الحوادث التي تحاولون منعها؟

نسيم عاصي: نتحدث عن نوعين من الحوادث، الحوادث المتعمدة (كالاغتصابات) التي لا نتدخل بها، والحوادث غير المتعمدة التي هي محور عملنا وتتعلق بـ: حوادث الطرق في ساحات البيوت منها الدهس، السقوط من اماكن عالية، الاختناق، الغرق في البيت او على الشواطىء والبرك، الحروق، الصدامات، لسعات الافاعي او العقارب، التسمم،...

هل حدثتنا عن استراتيجية العمل التي تتبعونها لتفادي هذه الحوادث؟

نسيم عاصي: هذه هي استراتيجية العمل التي تتبعها جمعية "بتيريم":

1) التثقيف وذلك عن طريق محاضرات، مؤتمرات، توزيع مناشير وعمل ميداني.

2) التشجيع على احداث تغييرات فيزيائية في محيط العائلة، الهدف من ذلك تأمين محيط آمن للأطفال. مثلاً: أهمية تركيبب درابزين، بوابات وابعاد المواد السامة عن متناول يد الاطفال.

3) الحث على سن قوانين للحفاظ على سلامة الاطفال، العمل يكون هنا في الكنيست. قبل عامين تم سن قانون في الكنيست يشدد على وضع خوذة على رأس الطفل اثناء قيادته للدراجة والا سيتم معاقبة المسؤولين. قد يستغرب البعض وجود هذ القانون لان هنالك مشكلة ما بين سن القانون وتطبيقه.

4) اجراء البحوث المتعلقة بالمجتمع العربي الاسرائيلي.

5) تأهيل كوادر (متطوعون ومتطوعات) للعمل في مجال منع الحوادث البيتية.

من المهم ان اذكر هنا ان البرامج الخاصة التي نخططها للقرى والمدن العربية تختلف من بلدة الى اخرى، فالبرنامج الذي يناسب بلدة معينة قد لا يناسب بالضرورة بلدة اخرى، وهذه البرامج تتم بالتعاون مع المؤسسات المحلية، مثل الصحية، صناديق المرضى، الشؤون الاجتماعية، قسم التعليم في المجلس او البلدية. اما بالنسبة لبرامج العامة التي نخططها للوسط العربي فهي تحوي على برنامج عمل يهدف الى مساعدة الناس لتفادي الحوادث.

لماذا نسبة التعرض لهذه الحوادث ترتفع في الوسط العربي؟

نسيم عاصي: هذه المشكلة لها 4 اضلع:

المشكلة الاولى: عدم الوعي لهذه المشكلة. في الجمعية نعمل على رفع وعي الجمهور بالنسبة لهذا الامر. على المجتمع العربي ان يعترف بوجود هذه الآفة التي تؤدي الى موت عشرات الاطفال سنوياً.

المشكلة الثانية: متعلقة بسلوكيات غير آمنة نتبعها نحن البالغون امام اطفالنا وتؤثر على الاطفال. مثلاً علينا عدم تناول مشروبات ساخنة كالقهوة والشاي امام الاطفال وتناول المكسرات، لان ذلك يحثهم على تقليدنا. واذا تطرقنا الى الآمان اثناء السفر فنكتشف بان 95% من البالغين يضعون أحزمة أمان مقابل 20% من الاطفال، اي أن 80% من الاطفال معرضون لخطر الموت لأنهم لا يضعون احزمة الامان او لا يجلسون على مقاعد الآمان بطريقة صحيحة.

المشكلة الثالثة: المحيط الذي نعيش به غير آمن من حيث وجود ساحات وبيوت آمنة.

المشكلة الرابعة: سلم الاولويات الذي تضعها الاسرة، مثلاً الاسرة تهتم ببناء بيت كبير ذو تكلفة كبيرة من حيث الاثاث والكراميكا ولكنها تهمل وضع درابزين او بواب آمن او خزانة مع قفل لحفظ مواد التنظيف السامة. هنالك لا مبالاة كبيرة من قبل الوسط العربي إزاء هذا الموضوع.

ماذا ممكن أن تنصح العائلة للتفادى وتمنع الحوادث غير المتعمدة؟

نسيم عاصي: سأتطرق بداية الى حوادث الصيف وكيف يمكن منعها:

- بسبب الحر الشديد تقضي الاسرة العربية وقتاً طويلاً على الشرفات والاسطح، من هنا يجب الاهتمام بوجود درابزين في هذه الاماكن.

- لتفادي اخطار الغرق لا بد من الاهتمام بتعليم الاطفال دورات سباحة.

- عدم ترك طفل تحت جيل 5 سنوات على الشاطىء او في حمام البيت او بالقرب من الماء لوحده، لان الطفل قد يغرق بارتفاع 7 سم، حتى لو تعلم الطفل دورة سباحة.

- البرك المنتفخة التي تستعملها الاسرة داخل البيوت او في الساحات تعتبر خطرة جداً خاصة بوجود اطفال تحت جيل 5 سنوات. على الاسرة ان تنتبه الى تفريغ هذه البرك حالاً بعد الانتهاء من استعمالها.

- قانونياً ممنوع ترك طفل تحت جيل 14 عاماً لوحده في البيت. الوالدين يعاقبا اذا ما قدمت شكوى في هذا الموضوع.

- اذا ما قررت الاسرة الخروج في رحلة نقاهة عليها بناء مسار الرحلة بما يتناسب مع الاطفال، ودائماً عليهم ترك تفاصيل ومعلومات وارقام هاتف حيث يكونون موجودين.

- الانتباه الى وجود الطعام داخل الثلاجة والانتباه الى تاريخ انتهاء صلاحية الاكل.

وبشكل عام:

- ابعاد مواد التنظيف والمواد السامة عن متناول ايدي الاطفال، وحفظها في خزانة عالية مع قفل.

- تغطية علب الكهرباء وعدم تركها مكشوفة، وعدم السماح للاطفال بالقتراب من اجهزة كهربائية.

- سخان الماء يجب وضع عى طرف الشايش الداخلي حتى لا يهدد الاطفال في حالة سقوطه.

- محاولة ابعاد الاطفال من المطبخ عند تحضير الطعام.