باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
الألعاب الإلكترونية تستأثر باهتمام الأطفال
08/12/2003

كلنا أمضينا طفولتنا بعيدين عن الألعاب الإلكترونية و ألعاب الكمبيوتر التي تملأ البيوت و المحلات اليوم . فما سر هذا الإقبال الكبير ؟


من المؤكد أن الطفل - أي طفل - لديه دائما رغبة في إثبات تفوقه و قدرته على السيطرة على الآخرين. و هو لن يجد أفضل من الألعاب الإلكترونية فيتخيل - مثلا - أنه يصارع أحد أقرانه الذي يضايقه أو حتى أخاه الذي يضايقه . و كلما فشل في تحقيق مبتغاه ( الانتصار ) يعاود اللعب من جديد إلى أن ينتصر فيشعر براحة نفسية غالبا ما تكون كاذبة و مؤقتة فيعود مرة أخرى إلى اللعب و هكذا دواليك. مع الإشارة إلى أن الألوان و الشخصيات المحبوبة هي عامل جذب مهم بالنسبة للأطفال.

 على أنه من الواضح أن الألعاب الشعبية التي عايشتها الأجيال السابقة تبقى الأجمل و الأكثر راحة بالنسبة للطفل . فبغض النظر عن الأمراض الكثيرة التي قد يسببها الجلوس لساعات أمام ألعاب الكمبيوتر من ضعف نظر و تشنجات عصبية ، فإن فوائدها تبقى قليلة.


مع أن الألعاب الشعبية تمنحنا طفلا اجتماعيا بطبعه ( أغلب هذه الألعاب يمارسها أكثر من شخصين ) و تعود الطفل على المنافسة المباشرة مع أقرانه على عكس الألعاب الإلكترونية التي تعود الطفل على الوحدة و الانطواء.

 و نعرض هنا عدد من الألعاب الشعبية التي لازال بعض الأطفال يمارسونها ، و التي نتمنى ألا تندثر أبدا.


لعبة الغميضة

الغميضة :

يقوم المتنافسون في هذه اللعبة بالاختباء لمن يقع عليه الاختيار ( بعد قرعة عادلة ) ، و على "الباحث" أن يجد المختبئين ، و لكي ينجو المختبئون من أداء دور الباحث عليهم أن يصلوا - دون أن يراهم - إلى المكان الذي يغمض فيه عينيه و يقول بصوت عال " تفونا " . أما أول من يوقعه سوء حظه تحت أعين الباحث ، فهو من يقوم بهذا الدور و هكذا.

اللولب:

و هي قطعة خشبية مخروطية الشكل تنتهي في آخرها برأس معدني حاد يسمى " النبال "، و لاستعمالها يقوم الطفل بلف خيط خاص عليها بطريقة دائرية انطلاقا من " النبال " حتى آخرها ، ثم يقوم برميها لتدور بسرعة كبيرة ، و هناك عدة طرق للممارسة الجماعية لهذه اللعبة.

لعبة البنا نير

البنا نير :

 و هي كرات زجاجية صغيرةبحجم حبة الكرز تقريبا ، مزخرفة أو ذات لون واحد ، و على اللاعب في هذه اللعبة أن يصيب كرة منافسه بواسطة كرته و بطريقة رمي خاصة يستعمل فيها السبابة و الإبهام فقط ، ثم يدخل الكرة في حفرة يتم إعدادها خصيصا ، فيكسب كرة زميله.

 الحبل :

 لعبة أنثوية، تمارسها الفتيات و تقمن أثناءها بالقفز على حبل مزدوج بطرق عديدة ، ومن النادر أن يمارس الأطفال الذكور هذه اللعبة.


لعبة العدو أو ' الجري '

العدو أو " الجري " :

 وتحتاج إلى عدد يفوق الثلاثة من المتنافسين ، حيث يتم اختيار واحد - دائما بالقرعة - ل" يلاحق " الآخرين ركضاً ، و من يمسك به أول يكون عليه القيام بالدور ، و هي أيضا تمارس بطرق متعددة.

 هذه بعض الألعاب التي بدأت تختفي تدريجيا من مجتمعاتنا العربية و قلما نشاهدها في شوارعنا أو حتى بيوتنا . فالغزو الإلكتروني جعل الأطفال – اليوم - أكثر سلبية و تكاسلا.

 مع العلم أن المتعة التي تمنحها الألعاب الشعبية كبيرة و لا تضاهيها متعة أخرى حتى و لو كانت من صنع شركات عالمية . لهذا نتمنى - بحنين جارف - أن تعود هذه الألعاب إلى بيوتنا. لكن هذا لا يمنع - طبعا - من تخصيص وقت لهذه الألعاب الإلكترونية لمتابعة التقدم التكنولوجي ، و إلا دخلنا - من جديد - في دوامتنا الأزلية .. دوامة التوفيق بين التقاليد و ملاحقة التقدم العلمي و التكنولوجي.