باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
التحرش الجنسي.. صمتك يزيد عدد الضحايا!
16/05/2007

تظهر اليوم مشكلة التحرش الجنسي بشكل بارز على صعيد الدولة، فقد اتهم رئيس الدولة واحد وزرائها بتهمة التحرش الجنسي، وفي مجتمعنا العربي تصدرت العناوين قبل فترة وجيزة مشكلة تحرش احد الأطباء بالمعالجات لديه.. كل هذا وبالتزامن مع يوم المرأة دفعنا للبحث في هذه الظاهرة ومحاولة إلقاء الضوء على مسبباتها ومخاطرها وسبل حلها..

التقينا السيدة ليلى جاروشي– حسن، مركزة خط الطوارئ ومركزة متطوعات في جمعية السوار. والتي تعمل أيضا كموجة مجموعات بالأساس للنساء والفتيات - مجموعات تدعيم. من خلال عملها وخبرتها تجيب ليلى على أسئلتنا المتعلقة بظاهرة التحرش الجنسي ويبدو لنا من إجاباتها ان الأمر اخطر مما يبدو عليه نظرا للصمت الجماهيري الكبير تجاه الموضوع، مما يجعل ضحاياه يتزايدون وتطال المأساة النساء، الأطفال والرجال على حد سواء..

جمعية السوار

هي الحركة العربية لدعم ضحايا الاعتداءات الجنسية، بدأت العمل كجمعية مستقلة في العام 1997، قبل ذلك كانت الجمعية جزء من مركز مساعدة ضحايا الاعتداءات الجنسية في حيفا- مركز يهودي عربي، وقد كانت هناك حاجة لان تكون الجمعية عربية مستقلة، لان هناك أهمية وخصوصية لقضية التعامل مع المتوجهات العربيات وهو مختلف وفيه أمور تميز المتوجهات العربيات. واليوم هناك خط طوارئ يعمل 24 ساعة وتصل إليه توجهات من نساء يحتجن الى استشارة قانونية ودعم نفسين، هناك أيضا مشاريع تعمل على التوعية ويضمنها مشروع المدارس وورشات عمل في المدارس الإعدادية والثانوية وتعد الجمعية الآن مشروع توعية لجيل الابتدائية. هناك مشروع الإعلام والذي يهتم بالتوعية عن طريق العلام ويشمل نشرة فصلية وهناك مشروع "البديل" لمحاربة القتل على خلفية شرف العائلة.

ما هو تعريف التحرش الجنسي؟

المتحرش يستغل سلطته ونفوذه حتى يتحرش جنسيا بالضحية

ليلى: هو فعل او قول او إشارة ذات معنى او غرض جنسي، وهو سلوك مفروض من طرف المتحرش ومرفوض من طرف المتحرش به/ بها. هو سلوك صادر عن علاقات سلطة ونفوذ، أي ان العلاقات غير متساوية علاقات فيها صلاحيات لواحد دون الآخر والمتحرش يستغل سلطته ونفوذه حتى يتحرش جنسيا بالضحية. السلطة عادة يملكها المتحرش بفعل وظيفته او مركزه او انتمائه الجنسي. هو عنف تدريجي قد يبدأ بالملاحقة بالنظرات، بالكلام المشين ثم اللمسات وقد ينتهي بمحاولة اغتصاب او باغتصاب كامل.

أحيانا يعتقد الناس ان الاعتداء الجنسي هو اغتصاب لكن هناك الكثير من الاعتداءات الجنسية غير الاغتصاب وهذا ما يقلق النساء، فأحيانا يترددن في إعطاء التعريف المناسب الذي يمكنهن من التعامل بشكل مناسب مع الموضوع ، لا يميزن بين الحد المقبول والحد الغير مقبول.

هل هناك جهل معين عند الضحية بما يحدث معها؟

ليلى: نعم، نفسيا تكون غير راضية وتعرف ان هناك امر ما خاطئ والأثر النفسي كبير جدا هنا، نصادف حالات عدم هدوء نفسي تنتهي بمحاولات انتحار او إيذاء النفس سببها بالأساس ان النساء يلقين اللوم على أنفسهن من منطلق تربية اجتماعية كبرن عليها وتقول أحيانا المرأة لنفسها: ربما تصرفت بشكل خاطئ.. لماذا انا فقط.. وهناك عدم وعي، لان التحرشات الجنسية هي ظاهرة أي أنها منتشرة بكثرة وذلك بسبب التكتم، فتعتقد كل واحدة انها الوحيدة وتظن ان الخطأ ناتج عن تصرفاتها او طريقة لباسها. عادة يربط المجتمع بين التصرف والملابس والتحرش الجنسي.. وكأن الفتاة او المرأة هي المسئولة.

ليس من السهل ان تخرج الضحية من دائرة لوم النفس وكسر حاجز الصمت.. خاصة عندما تكون العلاقات مبنية على قوة وهناك صلاحية للمتحرش على المتحرش بها فتخاف احيانا على وظيفتها او ترقيتها في العمل ويكون أحيانا تهديد من قبل المعتدي بالتعيين والتوظيف، فكثير من المعلمات اشتكين من تحرش المفتشين. والنساء عادة تخاف لان بمفهوم المجتمع على المرأة ان تحافظ على البيت وان لا تثير المشاكل وما سيقوله الناس عنها وما الى ذلك..

أين تكثر مشاكل التحرش الجنسي؟

على الضحية ان تكون عندها القدرة والقوة لان تواجه المجتمع

في الأماكن التي تتواجد فيها المرأة بشكل عام سواء البيت، بيوت الأقارب، المحيط القريب، او أماكن العمل. المدرسة. وبالنسبة للأطفال فغالبا ما يكون شخص كبير يثق به الطفل لان ألأطفال يثقون بالكبار عادة ولا يتوقعون منهم أي ضرر.

ما الفرق بين التحرش الجنسي والاعتداء الجنسي

ليلى: التحرش هو من قبل أشخاص لديهم سلطة ونفوذ على الضحية أما الاعتداء الجنسي فهو من قبل أي شخص على الضحية، وكلاهما يحويان فرض قوة واعتداء على خصوصية الجسد.

هل يتوجه ذكور عرب لمراكز مساعدة ضحايا الاعتداءات الجنسية؟

ليلى: يوجد وإذا كان الحديث عن أطفال فهناك عدد كبير ويتوجه الأهل عادة لنا، ويوجد رجال لكننا نوجههم إلى مراكز مختصة لدعم الرجال وللأسف لا يوجد مركز عربي لدعم الرجال.

ماذا عن الشكوى للشرطة؟

ليلى: الشكوى في الشرطة ايضا ليست بالمسالة السهلة، فعلى الضحية ان تواجه وان تكون عندها القدرة والقوة لان تواجه المجتمع وان تحدث الأهل او الزوج، والتوجه للشرطة فيه انكشاف كبير، والمسار القانوني طويل وعلى المرأة ان تعرف ان عليها ان تتوجه لمكاتب الشرطة وان تحضر في المحاكم وقلما يقف احد بجانب الضحية.

معناه ان التوعية يجب ان تشمل الرجال أيضا ونحن نحاول اللعب على وتر حساس مثل : تخيل لو حدث مع أختك..

ليلى: طبعا يوجد دورات وورشات لتوعية الشباب والعمل على مفاهيم نمطية مثل الرجولة والأنوثة وتقسيم الأدوار ومفهوم المجتمع ألذكوري. هناك مفاهيم عميقة بان المسؤولية لا تقع على الفتاة في الاعتداء الجنسي بينما الإحصائيات فيها تحد لمفاهيم مجتمعية، بحيث يتبين ان الاعتداءات تشمل الأولاد والبنات بالذات في جيل الطفولة، واغلبها تحدث داخل البيوت او أماكن قريبة، وأغلبية المعتدين معروفين للضحية وليس كما هو مألوف بان الاعتداءات تحدث في أماكن معزولة وفي الليل.

الخطر يتربص لنا بجانب البيت

ما هي أسباب تكتم الضحية على التحرش

ليلى: أسباب كثيرة أولها ان الاعتداء هو صدمة للضحية تدخلها الى دوامة نفسية، الى جانب الخوف من المجتمع وكلام المجتمع على سمعه الضحية، خوف على العائلة وتماسكها، الخوف على الوظيفة وتذنيب الضحية حتى من قبل النساء للضحية المرأة.

هل القانون يحمي الضحية؟

ليلى: القانون يعتمد على الإثباتات والبيانات، ومقارنة شهادة الضحية بشهادة المعتدي. فإما ان يعترف المعتدي بما فعل وإما ان تفسر الضحية كيفية رفضها. والمسار القانوني صعب، فتواجه الضحايا صعوبة في إثبات رفضها. في الاعتداءات التي تتم في العائلة تكون صدمة الضحية كبيرة مما يمنعها حتى من تعبر عن رفضها لأنها تفقد السيطرة على رد فعلها.

هل هناك دور للأعراف الدينية والاجتماعية للحد من التحرش؟

ليلى: من المفروض ان يكون دور للأخلاقيات الدينية والاجتماعية دور في الحد من هذه الظاهرة، والمجتمع كله مسئول عن محاربة هذه المشكلة. والحل هو ان يأخذ موقف واضح من الاعتداءات والاعتداءات الجنسية والمسؤولية ملقاة على عاتق الأحزاب السياسية والحركات الدينية، فيجب ان تكون هناك أولوية في الحفاظ على أبناء وبنات المجتمع في بيوتهم مثلما هناك أولوية في الحفاظ على المقدسات، فكل امرأة ثالثة تكون معرضة للاعتداء الجنسي وهناك تستر على صعيد مجتمعي لهذه المشكلة. أخلاقيا يرفض المجتمع ان يعتدي اخ على أخته او أب على ابنته لكنه لا يحرك ساكنا بشكل واضح في هذا الأمر.هناك إشكالية في تطبيق هذه الأخلاقيات.

هل الاختلاط يشكل سبب للتحرش؟

ليلى: كلا.. فالحيز العام هو من حق المرأة كما انه من حق الرجل والحل ليس في الفصل بين النساء والرجال، فقد ذكرت ان الإحصائيات تشير إلى ان الاعتداءات غالبا ما تتم في البيت او مناطق السكن، وهناك اعتداءات ضد ألأطفال.. الفصل بين الجنسين يعني ان المرأة تغري الرجل وان الرجل لا يستطيع السيطرة على غرائزه وهذا غير معقول! ويجب ان اذكر ان هناك اعتداءات تتم ضد نساء كبيرات السن او متدينات.. هناك مشكلة في استباحة جسد المرأة والذي يتلقاه المجتمع عن طريق الإعلانات والأغاني التي تصور المرأة على أنها جسد مباح لكل من يرغب.

فما هو الحل؟

ليلى: الحل هو الاعتراف المجتمعي بالمسؤولية عن ما يحدث ولان الحد من الظاهرة ليس مسؤولية النساء والجمعيات النسائية فقط. ومن ثم التوعية للجنسين وكسر حاجز الصمت. يجب ان تكون هناك أيضا مراكز استشارة نفسية قانونية للضحايا. الاعتداء هو قتل للطفولة خاصة انه كثيرا ما تبقى الضحية صامته من جيل الطفولة حتى جيل المراهقة. واذا كانت الضحية طفلة فكثيرا ما يشغل بالها موضوع غشاء البكارة والخوف من الزواج على انه يكشف أي ضرر طرا على الغشاء..

نصائح لمن تعرض/ ت للتحرش

اكسري حاجز الصمت وتوجهي لتلقي استشارة، صوتك يحميك، وصمتك يحمي المعتدي.. خط الطوارئ 8533044-04 عنوان جمعية السوار على الانترنت: www.assiwar.org