حصلت أخيرا علي درجة الدكتوراة عن رسالة هي الأولي من نوعها في هذا التخصص فماذا عن محور هذه الرسالة ؟

د.هبة: كانت رسالتي عن الحياة الجنسية في الإسلام.وجدت أنه موضوع خصب وغني جدا حيث كنت قريبة منه عبر سنوات ممارستي لتخصصي) الطب الشرعي (الذي أقوم بتدريسه في كلية الطب. وكان العلاج أكثر إقناعا للمرضي عندما يعلمون بأن الدين يقول هذا من خلال القرآن والسنة..من هنا قررت أن أقول للدنيا إن جميع الحقائق العلمية ثابتة في الإسلام والسنة, فلماذا لا نظهر للعالم أن ديننا سابق لعصره بهذا الشكل ويمس أدق التفاصيل في حياة الإنسان.وعندما ألقيت بحثا حول هذا الموضوع في الجمعية الأمريكية للعلوم الجنسية ونال إعجابهم. اقترحوا علي فكرة تحويله إلي رسالة دكتوراه تطبع على نفقتهم.

كيف تكلم الإسلام عن العلاقات والعلوم الجنسية كما جاء في رسالتك ؟

د.هبة: من ضمن عظمة الإسلام أنه تعرض لأدق تفاصيل الحياة الزوجية سواء في القرآن أو السنة, حتي أن هناك آية في سورة البقرة تقول: نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنا شئتم وقدموا لأنفسكم. أريد التوقف عند أنا شئتم وقدموا لأنفسكم فقد أفردت لها فصلا كاملا في الرسالة. أنا في اللغة تحتمل ثلاثة معان (1): أينما ـ (2) كيفما ـ(3) وقتما.

أينما: تعني أنه من الممكن ألا نلتزم بمكان واحد في العلاقة الجنسية لأن ذلك يبعث علي الملل, وهو ما يحث عليه العلم الحديث أيضا حيث ثبت ضرورة تغيير المكان والوضع حتي الفراش في البيت, فقد تمارس العلاقة مرة في غرفة النوم ومرة في غرفة أخري, مرة علي الأرض وهكذا من باب الترفيه والتجديد.

كيفما: تعني الأوضاع الجنسية التي ينادي بها اليوم حيث اكتشف العلم أكثر من 800- 700وضع جنسي مختلف, وتعني وقتما أننا غير محددين بوقت معين.

أما وقدموا لأنفسكم فهي شرطا, لم يفصلها الله في سياق الآية بحرف عطف مثل ثم , بل إن الواو تفيد المعية والمخاطب هنا هو الرجل بدليل أنه قال نساؤكم أي أنك إذا أردت أن تأتي حرثك فقدم لنفسك فقد أثبت العلم الحديث أن الرجل يكون جاهزا ومثارا للعلاقة الجنسية بينما تأتي إثارة المرأة متأخرة نوعا ما وتأخذ وقتا أطول لهذا تقول الآية للرجل ..لابد أن تمنحها حقها في الاستمتاع بأن تقدم لنفسك وأن تعطيها وقتها لأن تصل إلي ما وصلت إلي.. كان هذا من أهم ما ركزت عليه لتفادي مشاكل العصر في علاقتهما.

ماذا تقصدين بمشاكل العصر في العلاقة الزوجية ؟

د.هبة: الملل الجنسي وعدم استمتاع المرأة, وقد وضعت هذه الآية حلا لها من مئات السنين,اليوم أيضا من ضمن شكاوي الأزواج,أن الزوجة تتمنع وتنتظر حتي يطلبها الزوج للفراش,فيشعر بذلك أنه يحثها علي أداء الواجب,وقد أكد العلم أنه لا مانع من أن تطلب الزوجة ذلك مرة والزوج مرة أخري,وقد سبقه الإسلام في ذلك منذ 1500سنة,حيث كانت السيدة عائشة تقول إنها كانت تدعو الرسول صلي الله عليه وسلم إلي الفراش.

ما المسائل التي تضمن نجاح العلاقة الجنسية أو تصيبها بالخلل ؟

د.هبة: كثيرة جدا..مثل كيف تتزين المرأة للرجل,وكيف يتزين الرجل لزوجته كل هذا ورد في السنة باستفاضة أيضا الاغتسال بعد الجماع عدم الخجل أو الحياء بين الزوجين وهو شيء مهم,فقد ركزت السيدة عائشة في روايتها للحديث من بعد الرسول صلعم علي العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة وكانت تحث الرجال علي عدم الحياء في سؤال زوجاتهم عما يريدون حتي كانت تقول لأي رجل يسألها أنا أمك..اسألني ما تسأل أمك.

‏‏كيف يمكن التغلب علي صور القهر الجنسي للنساء بداية من عدم إحساسها بالمتعة وحتي اتهامها الدائم بالبرود ؟

د.هبة: هذا جهل من الرجل والمرأة معا,خاصة الرجل الشرقي,الذي ينظر دائما إلي أخطاء الآخرين,خاصة زوجته دون اعتبار لأخطائه الشخصية,وكثيرا ما يأتي إلي العيادة أزواج ليس لديهم أدني اقتناع بأنهم علي خطأ,وبفضل الله أقنعهم وأعلمهم حتي تستقيم الأمور,لكن الرجل الشرقي يحتاج إلي مجهود كبير,فهو دائما ما يعيش بداخله فرعون صغير يخبره بأنه الأفضل..

لكن الحقيقة أن الوظيفة تكون غالبة في أول سنة أو سنتين من الزواج,ويكون الإنسان راض لأنها شيء جديد طالما اشتاق إليه,وتختلف الأمور بعد ذلك وهي حالة الملل الزوجي التي تصيب الرجل فيحمل الأمر علي زوجته,فيقول لها أنت باردة,العيب منك,أنت لا تثيرين,لست مغرية وهكذا وهي لا ناقة لها ولا جمل فلم تقرأ ولم يعلمها أحد,خاصة البنات الملتزمات,نحن ندور في حلقة مفرغة تؤدي في النهاية إلي فشل الزواج أو حدوث علاقات خارجية.