باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
البرامج الواقعية وتاثيراتها على المشاهد..
05/04/2004

د. شفيق مصالحة، اخصائي نفسي علاجي، من قرية كفر قرع، محاضر في الجامعة العبرية في القدس وجامعة تل ابيب. حصل على الدكتوراة في علم النفس عام 1988 من جامعة بيركلي في كاليفورنيا بعد ان حصل على اللقب الاول والثاني من الجامعة العبرية في القدس. وبالاضافة الى عمله كمحاضر يعمل ايضاً في عيادة خاصة في بلدته كفر قرع  وعيادة خاصة اخرى في القدس.

التقينا الدكتور مصالحة ليحدثنا عن تاثير البرامج التلفزيونية الواقعية (ستار اكاديمي، عالهوا سوا،..) على الاطفال والمراهقين في ظل عرض هذه البرامج بشكل مكثف على الفضائيات العربية وازديادها بشكل ملحوظ من يوم الى آخر.


ما هو تاثير هذه البرامج على الاطفال والمراهقين؟

د. مصالحة: هذه البرامج التي تعرض بشكل يومي على القنوات التلفزيونية مثل ستار اكاديمي لها تاثيرات سلبية على المشاهدين خاصة على فئة الشباب والمراهقين، لأن هذا الشاب يعيش في حالة من التناقض بين واقع حياته والواقع الذي يراه عبر جهاز التلفزيون، هذا التناقض يزيد من الصراعات الموجودة اصلاً عنده.

ما هي هذه الصراعات؟

د. مصالحة: لناخذ على سبيل المثال برنامج "ستار اكاديمي"، صراع المراهق هنا يتمثل بمحاولته من جهة معينة ارضاء اسرته والمجتمع الذي يشدد على المحافظة، وبين واقع البرنامج الذي يعرض حرية بلا حدود وعلاقات بين الشباب والصبايا. فلو اراد المراهق ان يطبق هذه الحياة في واقعه لوجد صعوبة كبيرة خاصة وان 80% من شبابنا يعيشون في قرى تعتبر محافظة.




اذاً هذه البرامج لا تعتبر سليمة؟

د. مصالحة: اعتبر ان البرامج "الصحية" هي التي تنقل للطفل وللمراهق قيّم معينة منها قيمة العلاقات الانسانية، قيمة الصداقة، قيمة العطاء، قيمة التعاطف مع الغير، قيمة ان يكون الشخص صادق مع نفسه ولا يلبس قناع غيره،.. وللاسف البرامج التي تحدثنا عنها لا تنقل اياً من هذه القيم بل وانها تتجاوب مع طموحات وغرائز لدى الاطفال والمراهقين. هذه البرامج تركز على المظاهر والامور الخارجية وتثير المشاهد الذي يجد نفسه مغموراً بهذا النوع من البرامج ولكن في الوقت نفسه لا يستطيع تحقيق طموحاته بتقليدهم، لأن ذلك يتناقض مع مبادىء وقيّم الاهل والمجتمع.

التأثيرات السلبية على المشاهد هي لفترة قصيرة ام قد تستمر لفترة طويلة؟

د. مصالحة: من الطبيعي ان تكون التاثيرات لفترة طويلة خاصة عند المراهق، لأن ما يتعرض له المراهق في فترة المراهقة يؤثر على نضوجه فيما بعد، فصعوباته الاجتماعية تزيد وتحصيلاته الدراسية تتأثر سلباً لأنه يكرس الكثير من وقته امام التلفزيون، لكن لا استطيع القول ان هذه التاثيرات معقدة ولا يمكن علاجها او حلها.

ماذا بوسع الاهل ان يفعلوا في هذه الحالة، هل عليهم منع ابنائهم من مشاهدة هذه البرامج؟

د. مصالحة: اقول لاهالي الاطفال المعرضين لهذه المثيرات، ان يساعدوهم في "هضم" واستيعاب ما يشاهده على الفضائيات بواسطة النقاش والحوار حتى يفهم هذا الطفل او المراهق ما يتعرض له. من ناحية اخرى لو استطعت لخصصت الدروس التربوية في المدارس لمناقشة وحوار تاثيرات هذه البرامج حتى يتمكن المراهق عن التعبير عما يختلج في صدره من افكار.




اذاً وجود اطار مناسب للنقاش من شأنه ان يخفف من حدة تأثير هذه البرامج؟

د. مصالحة: نعم، لأنه ليس من الصحي ان نمنع الولد من المشاهدة، لأنه سيشعر انه مختلف عن باقي اصدقائه الذين يتابعون هذه البرامج. اعتقد ان توفير اطار داعم ومتفهم يستطيع الطفل او المراهق التوجه اليه هو امر في غاية الاهمية بدلاً من منع الاولاد من المشاهدة.

ولكن ماذا اذا احتوت هذه البرامج على مشاهد عنيفة او جنسية؟

د. مصالحة: هنا بإمكان الاهل ضبط ابنهم، لأنهم السلطة المسؤولة عنه. على الاهل ان يكونوا مطلعين على البرامج التي يشاهدها ابنهم. مرة اخرى لا انصحهم بمنعهم من المشاهدة بل بضبطهم وتحديدهم بالوقت. بالنسبة للبرامج التي تكثر بها مشاهد العنف والجنس، من المعروف ان هذه المشاهد تزيد من العنف عند الانسان وتاثيراتها سلوكية ونفسية.