باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
هالو..هل من وسيلة للاتصال بين الاهل والمراهقين؟!
22/12/2003

المراهقة تجربة رائعة يعيشها المراهق ولكنها لا تخلو من المشاكل والتعقيدات. المراهق يعيش في عالمه الخاص ويبدأ التفكير في مواضيع تتعلق بالذات, الجنس, المشاعر, المجتمع والعالم أجمع...

فرفش التقى السيدة ايزابيل رمضان موجهة لمجموعات اهالي بموضوع الوالدية والعائلة, تعمل في مركز الطفولة في الناصرة, عملت في السابق كمربية لجيل المراهقة مدة 17 عاماً, وحالياً تختص في موضوع التثقيف الجنسي.

قبل التطرق الى صعوبة الاتصال مع الاهل وابناءهم المراهقين، ستعرض لنا السيدة ايزابيل ميزات هذا الجيل:

ميزات جيل المراهقة

 ملامح المراهقة المبكرة تبدأ عند الفتيات في جيل 9-10 أعوام ، والفتيان في جيل 11-12 عاماً. في الماضي بداية المراهقة عند الفتيات كانت في جيل 12-13 عاما,ً والفتيان في جيل 13-14 عاماً.

 هذه التغييرات حدثت نتيجة عدة عوامل ، بعض المختصين في موضوع المراهقة، اوعزوا الامر الى قضية التغيير في النواحي العلمية والتكنولوجية في العالم، الانكشاف على التلفزيون, الانترنت، استعمال الجهازات الخليوية والانكشاف على الدعايات والاعلانات في وسائل الاعلام المختلفة. مراهق اليوم مُحاط بمؤثرات وبصور يخزنها في رأسه. جزء من هذه المحفزات قد تغير في مبنى وتفاعلات الدماغ الشيء الذي قد يبكر في افراز الهرمونات المسؤولة عن التغييرات في جيل المراهقة.

 البعض الاخر من المختصين، ينسب الامر الى التغييرات في التغذية، والبعض الاخر ينسبون التغييرات الى تاثيرات اجتماعية سلوكية.

 سنشير هنا الى ثلاث مستويات من التغيير تحصل عند المراهقين وسنتطرق اليها بشكل اولي ومختصر:


1. المستوى الفسيولوجي

 في جيل المراهقة يبدأ الدماغ بإفراز هرمون التستسترون عند الفتى. وهرمون الاستروجين عند الفتاة. افراز هذه الهرمونات تُحدث تغييرات في نمو الشعر وفي مبنى الجسم. لدى الفتى يؤثر هرمون التستسترون على نمو الشعر تحت الابط ،على الوجنتن، منطقة الصدر، منطقة العانة, تضخم في الاعضاء الجنسية، تكوين الحيوانات المنوية، تغيير في مبنى العضلات والاكتاف, تغيير في الصدر وظهور حب الشباب.

 عند الفتيات افراز هرمون الاستروجين يسبب في بدأ نمو الشعر تحت الابط ومنطقة العانة, بروز الثديين, ظهور العادة الشهرية وتغييرات في منطقة الصدر والارداف.

 من المهم أن نشير الى أن هذه التغييرات تظهر في أجيال مختلفة ما بين 10-16 عاماً، وهي ليست احادية المظهر وتختلف من شخص الى اخر.


2. المستوى العقلي – الفكري

 يحدث تغيير في اسلوب تفكير المراهق حول نفسه وحول العالم. تساؤلات المراهق حول نفسه والمجتمع تكون مركبة واحياناً فلسفية. المراهق في هذه الفترة يسأل نفسه اسئلة عن تركيبة العالم، ويدخل في نقاشات وحوارات مع الاكبر منه سناً ويظهر تفكير يميل الى النضوج، وكذلك تهمه اسئلة تتعلق بموضوع الجنس.

 3. المستوى العاطفي – الوجداني

 تستيقظ مشاعر المراهق بشكل حاد ويمر المراهق في عدة مشاعر تكون احياناً متناقضة, وذلك نتيجة التغييرات التي تحدث عنده في المستويان الفسيولوجي والعقلي. المراهق قد يشعر بأنه سعيداُ بشكل متطرف او حزيناً بشكل متطرف, وتحدث عنده تغييرات في المزاج وكل ذلك يظهر من خلال سلوكه.

 قضية الشعور بالحب والميل الى الطرف الاخر تشغل بال المراهق. والمراهق بشكل عام يمر بحالة من عدم الثبات. هذه التغييرات التي يمر به المراهق في المستويات الثلاثة تنبع نتيجة محاولة المراهق في تعريف هويته الذاتية والجنسية


صعوبة الاتصال بين المراهق ووالديه .. مم تنبع؟

 من الناحية السلوكية ، قد تظهر عند المراهق سلوكيات ليست مألوفة عند الاهل . فهذا الطفل الهادئ والمرن يتحول احياناً الى فتى هائج, متمرد، غير صبور، متقلب ويميل الى المعارضة. نتيجة التغييرات التي تحدث عنده يبدأ المراهق بالابتعاد عن الاهل، ويتقرب من مجموعة الاصدقاء ومجموعة ابناء جيله, وهذا شيء طبيعي وعليه ان لا يثير قلق الاهل وتساؤلاتهم.


بالاضافة الى كل التغيرات التي يمر بها المراهق, في الكثير من الاحيان قد يمر الاهل بتغييرات مشابهة ويحدث ذلك في جيل 35-45 عاماً. الوالد او الوالدة في هذا الجيل يبدأ بالتساؤل حول انجازاته المالية، العملية، تحقيق ذاته والتغيير الحاصل عنده في اداء الوظائف الجنسية والاجتماعية.

وبسبب انهماك الاهل في امورهم المعيشية والذاتية, يبتعدون دون قصد عن اولادهم في وقت يحتاج المراهق الى والدين صبورين ومتفهمين وحساسين وغير منتقدين. ولكن للأسف كثيرأ ما يتوجه الوالدين لابناءهم المراهقين بتوجهات قد تعيق الاتصال مثل: التحقيق الدائم، التهديد، التلويم وما شابه وهذا نابع ايضا من سلوكيات المراهق الصعبة والمستفزة للاهل احيانا.

في الوقت الذي على الوالد او الوالدة ان يصغي اكثر الى ابنه المراهق، وان يكون مطلعاً على مجريات اموره وان يكون منتبهاً للتغييرات الحاصلة وحساساً في ذات الوقت. اصدار الاحكام والتلويم والاتهامات كما ذكرنا لا تفيد في هذه الحالة وانما المفتاح للاتصال الجيد الصبر, التفهم ومحاولة ابداء الاهتمامات المتشابهة لكي يشعر المراهق بالمشاركة وليس بالتهديد، وهذا لا يعني ابداً ان يتنازل الوالدين عن مسؤوليتهم اتجاه تربية وتوجيه ابناءهم وتوجيههم في الخلوقيات والقيم والعلاقات الصحيحة ,فالاهل يشكلون نموذج بسلوكياتهم وتعاملهم مع الاخر يقتدى به من قبل المراهق. وعليهم التذكر بأن التعامل مع المراهق لا يتم بالصلابة وصراع القوى انما بالمرونة والحزم.

 

رحيق بصول