|
"إن طفلي يتفوه بألفاظ بذيئة.. كيف يمكن ان يحدث، أن طفلاً صغيراً في مثل سنه، يقول هذه العبارات السوقية.. وكيف يمكنني مواجهة صديقاتي.. وكيف يمكن ان أمنعه عن ذلك.. ومن الذي علمه هذه الكلمات؟"...
لا شك ان الأم في هذه الحالة، تكون جد مشغولة البال، وقد يصل بها الأمر، في بعض الأحيان، الى اليأس. ولمثل هذه الأم، يجب ان نتحدث في أمرين هامين: أحدهما ينطوي على شيء من المواساة لها، والآخر أمل. |
|
 | اغلبية الأطفال لا بد ان يجربوا هذه العادة السيئة | | ولنبدأ بالأمل.. إذا كان بالمنزل شخص ما اعتاد على التعبير عن كلامه بطريقة غير مهذبة، فإن الطفل بالرغم من جهود الأم المستمر، سوف "يتشرب" هذه الألفاظ والعادات، لانه في هذا المجال بالذات، أكثر من أي مجال آخر، فإن الطفل يعتاد على العادات الطيبة أو السيئة، حسب ما يسمع ويرى غيره في البيت يقول أو يفعل، وليس حسب الإرشادات أو التعليمات التي يتلقاها.
أما الأمر الثاني، الذي تعتقد الأم بمقتضاه، ان كل لفظ خارج يتفوه به طفلها، ليس سوى عيب تربوي، فهنا نود ان نقول لها ان اغلبية الأطفال - حتى في الأوساط الراقية- عندما يصلون الى سن معينة، قد تكون السنوات الاولى للطفولة (من سنتين الى أربع سنوات)، أو الطفولة الثانية (من ثمانية الى عشر سنوات)، أو سن المراهقة (من أربع عشرة الى ثمانية عشرة سنة)، فإنهم لا بد ان يجربوا هذه العادة السيئة، ألا وهي التلفظ ببعض الكلمات النابية.. ولكن لماذا ؟ ان الإجابة عن ذلك، تتلخص في ان الاهل، عادة ما يحيطون هذه الكلمات بنوع من التحذير والنهى، وهو نفس السبب الذي يحدو بالأطفال الى العناد، والعمل على التفوه بها.
وقد يحدث في بعض الأحيان، ان يتفوة الأبناء بألفاظ قد لا يعلمون معناها، ولكنهم يرددونها بنفس الطريقة التي سمعوها بها.
فكيف يمكن التصرف إزاء هذه الموقف؟ لا شك أن الأمر يتوقف على السن والظروف. |
|
|
 | ينصح بتجاهل الموقف تماماً، وعدم إعارة هذه الكلمة أي إهتمام | | بالنسبة للصغار: يحدث ان يردد الطفل الصغير كلمة من هذه الكلمات، وعندما يمنع عنها، أو ينهر، فإنه يعيد ترديدها، وينتظر رد الفعل بالنسبة للآخرين. ففي هذه الحالة، ينصح بتجاهل الموقف تماماً، وعدم إعارة هذه الكلمة أي إهتمام، كما لو كنت لم تسمعها قط. وفي نفس الوقت، البحث عن مصدر هذه الكلمة، والطريقة التي سمعها. فإذا كان قد سمعها من الاخوة الأكبر منه سنا، أو ممن يقومون بالخدمة في المنزل فعليك ان توجهي تحذيراً لهم.. كذلك عليك ان تنبهي الجميع، الى ضرورة ان يحذوا حذوك، من ناحية تجاهل هذه الكلمات، عندما يسمعونها منه، وأن لا يعيروها أي التفات. وننصحك بألا تشغلي بالك كثيرا بهذا الموضوع، إذ المعروف ان الأطفال في هذه السن بالذات، تنتشر بينهم هذه العادة، ولكنها سرعان ما تزول وتختفي، إذا ما احسنت مواجهتها.
بالنسبة لمتوسطى السن: قد يتفوه الطفل ببعض الشتائم، أو الألفاظ الجارحة، عندما يكون مع اصحابه، وفي لحظة غضب. فما هو العقاب الواجب إيقاعه في هذه الحالة؟ ان أبسط عقاب له، يكون بإبعاده عن اصدقائه، ومنعه من اللعب معهم، لفترة من الوقت. أشرحي له، كيف ان قواعد الأدب، تستلزم منه ان يتصرف بلباقة، عندما يكون وسط مجموعة من الأصحاب، وإلا فأنه سرعان ما تتحول هذه المجموعة الى حلقة للمشاجرة. |
|
|
 | عليك ان تتصرفي بمنتهى الحكمة حتى لا تجئ النتائج عكسية | | بالنسبة للمراهقين: عندما ينتقل الطفل من مرحلة الطفولة الى مرحلة المراهقة، فإنه يظل في نظر أمه بالذات، نفس الطفل الصغير المدلل. وفي هذه الفترة من السن، قد تطرأ بعض التغيرات على تصرفات الابن، كأن يبدو أكثر انطواء وعزلة.. وقد يأتي أفعال، أو تند عنه أقوال غير لائقة، حتى في حضور والديه، وهذا ما يعرف بنوبات المراهقة، لانه يخفي رغبة داخلية، في محاولة الظهور بمظهر الكبار، فهو يشعر بأنه لم يعد طفلاً.
وعليك ان تتصرفي بمنتهى الحكمة مع ابنك في هذه المرحلة، حتى لا تجئ النتائج عكسية. حاولي ان تجعلي من نفسك صديقه له، وأشعريه بنضجه، واعملي على إرشاده، عندما تسمعين منه ما لا يروق لك، بالتفاهم والنصح.
كذلك حاولى ان تتعرفي على اصدقائه الذين يختلط بهم، فإذا اكتشفت ان احدهم لا يصلح لصداقته، فإبعديه عنه بطريقة لبقة، وبدون ان يفطن الى السبب الرئيسي في ذلك. اجعليه يطمئن اليك، ويبوح لك بمشاكله ومتاعبه وبصراحة، وحاولي حل ما يمكن حله معه من تلك المشاكل. |
|
|
| |
| |
|