باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
هل نسي الطبيب قوانين المهنة بسبب الطمع والجشع؟
23/05/2007

إذا لم تتحرك سلطات الدولة.. وأجهزتها الرقابية.. ووزارة الصحة.. ونقابة الأطباء.. فسوف يستمر مسلسل الضحايا.. ولن تكون المرحومة بدرية محمد سيد أحمد (50 سنة) آخر الضحايا.. وسيظل القاتل / الطبيب مطلق السراح.. 

مركز طبي باسم صاحبه (م) علي كورنيش المعادي (كوتسيكا).. تتغير تخصصاته حسب الحاجة! فهو مرة مركز الدكتور (م) الطبي لعلاج السكر ومضاعفاته، وعلاج الفشل الكلوي، وحصوات الكلي، وحصوات المرارة، وأمراض الكبد جميعها(!!!)، الأمراض المزمنة.

بعضهم أعماهم الطمع والجشع

ومرة ثانية هو مركز الدكتور (م) الطبي.. جراحة عامة، أورام، نساء، متابعة حمل، ولادة بدون ألم، باطني، أطفال، علاج السكر والكبد، معمل تحاليل، موجات فوق صوتية، رسم ودوبلر قلب.

ومرة ثالثة هو مركز الدكتور "م الطبي نساء، ولادة، جراحة عامة، باطنة وأطفال".

الطبيب الوحيد الذي يتواجد في المركز ليل نهار ويقوم بالكشف علي كافة المرضي.. ومتابعة كافة الحالات.. وإجراء الجراحات هو صاحب المركز الذي اكتشف المواطن جلال أحمد علي عامر بعد الكشف في سجلات نقابة الأطباء أنه ممارس عام.. ليس له تخصص محدد.

مأساة المرحومة بدرية

في بلاغه المفصل لنقيب أطباء مصر.. يقول جلال أحمد علي عامر من المعادي إن زوجته المرحومة بدرية محمد سيد أحمد لاحظت ورما خفيفا بثديها الأيسر، فتوجهنا إلي المركز المذكور وقام صاحب المركز المذكور بتوقيع الكشف عليها وأكد لنا أنه ورم حميد، دون تحاليل، وأنه بخبرته يدرك ذلك، وأنه سيقوم باستئصال الورم، ومعه عدد 6 غدد ليمفاوية تحت الابط اليسري.. لضمان اجتثاث أي خطر محتمل، وطلب منا الحضور في اليوم التالي لإجراء العملية.

ولما طلبت منه قياس الضغط وتحليل السكر للاطمئنان.. اتضح أن السكر تجاوز 350، فأرجأ موعد العملية إلي بعد اسبوعين حتي يتم ضبط السكر في الدم.. وأكد أنه سوف يستعين بأحد الاستشاريين في الأورام ومثله في التخدير حتي يطمئن قلبي وقلب زوجتي يرحمها الله.

في يوم الاثنين 2007/3/19 تم إجراء الجراحة بمعرفة صاحب المركز (م) ومعه طبيب التخدير فقط، والتي لم تستغرق أكثر من نصف ساعة، وأبلغني أنه تم استئصال الورم ومعه الغدد الليمفاوية رغم أن فتحة العملية لا تزيد علي 6 سم. وسلمني عينة الجزء المستأصل (دون الغدد المزعومة) للتحليل لدي د. ايليا أنيس اسحق الذي اتصل به منبها أنه لم يحدد مكان إجراء الجراحة.. وبعد التحليل اتضح أنه ورم خبيث.. فقام صاحب المركز (نفسه أيضا) بتحديد 6 جرعات كيميائية، بواقع جرعة كل ثلاثة أيام.. ابتداء من الثلاثاء 2007/3/27.

ومع كل جرعة كانت حالة زوجتي تزداد سوءا، وكانت الجلسة السادسة بتاريخ 2007/4/16 والجرح لم يلتئم بعد. يقول المواطن جلال أحمد علي عامر: حملت زوجتي إلي مستشفي الأورام والدم بمستشفي المعادي للقوات المسلحة يوم الثلاثاء2007/4/17، فطلب مني د. ياسر سعيد موافاته بتقرير من الدكتور المعالج صاحب المركز باللغة الإنجليزية، لنكتشف اعترافه باستئصال الورم فقط، بينما التقرير باللغة العربية يؤكد استئصال الورم والغدد الليمفاوية.

تقرير مستشفي المعادي

عشرات ومئات مراكز النصب والتحايل والقتل.. تحت اسم مهنة الطب..

وجاء تقرير مستشفي المعادي بأن زوجتي كانت تعاني من ورم خبيث بالثدي الأيسر تم استئصاله مع جلسات العلاج الكيماوي في مستشفي خاص، وعند وصولها إلي المستشفي (المعادي) كانت تعاني من ارتفاع شديد بدرجة الحرارة، والتهاب رئوي حاد، ونقص شديد في المناعة (كرات دم بيضاء 2 ونسبة هيموجلوين 6.5، وتعاني من التهاب شديد بالغشاء المخاطي للجهاز الهضمي والتهاب فطري حاد من فتحة الفم حتي فتحة الشرج).. وتم علاج المريضة بالمضادات الحيوية، وإعطاء دم ، وأدوية لرفع المناعة، ولكن استجابة المريضة كانت ضعيفة نظرا لتدهور الحالة، وتوفيت إلي رحمة الله صباح يوم السبت 2007/4/21 .

ويضيف جلال أحمد علي عامر أن أطباء المعادي أصابتهم الدهشة البالغة من جرأة صاحب المركز علي تنفيذ 6 جلسات علاج كيماوي خلال 18 يوما فقط، وهي التي يلزم لها 21 يوما بين كل جلستين.. ووصفوا ما حدث بأنه وصمة عار علي جبين مهنة الطب..

مجرد حالة، وصورة لمآس كثيرة تحدث كل يوم.. لم يفوض صاحبها أمره إلي الله فقط، كما يفعل الكثيرون.. ولكنه صمم علي استخدام حقه الشرعي في القصاص.. ومحاسبة المخطئ.. ولعل أجهزة الدولة.. ومعها المعنيون يدققون في أوضاع عشرات ومئات مراكز النصب والتحايل والقتل.. تحت اسم مهنة الطب..

وأثبت المواطن جلال عامر إصراره علي الدفاع عما وقع لزوجته وأسرته.. وإصراره علي القصاص.. والتمسك بحقه كاملا.. فأرسل إلي الدكتور رئيس الإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية، والترخيص.. وهو المسؤول عن الترخيص لمثل هذا المركز بالعمل.. يضع أمامه الحقائق كاملة بمستنداتها.. ويطالبه بمعاقبة الطبيب.. الذي أعماه الطمع والجشع، فنسي آداب المهنة وقوانينها.. ويعلنه باحتفاظه بكل حقوقه القانونية في الرجوع عليه بالتعويض.

رحم الله السيدة بدرية محمد السيد أحمد.. ورحم المئات غيرها.. ممن يرحلون في صمت، تحت وطأة الفقر، أو عدم الفهم.. أو قلة الحيلة.

بتصرف عن الاسبوع