ما أجمل أن يخبيء لنا القدر أمورا ايجابية ليست بالحسبان، فلم تكن الشقيقتان أيان وإيدل تدريان بأن القدر سينقلهما من موطنهما الأصلي في الصومال إلى أروقة فنادق نيويورك الفاخرة، لتبدءا بتصميم خط أزياء جديد استوحتاه من ثقافتهما الأفريقية. فالتوأم أيان وإيدل محلّم ولدتا في الصومال، ومن ثم انتقلتا للعيش برفقة أهلهما في الولايات المتحدة الأمريكية هربا من الحرب الأهلية.

أفريقيا ليست عبارة عن رحلة سفاري، يعود منها السياح مصطحبين  حيوانات غريبة

نشأت الفتاتان في العاصمة واشنطن، ومن هناك انطلقت أيان إلى بوسطن، وإيدل إلى ميتشيغن لإتمام دراستهما، قبل أن تستقر الأختان أخيرا في نيويورك، وتطلقا مشروع أزياء أسمتاه Mataano، وهي كلمة صومالية تعني "التوأم". وقد لاحظت الشقيقتان أن اللون الأسود يغلب على أزياء سكان المدينة، لذا، فقد قررتا إضفاء الحيوية عبر الألوان التي استوحتاها من أصولهما الأفريقية.

تقول أيان: "أتينا إلى هذه المدينة ولاحظنا أن الجميع يرتدي اللون الأسود، فقررنا العودة إلى أصولنا الأفريقية، ووجدنا أن الجميع هناك يحب الظهور عبر ارتداء الألوان". وتضيف: "أفريقيا ليست عبارة عن رحلة سفاري، يعود منها السياح مصطحبين حيوانات غريبة، بل هي مجموعة من الثقافات المتصلة التي تنم عن جمالية في الأزياء وأسلوب الحياة."

ورغم أنه لم يمض على إطلاق هذا المشروع أكثر من عامين، يلقى المشروع الكثير من الترحيب، خصوصا بين أفراد الجلية الصومالية التي تعيش في نيويورك، والتي تقدم النصح والنقد البناء للفتاتين من أجل تنمية مشروعهم الواعد.

تقول إيدل: "نحن نتلقى الكثير من ردود الأفعال من الصوماليين المقيمين هنا، والجميع يحب ما نقوم به، إلا أنهم يؤكدون على ضرورة أن نحرص على العادات والتقاليد الصومالية في تصميم الأزياء، فبينما نقوم باستخدام الألوان الجذابة والتصاميم الفريدة، جزء كبير من ملابسنا لا تتناسب والثقافة الصومالية".

وستطلق الفتاتان مجموعتهما الجديدة خلال أسبوع الموضة الأفريقي في جنوب أفريقيا هذا الصيف، إلا أن لديهما طموحات تتجاوز هذا العرض، إذ تقول إيدل: "نطمح إلى التوسع خلال السنوات المقبلة، فنحن نرغب بالتواجد في أوروبا، والشرق الأوسط، وفي أفريقيا أيضا".