الزرق هو اسم لمجموعة امراض التي تصيب العين، والقاسم المشترك لها هو اصابة عصب النظر بضرر (او خلل) غير قابل للتصحيح (او الشفاء). فعصب النظر هو المسؤول عن نقل المعلومات البصرية من العين الى الدماغ. الضرر في عصب النظر يسبب اصابة لمجال البصر، والتي من الممكن ان تتفاقم خلال الزمن حتى تسبب الفقدان الكلي للبصر (العمى التام) .
سبب الضرر غير معروف, ولكن يتعلق بأغلب الحالات بإرتفاع ضغط العين الداخلي، الناتج في حالات عدة عن اعاقة بتصريف صحيح لسوائل العين الداخلية الى جهاز الاوعية الدموية خارج العين. هنالك حالات اخرى يتضرر بها عصب النظر بالرغم من وجود ضغط العين في المجال الطبيعي.
هنالك عوامل اخرى متعلقة بمرض الزرق مثل تزويد عصب البصر بكمية الدم الصحيحة، وتغيرات ببنية العصب، وهو المكان الذي تخرج منه الياف العصب من العين الى الدماغ.
يصيب المرض، بشكل عام، العينين، بالرغم من ان قسم من الحالات يتم تشخيص المرض بعين واحدة ولاحقاً بالاخرى.
انتشار المرض
في اسرائيل وفي العالم الغربي يعاني من المرض حوالي 2% من البالغين (فوق سن 40 سنة)، وانتشار المرض اخذ بالازدياد مع تقدم السن، ويبلغ حتى 10% من الناس فوق جيل 65 سنة.
الزرق المزمن
الزرق المزمن هو الشكل الاكثر انتشارًا لهذا المرض.
هذه المرض خطر بشكل خاص، لانه اذا لم يتم علاجه، فسوف يسبب ضرراً تدريجياً غير قابل للتصليح لعصب النظر. ارتفاع ضغط العين لا يسبب عادةً اوجاع اوانخفاض بحدة النظر. يتراكم الخلل بشكل بطيء وتدريجي، والمريض لا يعي في اغلب الاحيان التغيير الحاصل في مجال النظر عنده.
من يتعرض لخطر الاصابة بمرض الزرق
• كل انسان معرض للاصابة بمرض الزرق.
• يمكن ان يكتشف المرض بكل الاجيال، ولكنه شائع خاصة فوق سن الاربعين عاماً.
• مجموعة الناس المعرضة للمرض بإحتمال اعلى تشمل، الاشخاص الذين يعانون من قصر النظر، ضغط الدم المرتفع، السكري، والشقيقة (الميغرينة = وجع الرأس النصفي).
• للناس الذين يعانون اقربائهم من مرض الزرق ، احتمال الاصابة بالمرض هو ستة اضعاف ذلك عن باقي الناس!
ما هي اعراض مرض الزرق؟
في المراحل الاولى لا توجد اية اعراض للمرض. الرؤية المركزية طبيعية، ولا يشكي المريض من الآلام. اذا لم تتم معالجة المرض، يتضرر مجال نظر المريض بشكل تدريجي دون ان يشعر بذلك. فهو يرى بشكل واضح الاجسام الموجودة امامه، ولكنه غير قادر على رؤية الاجسام الموجودة بجوانب مجال النظر. مجال النظر يتقلص مع الوقت، ويبقى فقط مجال الرؤية المركزي، وكأن المريض ينظر من خلال انبوب، في المراحل المتقدمة جداً، يفقد المريض بصره بشكل تام.
لذلك يسمى مرض الزرق "بسارق البصر الهادىء"
هل من الممكن علاج مرض الزرق؟
نعم، من الممكن علاج المرض!
اعطاء العلاج المبكر يضمن نتائج افضل!
الهدف الرئيسي والاساسي للعلاج هو تخفيض ضغط العين وتحسين تدفق الدم الى العين، وبذلك نوقف او نبطئ الاصابة بعصب النظر ونمنع فقدان البصر. من الجدير بالذكر ان العلاج لا يقدر على تصليح الخسس الذي قد تسبب من المرض، ولكنه يستطيع تفادي ضرر اضافي.
كيف نعالج الزرق؟
هنالك طرق عدة لعلاج الزرق:
1. العلاج بالادوية.
2. العلاج بأشعة الليزر.
3. العلاج بالجراحة (اجراء عمليات).
العلاج عن طريق الادوية هو حجر الاساس بعلاج المرض، ويعطي عن طريق القطرات او الحبوب.
العلاج بالادوية: هدفه الاساسي الهبوط بضغط العين، اي تخفيض الضغط داخل العين وذلك بواسطة تخفيض انتاج سوائل العين او تحسين اخراج السائل من داخل العين الى الدورة الدموية خارجها.
طرق العلاج الحديثة مبنية ايضاً على تحسين جريان الدم الى عصب النظر والدماغ عن (الوقاية) النسيج العصبي في عصب النظر الذي لم يُمس بالضرر حتى بداية تشخيص المرض وعلاجه. العلاج بالادوية (القطرات) مفضل عن العلاج بالاساليب الاخرى وخاصة الحبوب، نظراً لقلة المضاعفات الجانبية الناتجة والتي قد تؤثر على اعضاء الجسم الاخرى مثل القلب وجهاز التنفس. في حالات عدة ، يتوجب استعمال اكثر من نوع واحد من القطرات حتى تحصل علىتخفيض كافي بضغط العين وتحسين جريات الدم للعين وعصب النظر. عندما لا نستطيع ان نخفض ضغط العين بالصورة الكافية بواسطة القطرات نستعين بطرق العلاج الاخرى وهي العلاج بواسطة اشعة الليزر او بواسطة الجراحة، اي اجراء عملية جراحية. القرار في ذلك الشأن يؤخذ عن يد الطبيب المعالج |